على رمضان يكتب: مأساة اسمها المرشد السياحى

الأحد، 29 يوليو 2012 02:08 م
على رمضان يكتب: مأساة اسمها المرشد السياحى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت السياحة هى عصب الاقتصاد فى مصر فالمرشد السياحى هو عصب السياحة الثقافية ذاتها، فيستحيل بالطبع تواجد السائح دون رفيق يصحبه منذ أن يطأ أرض مصر، هذا الرفيق يتقن لغة السائح التى يتفاهم عن طريقها معه وهو دارس لتاريخ مصر القديم بأنواع عصوره الفرعونية والبطلمية والرومانية والبيزنطية والإسلامية والحديثة بكل حكامها وأحداثها وحروبها وشخصياتها وفنونها، ويقوم بالشرح الأكاديمى فى المعابد والمتاحف والمقابر القديمة، ويصطحبه ليل نهار – دون تحديد لعدد ساعات عمل - فى زياراته للأماكن الأثرية والمتاحف التى وضعها برنامج زيارته، ويقوم بالشرح الأكاديمى المتخصص دون نقصان، ويجيب عن أسئلته إجابة وافية مستفيضة لا يشعر خلالها السائح بأى خلل أو خطأ أوملل أو نسيان، كما يلقى عدة محاضرات عن مصر الحديثة والحياة المصرية والأحداث الراهنة، ومسئول أيضا عن مزواج السائح وتوفير أمسيات شرقية وحفلات سمر، وهو مقيم مع السائح طيلة فترة تواجده، ومسئول مسئولية تامة عن نوعية ما يأكل السائح ويشرب، عن الجودة كما ونوعا، وهو مسئول عن راحة نومه وعدم إزعاجه، ومسئول بالطبع عن تلبية كل طلباته المختلفة من اتصالاته ببلده وأهله وعلاقاته فى فترة تواجده ونصحه وإرشاده عن الأماكن والأشخاص، وأن يقضى أجازته فى سعادة غامرة دون أدنى المشاكل، ثم أولا وأخيرا يجب عليه كمتخصص فى فن الاستضافة وكمسئول يتعامل مع جمهور السواح أن يشعر السائح بحبه، وامتنانه له حريصا على رسم ابتسامة عريضة تعكس السرور والحبور وحسن الاستقبال، سواء كان السائح جنتلمان سريع الرضى أو كان من مثيرى المتاعب والمشاكل الراغبين باسترداد ما دفعه فى رحلته فى وطنه بتقديم شكوى، من أى محتوى، يطلب فيها تعويضا عن إفساد إجازته، ولك أن تتخيل المجهود المبذول من المرشد السياحى لتلافى حدوث أى مشكلة حقيقية أو وهمية (يتلكك) بها هذا النوع من السياح، أضف إلى ذلك مسئولية المرشد عن علاقة السائح بمن حوله وعدم تعرضه لمحاولات الأذى بأنواعها، وفى نهاية الرحلة يصطحب المرشد السائح للمطار كى يودعه باتسامة وداع، متمنيا له عودة طيبة لوطنه آملا أن يعود مرات عديدة لزيارة مصر.

هذا ما يقوم به المرشد السياحى، فما المقابل الذى يحصل عليه إزاء هذا المجهود الهائل؟

فهذا المرشد لا يعمل بمرتب شهرى، وإنما يعمل بأجر اليوم الذى يكلف فيه بالعمل، أى باليومية، فإذا قام بالعمل أسبوعا فى الشهر فله أجر أسبوع، ويتراوح أجر اليوم بين 30 إلى 70 جنيها، ويرجع هذا الاختلاف إلى نوع اللغة التى يمارسها وإلى ندرتها فى السوق السياحى، فعمل أسبوع كامل يحصل فيه المرشد على أجر يتراوح بين 210 جنيها إلى 490 جنيها، وتخصم بالطبع قيمة الضرائب فيقل هذا الأجر بمقدر 5%، فإذا كان الموسم السياحى زاخرا فربما يحصل المرشد على أسبوعين من العمل يتضاعف بها هذا الأجر.
وقد يحصل المرشد على نسبة من مبيعات الزيارات الإضافية التى ينجح فى تسويقها لشركته بين مجموعة السائحين، أما حصوله على نسبة مبيعات العاديات والهدايا للسائحين فإن قانون الإرشاد السياحى لا يسمح به رغم تطبيقه عمليا لتدنى ما يحصل عليه المرشد من أجر.

فماذا لو حدث أن توقفت السياحة ؟

الإجابة ببساطة: لا أجر. لا دخل. لا مرتب!

وقد ساءت حالة المرشد بعد التوقف المتكرر للسياحة، ونفد ما لدى البعض من مال فلجأوا لبيع أثاث شققهم ليسددوا ما عليهم من ديون، ويحسب للمرشدين أنهم الفئة الوحيدة التى لم تتجمهر وتطالب بمطالب فئوية مستغلة الأحداث كالمطالب الفئوية الأخرى.

ولأن المرشد السياحى هو عمل صنفته الدولة أنه عمل حر فهو لا يتبع وزارة السياحة إلا من الجهة الإدارية فقط، وتنأى الوزارة عن تأمينه صحيا ومعاشيا لا أدرى لماذا، فهى مسئولة عن تسجيله فى سجلاتها دون أدنى مسئولية، أو التزام مادى، وعليه تسديد رسوم تسجيله وتجديد رخصته التى لابد من تجديدها – دون مبرر – كل خمس سنوات!

وليس لديه تأمين صحى لا هو ولا أسرته بالطبع ويجب أن يتولى ذلك بنفسه ومن حافظة نقوده الفارغة، أما عن التأمينات والمعاشات فهى مأساة المآسى، فقد انتبهت الوزارة منذ ما يقرب من عشر سنوات أن لزاما على المرشد بصفته مؤسسة خاصة (!) أن يكون لديه تأمينات وإلا لن تقيده فى سجلاتها وألزمته أن يدفع التأمينات بأثر رجعى، فقام المرشدون بدفع آلاف الجنيهات ليحصل المرشد عند التقاعد على معاش هزيل حسب المستوى الذى شارك به فقل لى بالله عليك كيف تعيش أسرة المرشد بيومية لا تسمن ولا تغنى من جوع، وبعد التقاعد بمعاش ربما يكفى السرة يوما أو بعض يوم!

والنقابة؟ أليس للمرشدين نقابة؟ نعم، ماذا عساها تفعل إلا أن يضع النقيب ملف متاعب ومشاكل المرشدين تحت إبطه ويسعى بين دواوين الحكومة لعله يجد من يسمعه، والسامعون قليل، ولا تعجب من أن تسمع تساؤلا من مسئول، مرشد سياحى؟ من يكون؟

هل الحل أن يقوم أحد المرشدين السياحيين بإشعال النار فى نفسه بميدان التحرير ليلفت نظر المسئولين كما حدث للبعض قبل ثورة يناير؟





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد محمد

و نعم القول

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفي عبدالله

للاسف رجل الشارع والمسئولين في مصر لا يقدرون مهنة المرشد السياحي ولا يعرفونها

عدد الردود 0

بواسطة:

yasser

المرشد السياحى سفير داخلى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد مدنى

لا حياة لمن تنادى

انت تؤذن فى مالطه بل فى الصحراء

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد مدنى

وجهة نظر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

نصف الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد مصطفى كمال

الرد على الاخ محمود رقم 6

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ربيع الشهير بالجنرال

قمة الحقيقه فى بساطه شديده

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صبري

مرشد سياحى محروق دمه.

لا فض فوك.

عدد الردود 0

بواسطة:

مرشد سياحى

الى كل من يجهل مهنه المرشد السياحى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة