أكرم القصاص - علا الشافعي

د. مصطفى النجار

أن تطول البداية

الثلاثاء، 03 يوليو 2012 09:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت من الشباب الذين أدركوا مبكرا ضرورة بناء التنظيمات والمشاركة فى المسار السياسى الذى أصبح هو المسار الذى سيحدد نجاح الثورة من عدمه ولذلك قمت بتأسيس حزب العدل وكنت وكيله المؤسس مع اثنين من أصدقائى ورفاق الطريق من قبل الثورة، كانت أحلامنا كبيرة أكبر من قدراتنا وأضعف من الواقع الصعب الذى نتحرك فيه.
حصلنا على الترخيص كثالث حزب مشهر بعد حزبى الحرية والعدالة والنور واستطعنا جمع التوكيلات فى فترة قياسية وكانت البداية قوية لوجود تمويل معقول من بعض رجال الأعمال الذين اقتنعوا بأفكارنا ورأوا فى تجربتنا شيئا جديدا يستحق الدعم.
من اليوم الأول كنت أكره فكرة الشخصنة وأرى أن الكيان الذى يعرف بشخص هو كيان فاشل لن يستمر وأنه لا بد أن يعرف بالمؤسسة، لا شك أن وجود رموز معروفة إعلاميا وشعبيا يضفى مزيدا من القوة على أى كيان ولكن الاكتفاء بوجود هؤلاء فقط هو قمة الفشل.
كانت الأحداث متلاحقة بشدة ووقعت الأزمات تلو الأزمات مثل أحداث مسرح البالون واعتصام يوليو ومن بعدها محمد محمود ومجلس الوزراء وكل الأحداث التى حدثت بالفترة الانتقالية نظرا لاستمرار الحالة الثورية وتعثر الفترة الانتقالية.
كانت الغالبية العظمى من أعضاء الحزب من الشباب تحت سن 35 عاما وبقدر ما يمثل هذا ميزة إلا أنه يمثل أيضاً مشكلة، انقسم الشباب بين العمل السياسى وبين العمل الثورى وحاولت مع غيرى أن نجد مسارا وخطا ناظما يربط بين الاتجاهين ولكن لم تنجح كثيرا هذه المحاولات.
وتصاعدت حالة الاستقطاب بين الإسلاميين والليبراليين وبلغت أشدها منذ الاستفتاء الدستورى ووصولا إلى الانتخابات البرلمانية ووجدنا أنفسنا ندفع دفعا إلى اختيارات صعبة إما أن ندخل تحت جناح أحد عنصرى الاستقطاب وإما أن نبقى وحدنا، شخصيا كنت أعرف أن القرار بعدم الانحياز هنا أو هناك فى لعبة الانتخابات له ثمن باهظ ولكن حماس الشباب ونقاءهم ورومانسيتهم قررت بشكل ديمقراطى أن نخوض الانتخابات وحدنا.
وبالفعل دفعنا الثمن فى انعدام التمويل تماما للعملية الانتخابية ورغم أننا أعددنا أكثر من عشر قوائم بمحافظات مختلفة إلا أن الكثرة تغلب الشجاعة ولم نستطع أن نوصل للناس أفكارنا ومشروعنا كحزب وسطى ضد الاستقطاب وذهب الناس لعنصرى الاستقطاب وسقطت فكرة الوسطية فى اللعبة الانتخابية سقوطا مدويا سواء على مستوى حزبنا أو أحزاب أخرى تمثل أيضاً الاتجاه الوسطى.
تكررت فى الانتخابات الرئاسية أيضاً نفس الحالة حيث وصل للإعادة عنصرا الاستقطاب وأخفق من كانوا فى منطقة الوسط للوصول لها رغم جودة مرشحى الاتجاه الوسطى وكفاءتهم ومع استمرار حالة التفتت الموجودة وكثرة الأحزاب مع ضعفها باتت الحاجة ملحة لخلق اتجاه جديد ومظلة تجمع الأحزاب التى تتقارب أفكارها.
استقالتى من حزب العدل الذى قمت بتأسيسه كانت صادمة للبعض وغير مفهومة ولكن أحب أن أؤكد أنها لا علاقة لها بترشحى مرة أخرى فى الانتخابات البرلمانية فكونى حزبيا لا يمنعنى من الترشح على نفس المقعد الفردى ولكن الحقيقة أننى كنت من البداية أود تقديم نموذج جديد للعمل الحزبى حيث اعتاد الناس فى مصر أن وكيل المؤسسين لأى حزب يصبح رئيسه وهذا ما أرفضه حيث أرى أن الفكرة تصبح ملكا للجميع ولا يجب شخصنة الكيان فى شخص مؤسسه لذا رفضت الترشح لأى منصب داخل الحزب أنا ورفقائى الوكلاء المؤسسون.
استقالتى من حزب العدل هدفها أن أقدم نموذجا عمليا لإنكار الذات وعدم الشخصنة والإصرار على أنه من الممكن أن يقوم شخص ببناء مؤسسة ثم يتركها لمهمة أخرى فى نفس مسار البناء وقد حققنا ذلك بعد أن قدمنا أول نموذج لانتخابات داخلية حزبية كأول حزب من أحزاب ما بعد الثورة ينجز تجربة ديمقراطية داخلية بدون صراعات على مناصب أو سلطة.
أرى الآن أن الأولوية هى بناء تيار سياسى وسطى واسع يكون له جذور ضاربة فى الأرض وهذا لن يتم إلا ببناء توافقات وتحالفات تصل لحد الاندماج بين الكيانات المتقاربة فكريا - وسيكون حزب العدل جزءا أساسيا من هذا التيار - وهذا ما شغلت نفسى به الآن مع مجموعة من الرموز السياسية المحبة للوطن والتى تبحث عن المصلحة العامة قبل أن تبحث عن ذواتها.
ربما نكون قد أطلنا فى فترة البداية للوصول للهدف وهو بناء تيار وسطى حقيقى فى مصر ولكن لأن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا وليبق عملنا واجتهادنا البشرى يحسب لنا مهما كانت النتائج، المهم ألا نتوقف عن المحاولة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم

الى الامام يا دكتور / مصطفى .

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس احمد

محتاجين وقت كبير لحد ما تتعلموا

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

ما معني وسطية

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى يعقوب

لا تخدع نفسك يا صاصا

عدد الردود 0

بواسطة:

kgh

التيار الثالث

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ وائل حمزة

نظرة جديدة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الاسدي

التناقض التام

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد العاطفى

تذكروا كلمتين .................. تذكروا ...............لشباب مصر ( منقول )

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف عمر

سوء الظن

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد شعبان

أحترمك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة