د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: الضحية

الأحد، 29 يوليو 2012 08:30 ص
د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: الضحية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس دورا اختارته بقدر ما فُرض عليها
أم تخلت
و أب قسى
فأصبحت ذات التسع سنوات
ماكرة تنافس ذوات الاربعين
ان جلست بجاوراها تنسيك كونها طفله
ودعتها براءة الطفولة مع اللحظات التالية لذهاب امها
لتتركها وحيدة تعاند فى الدنيا
ذكاء اجتماعى رهيب جعلها تستطيع ان تفرض وجودها
لا تتخيل كم من الصفات السيئة المكتسبة اصبحت تلازمها
كذب و نقل كلام و مقالب ... الخ
مكرها و ذكائها أصبحا سلاحها الذى تدافع به عن نفسها و وجودها
لا تخفى شماتتها بأحد
تفرح عندما تصل الى مبتغاها
تسعدها المشاجــرات ,, و يروقها ان ترى الجميع يعانــى كما تعاني
حصدت البغض من جميع من تعامل معها
و الخوف منها فى المستقبل
لا يظن بها أحد خيرا
و ينسون دوما انها الضحية

كانت بذرة طيبة تراعاها اسرتها لتنشأ و تصبح امرأة صالحة
و لكن الظروف تبدلت لتُترك تلك الصغيرة لجدة ترعاها
جدة ما كان لها ان تذهب عُقدا و مفاسد اخلاقية
جدة اجتهدت و لكن لطالما يبدد جهدها
كبر سنها و ظروف لا تكاد تتغير لتخرج تلك الضحية و تطهرها من كل الفسدات

ضحية أيا كان المسؤول عن فسادها
فان ذنبها سيرافقهم فى حياتهم و سيذهب معهم للدار الاخرة

و ذنب كل ناشئ ينشأ مثلها
فى رقبة كل من عاش لنفسه
كل من تخلى
كل من ضيع رعيته
و اهمل رعايته
كل من ضيع الامانة
و ترك واجبه

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ , وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِى مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ , أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ "





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة