ضباط بهيئة أركان الجيش الإسرائيلى يكشفون استراتيجة تل أبيب تجاه القاهرة.. مصر تحولت لجبهة ملتهبة بالنسبة لإسرائيل.. وتم نشر كتيبتين نظاميتين بجانب أربع كتائب احتياط تم إنشاؤها مؤخرا على الحدود المصرية

الثلاثاء، 03 يوليو 2012 02:19 م
ضباط بهيئة أركان الجيش الإسرائيلى يكشفون استراتيجة تل أبيب تجاه القاهرة.. مصر تحولت لجبهة ملتهبة بالنسبة لإسرائيل.. وتم نشر كتيبتين نظاميتين بجانب أربع كتائب احتياط تم إنشاؤها مؤخرا على الحدود المصرية الجيش الإسرائيلى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشر مركز "إسحاق رابيين" للدراسات الاستراتيجية دراسة عن التهديدات التى تواجه إسرائيل من مختلف المناطق ابتداء من مصر حتى إيران مرورا بالضفة الغربية وقطاع غزة وانتهاءً بهضبة الجولان والحدود الشمالية الإسرائيلية مع لبنان، حيث نقلت الدراسة تصريحات أربعة ضباط إسرائيليين رفيعى المستوى يعتبرون الذراع اليمنى لرئيس الأركان الإسرائيلى بينى جانتس.

وفسر الضباط الأربعة بالجيش الإسرائيلى التهديدات والتحديات التى باتت تظهر كل لحظة للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى ما يعرف بـ "لعبة العقول" التى تدار داخل قيادة أركان الجيش الإسرائيلى لمنع أى عملية عسكرية تهدد أمن إسرائيل.

وأوضحت الدراسة التى نشرها مركز رابيين أن هؤلاء الضباط كانوا جميعهم قادة كتائب فى وقت سابق، وشغلوا العديد من المناصب القيادية قبل أن ينتقلوا إلى الذراع المهم بقيادة الجيش الإسرائيلى الضالع فى كل عملية تنفيذية تقودها القيادات العليا بهيئة الأركان.

والضباط الأربعة التى تناولتهم الدراسة هم المقدم جاى بيتون، قائد قسم العمليات فى قيادة المنطقة الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية، والمقدم إيلان ديكشتاين قادة كتيبة الدورية فى لواء "جيفعاتى"، والمقدم نير برون، قائد قسم العمليات فى القيادة الشمالية القريبة من الحدود اللبنانية والذى كان قائدا لكتيبة "الخروب" كما شغل منصب قائدا كتيبة "ناحشون" والعقيد بار أون قائد قسم العمليات فى الجبهة الداخلية الذى قاد كتيبة "نتيسح يهودات" المشهورة داخل لواء "ناحال" الذى يضم أغلبية من الجنود "الحريديم" المتشددين دينيا، مشيرة إلى أن جميع هؤلاء الضباط يعتبرون الذراع اليمنى لقادة مناطقهم.

وبدأت الدراسة التى نشرتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بحديث العقيد بار أون عن الحدود الجنوبية لإسرائيل مع مصر والجدار الأمنى الفاصل الذى يبلغ طوله 230 كيلو، موضحا أن هذا الجدار من الممكن أن يحرف أنظار العناصر المسلحة فى شبه جزيرة سيناء من مدينة "نويبع" حتى "العقبة"، قائلا: "إن مصر أصبحت بعد انتخاب الرئيس الجديد محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين أحد الجبهات الملتهبة بالنسبة لإسرائيل مثل قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان"، مضيفا أن الحدود مع مصر لم تعد كما كانت فى السابق حدودا آمنة لإسرائيل، بل أصبحت حدودا "غير مستقرة"، على حد تعبيره.

وأكمل المقدم بيتون، قائد قسم العمليات بالقيادة الجنوبية حديث أون قائلا: "يمكننا أن نشاهد الحدود الحساسة مع مصر كحلبة حرب تذكرنا بالجدار الإلكترونى على الحدود مع غزة، وهذا يمكن أن يكون مشابهة فى شكل العمليات الإرهابية التى من الممكن أن تحدث من حيث وضع العبوات الناسفة وإطلاق النار، أو محاولة التسلل لقتل جنود بالجيش الإسرائيلى، وعلى هذا فإن مهمتنا فى هذا الوقت هو التنسيق بين الجانب العملى والنظرى لمواجهة هذه الأخطار".

وأضاف الضابط الإسرائيلى: "إن التغييرات على الحدود الغربية مع مصر لم تبدأ فى 18 أغسطس زمن الحادث المؤلم بالقرب من إيلات، وإنما قبل عامين من هذا الحادث، واشتد فى أعقاب الخطوات المختلفة بداية من سقوط النظام القديم فى مصر بقيادة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، واليوم كل منظمة إرهابية تريد أن توطد نفسها عبر فتح لها فرع فى سيناء والعمل بالإرهاب من هناك، والتقديرات هى أننا سنرى فى المستقبل أوضاع مثل قطاع غزة، ولكن عزائنا فى هذه المنطقة هو اتفاق السلام مع مصر، حيث إننا نلاحظ أنهم يقومون بعمل جهود، وحتى إن كان ليس كما نريد، ولكنه يبقى جهد جيد"، على حد قوله.

وكشف بيتون أنه تم تنظيم قوات الاحتياط التابعة لقيادة الجبهة الداخلية بشكل متناسق مع الواقع وتمت إقامة كتيبتين نظاميتين جديدتين بجانب أربع كتائب احتياط تم إنشاؤها على الحدود مع مصر مؤخرا.

وفى سياق آخر، وفيما يتعلق بالتسلح النووى الإيرانى قال الضباط الإسرائيليين أنه تحول دون شك لموضوع مهم جداً فى الأعوام الأخيرة، وباتت تطرح العديد من الأسئلة فمثلاً هل ستتم المهاجمة الآن أم خيار الانتظار هو الأفضل، وهل ستهاجم إسرائيل وحدها إيران أم ستشارك الولايات المتحدة فى الهجوم، وكم سيكون الثمن الذى ستدفعه إسرائيل مقابل هذا الهجوم؟ هذه فقط أسئلة بسيطة من مسألة كبيرة كهذه وذات وزن كبير كهذه، والتى تبدوا أنها تحولت الشغل الشاغل للمستوى العسكرى الإسرائيلى.

وقالت الدراسة الإسرائيلية إن الواقع اليومى الذى تعيشه معظم قوات الجيش الإسرائيلى مختلف كلياً، فهى لا تفكر بإيران التى تبعد عنها نحو 1600 كيلو متر، بل تفكر فى الخطر الذى قد يكون قريباً جداً جداً، وهى حدود غزة ومصر، ونابلس، ومحور 60، ومنطقة "أفيفيم" وليس بعيداً عن معبر القنيطرة فى هضبة الجولان.

وعن الأوضاع فى الضفة الغربية، قال أون: "المدن الفلسطينية فى جميع أنحاء الضفة هادئ بصورة نسبية، حيث إنه لا يوجد أى عمليات، وحتى الإغلاق الذى كان يفرض على المناطق المحتلة، تحول إلى أداة غير مستعملة، ومستوى القوات الإسرائيلية فى المنطقة، هو متدنٍ جداً منذ عقد من الزمن، وذلك على ضوء عمليات الجيش الإسرائيلى ضد البنية التحتية للإرهاب وبناء الجدار الفاصل، بالإضافة إلى التنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية، ونحن موجودون فى وقائع أمنية مختلفة تماماً بالمقارنة مع بداية العام 2000، ولكن لا يمكننا الاعتماد على هذا الهدوء، ففى كل لحظة تحاول المنظمات الإرهابية تطوير بينتها التحتية".

وأضاف الضابط الإسرائيلى:" نحن نعمل جاهدين خلال الفترة الأخيرة، بخصوص موضوع منع خطف الجنود، وهذا موجود على جدول أعمالنا، وفى نهاية الأمر المسئولية ملقاة على عاتق الجندى، وفى الفترة الحالية، أحداث الخطف وحوادث إطلاق النار على الخطوط، هى المعضلة الكبرى فى المنطقة، ونحن من خلال عمليات الاعتقال اليومية نحاول أن نمنع العمليات ضد إسرائيل".

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال المقدم بيتون خلال حديثة عن القطاع: "إن حركة الجهاد الإسلامى والتى أطلقت معظم الصواريخ فى الجولة الأخيرة، تقوى نفسها، وهناك من يقدر بأن قوتهم تضاهى حماس سواء فى الجودة أو الكميات".

وأضاف بيتون: "نحن هادئون ونعرف كيف نرد على ما يحدث من عمليات على الأرض، ولكن لا نستطيع أن نقول الشىء نفسه عما يحدث تحت الأرض، فالعمليات التى تحدث تحت الأرض والتى شاهدناها فى عملية الرصاص المصبوب، هى مجرد طعم لما يمكن توقع مشاهدته فى المواجهة القادمة".

وعن حدود إسرائيل الشمالية مع سوريا، التى تعد الحلبة الأكثر تحدياً للجيش الإسرائيلى فى حالة مواجهة عسكرية، قالت الدراسة لإسرائيلية إنه فى الفترة الأخيرة لم يعد الجيش يقلق لما يمكن أن يحدث من لبنان، وإنما بات شغله الشاغل هو الأوضاع فى سوريا، والتى تحولت إلى جهة مواجهة محتملة، وليس التخوف من أن ألوية بشار الأسد، وإنه فى حال سقوط النظام السورى الذى يتهاوى بشكل تدريجى، من الممكن أن يظهر نظام يعمل ضد إسرائيل.

بدوره تطرق المقدم ديكشتاى قائد قسم العمليات فى المنطقة الشمالية إلى الحديث عن الأوضاع عن لبنان بالقول: "على الجبهة اللبنانية، حزب الله مستمر بخرق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذى تم إقراره بعد حرب لبنان الثانية، وإن حزب الله يعتبر الآن جزءًا من السلطة فى لبنان، وهو يفهم أن كل عملية ضد إسرائيل، ستحظى برد يضعهم فى وضع صعب فى الدولة، ومع ذلك فإن الجيش يقوم بعمليات أمن على الحدود الشمالية بما فى ذلك المناورات المختلفة والتى تشابه سيناريوهات خطف جنود، ونحن من خلالها نحاول الحفاظ على نسبة الاستعداد العالى لدى جنودنا، نحن ليس لدينا أى نية لحرب، ولكن نحن ملزمون بأن نكون مستعدين".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة