تداعى سائر المحللين والمراقبين السياسيين من العرب وغير العرب، فور إلقاء الرئيس المصرى الجديد خطابه إلى تحليله وتقييمه، وإحصاء النقاط الجوهرية التى تختلف عن خطابات سلفه، وهذه حالة عربية قديمه أصبحت بالية مرفوضة وغير مقبولة على الإطلاق، باتت تصيب المواطن العربى بالقرف والسخط والغضب، لأنه يدرك تماما أن الفارق كبير جدا وشاسع جدا بين ما يقول الحكام العرب وما يفعلون، الشعب العربى لا يريد تغييرا شكليا، بل تغييرا جوهريا جذريا عميقا وشاملا، يقلب هذا الواقع العربى البائس والمزرى، رأسا على عقب، وينقل حال المواطن المؤلم والمفجع إلى حال أفضل منه، ليتحول الفقر والجوع والحرمان إلى مستوى لائق ومقبول من العيش الكريم، ولتعم أجواء الحرية والأمن والأمان بالمجتمع كله، وتزول كل مظاهر القمع والقهر وامتهان كرامة الإنسان.
الشعب يريد أن ينعم بالصحة وفرص التعليم الراقية، ويذوق طعم ثمار هذه الثورة المباركة التى دفع ثمنا باهظا لها سواء كان فى العرق أو الدماء، كما يأمل كل أبناء الأمة منه مواقف صريحة جريئة وواضحة من قضايا الأمة المصيرية وفى مقدمتها فلسطين الحبيبة وقدسنا الشريف، ولا يهم بعد ذلك ماذا قال وماذا سيقول أو ما هى طبيعة الوعود التى قطعها على نفسه، أو إن جاء من العسكر أو من غيرهم أو إن كان من المسلمين أو الأقباط أو غيرهم، طبعا نحن نقدم أخلص التهانى والتبريكات لزعامة مصر الجديدة ونأمل منه كل خير، ربما سيطل بعضهم علينا ليقول متباهيا أن الرئيس السابق كان حليق الذقن بينما الذى جاء بعده غير ذلك عدا ذلك اختلافا كبيرا ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن والسلم ليس على صعيد الوطن فحسب بل وعلى الصعيد العالمى، بينما يخرج علينا محلل سياسى آخر ليقول لقد ذهب محمد وجاء محمد، وهذا يعنى أن الأمور ستبقى على حالها وإن هذا هو الأصوب فى مثل هذه الحالات النادرة.
إن مصر لها مكانة كبيرة فى قلوب العرب كلهم ولها تاريخ مشرف ويمتد تأثير كل ما يحصل فيها على امتداد الوطن العربى الكبير، وإن حكومة مصر وزعامتها التى جاءت بعد أول انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وباعتراف كافة منظمات المجتمع المدنى المحلية والدولية، وبشهادة مراقبين وقضاة مرموقين لهم مكانتهم الرفيعة على مستوى الساحه الدولية، هى التى ستقرر مصير الربيع العربى إما أن يقطف الشعب العربى ثمار هذه الثورات المباركة أو لا سامح الله ستجهض وتضيع هذه الفرصة التاريخية التى لا تعوض وستضيع معها دماء شهداء الأمة الأبرار، المهمة كبيرة وخطيرة والمسؤولية جسيمة وما على الجميع إلا التكاتف والتعاضد، ومساندة هذه الزعامة الجديدة بكل ما يمكنها من الوصول بالثورة إلى الأهداف والغايات المثلى التى انطلقت من أجلها خصوصا وأن الرجل عاهد الله والشعب على أن يعمل بكل جد وجهد لخدمة أبناء الوطن.. كل الوطن.
عيد حامد يكتب: الشعب يريد تغيير الجوهر لا الشكل
الثلاثاء، 03 يوليو 2012 12:08 ص
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ابدأ بنفسك