«مفهوم الاستبداد».. كتاب يتناول صور العلاقة بين الدين والسياسة

الثلاثاء، 03 يوليو 2012 01:35 ص
«مفهوم الاستبداد».. كتاب يتناول صور العلاقة بين الدين والسياسة غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، كتاب بعنوان «مفهوم الاستبداد» للباحثة الدكتورة «هناء البيضانى» ابنة الدكتور عبد الرحمن البيضانى، نائب رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق، ويقع الكتاب فى 550 صفحة من القطع الكبير، ومقسم إلى أربعة فصول، الأول والثانى فى «المفهوم والتأصيل» والثانى والثالث، تتأمل فيهما جذور الاستبداد فى الفكرين السنى والشيعى، وقسمت الدراسة بينهما بالتساوى، وترى أن كليهما مهتم بالاستبداد الدينى، الذى هو أشد قسوة من الاستبداد السياسى.

واختارت المؤلفة من كل تيار أبرز مفكرين يعبران عنه، فاختارت عبد الرحمن الكواكبى (1824 – 1902) والشيخ المصـرى محمد الغزالى (1917 – 1996)، كمناذج للفكر السنى، بينما تأملت مفهوم الاستبداد لدى الفكر الشيعى عند «الإمام النائينى» (توفى عام 1936)، والرئيس الإيرانى السابق «محمد خاتمى».

الكتاب فى الأصل كان رسالة علمية قدمت إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وقد أعدتها الباحثة ككتاب قدّم له مفتى جمهورية مصر العربية على جمعة، الذى يقول فى تقديمه: «إن الفكر السياسى فى التراث الإسلامى عُنى بقضايا تخص بروتوكولات دار السلطنة، أما ما يخص شئون المواطنة وحقوق الرعية، ونصيحة الحكام، وأحكام المعارضة السياسية فلا نعثر عليه إلَّا نادرًا فى تراثنا السياسى».

ويتزامن صدور الكتاب مع صحوة شعبية فى العالم العربى أدت فيها الاحتجاجات الحاشدة المراهنة على التغيير إلى خلع رءوس الأنظمة الحاكمة فى كل من تونس ومصـر وليبيا واليمن وتتواصل الاحتجاجات فى سوريا رغم ألوف القتلى والمفقودين.

وتقول هناء البيضانى، إن «الاستبداد الدينى المفجع» فى العالمين العربى والإسلامى لا يمكن إنكاره، فهو ليس جديدا بل يضرب بجذوره «فى عمق التزامن مع بداية الاستبداد السياسى»، إذ تعرضت فرق إسلامية لقمع شديد منذ العصر الأموى.

وتضيف أن «كل فرقة كانت ترى أنها أفضل الفرق وأهداها فى اتباع القرآن والسنة وتطبيق شرع الله.. وكان لأهل السنة رؤيتهم الخاصة فى عدم جواز الخروج على الحاكم حتى ولو كان جائرا» وأن الدراسات الخاصة بأدب النصيحة استهدفت محاولة علاج استبداد الحاكم حتى انهارت الدولة العباسية.

وترصد تطور «الاستبداد الدينى» عن طريق الجامعات الإسلامية المتشددة قائلة، إن أعضاءها «لم يفهموا الدين فهما صحيحا فضلوا الطريق» وأدى هذا التشدد إلى ظهور «الحركات الإرهابية وخصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر 2011 التى دلت على أنها تريد فرض معتقداتها بالقوة دون منطق أو داع».

وتقسم المؤلفة جماعات المتشددين إلى قسمين: الأول: «يتبنى التطرف السلمى»، ويشبهون المجتمع الإسلامى بمجتمع الجاهلية قبل هجرة النبى محمد من مكة إلى المدينة ويرون أن الوقت لم يحن بعد للتحرك نحو بناء ما يسمونه الدولة الإسلامية.

وتقول إن القسم الثانى من المتشددين «يطبق الاستبداد الدينى باستخدام القوة والقهر وهى مرحلة يرى أصحابها أنها تشبه مرحلة الإسلام فى المدينة وما تلاها.. وهم يرون أنهم المسلمون الوحيدون الذين يعتنقون الإسلام الصحيح.

وتوضح أن الكواكبى كان أول من استخدام مصطلح «الاستبداد الدينى» وما يرتبط به مثل «فقهاء الاستبداد» وأنه ربط بين الاستبداد الدينى والممارسة السياسية وأن النائينى ربط بين رجال الدين «ورفضهم لمشروع الدستور والتصدى له» أما خاتمى فارتبط اسمه بالإصلاح السياسى.

وتقول: إن خاتمى رغم توليه رئاسة الجمهورية «إلا أنه يستطيع أن يحقق مشـروعه الإصلاحى إذا واجهته عقبات إما نتيجة تدخل الفقيه مباشرة أو تدخل مجلس صيانة الدستور».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة