مثقفون: حلمى سالم مبدع ملتزم.. الأبنودى: كان صوتاً شعرياً فريداً فى زمن "العك واللخبطة الفكرية وسلماوى: سيظل أفضل شعراء جيله وحجازى: كان مثقفا ومناضلا والصدمة تمنع فضل وحجاب وطلب من الحديث

السبت، 28 يوليو 2012 09:20 م
مثقفون: حلمى سالم مبدع ملتزم.. الأبنودى: كان صوتاً شعرياً فريداً فى زمن "العك واللخبطة الفكرية وسلماوى: سيظل أفضل شعراء جيله وحجازى: كان مثقفا ومناضلا والصدمة تمنع فضل وحجاب وطلب من الحديث الشاعر الراحل حلمى سالم
كتب: سارة عبد المحسن وعبد الله محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتاب عددا من المثقفين حالة من الصدمة فور تلقيهم خبر وفاة الشاعر حلمى سالم، الذى وافته المنية ظهر اليوم، السبت، عن عمر يناهر 61 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض دام لعدة أشهر، حيث أصيب الشاعر الكبير قبل ثلاثة شهور بسرطان الرئة، ووافق الفريق سامى عنان على علاجه فى مستشفيات القوات المسلحة بعد تدخل الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة السابق، حيث عجز جميعهم عن الحديث بعد سماعهم خبر الوفاة.

الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، قال لليوم السابع، إنه حزين لسماع هذا الخبر، حيث نعى الأبنودى رحيل صديقه الشاعر حلمى سالم، قائلاً "إنه كان صوتاً شعرياً فريداً فى زمن اللخبطة الفكرية والعك العقائدى، مؤكدا أن شعر حلمى سالم يهدم كل الحدود والجدران التى يرعاها الكهان ليصنع معجزته الخاصة بلغته، مشيراً إلى أنه تحمل عقاب تجربته التى تتسم بالمغامرة والالتزام الوطنى والقومى، فى نفس الوقت، طالبا له الرحمة من الله، قائلاً "إن عدد الشعراء من حولنا ليس كبيراً حتى نفقد ذلك الصوت المتميز بين شعراء جيله".

وقال الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب، إن الشاعر الراحل حلمى سالم يعد من كبار شعراء جيله كما له بصمة واضحة فى الشعر العربى الحديث ومكانته الشعرية لا ينازعه فيها أحد ذلك إلى جانب إبداعه الشعرى، مضيفا أن الراحل له إسهام كبير فى الصحافة الأدبية من خلال مجلة الأهالى ومجلة أدب ونقد، مشيرا إلى أنه من سخرية الأقدار أن يرحل شاعر كبير مثله عن عالمنا بعد أن تولى الحكم من كانوا يناصبونه العداء بسبب النظرة الضيقة التى كانت تلاحقه بالاتهامات التى نتج عنها وقف صدور مجلة إبداع بعد أن نشرت له قصيدته "شرفة ليلى مراد"، حيث تضامنا معه جميعا فى اتحاد الكتاب فى القضية التى ضده والتى بعدها عادت المجلة إلى الصدور.
وأشار سلماوى إلى أن شعر سالم وإسهاماته الصحفية والأدبية ستظل باقية معنا، بينما افتقدنا برحيله الإنسان صاحب الخلق الكريم والمعشر الجميل والنبل الإنسانى النادر فى عالم اليوم، مؤكدا علينا جميعنا أن نحتفى بشعر سالم، فتلك وصية للتصدى لمن يريدون إخراس الشعراء وتكميم أفواه الكتاب وخنق جميع الفنون والآداب.

وقال قال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى رئيس بيت الشعر، إن رحيل الشاعر الكبير حلمى سالم هو خبر مزعج بالنسبة له، أولا لأنه لم يكن مجرد شاعر حقيقى ولكن لأنه مثقف طبيعى ومناضل فى سبيل ما يؤمن به وما يعتقد أنه واجبه الأخلاقى تجاه الثقافة ومصر والمصريين، مضيفا أن سالم لم يكن مجرد زميل بل كان صديقا شخصيا، وأن رحيله أتى فى وقت رحل فيه الكثير من المثقفين الذين تساقطوا فى الأيام الأخيرة من المثقفين، حيث هناك رحيل جماعى لعدد من أهم المثقفين المصريين يوم الأحد الأسبق.

وأوضح حجازى "أننا فوجئنا فى بيت الشعر بزيارة غير منتظرة لسالم حيث إنه كان خاضعا لبرنامج صحى علاجى بإشراف طبى، لم نكن نتصور أنه يستطيع فى ظروفه أن يشاركنا حيث حييناه ورحبنا به واتفقنا معه على أن يشاركنا الحضور يوم الأحد القادم وخصصناها للشعر الصوفى، حيث اقترحنا عليه أن نلقى شعرا صوفيا ولكنه اعتذر بسبب ظروفه الصحية"، مؤكدا أن سالم سوف يبقى بشعره وسلوكه الأخلاقى سواء فى تعامله مع الشعر أو فى تعامله فى قضايا مصر".

بينما عجز الشاعر سيد حجاب، عن نعى الراحل قائلا إن حزنه شديد على وفاة حلمى سالم وأنه لا يستطيع الحديث حالياً، كذلك قال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان إنه لن يستطيع الحديث حالياً عن الراحل ولن يستطيع نعيه، كذلك الحال بالنسبة للشاعر الكبير حسن طلب، الذى قال لليوم السابع إنه سوف يسافر الآن للمشاركة فى مراسم دفن الراحل، كما سيشارك فى العزاء الذى يقام له مساء فى بلدته بشبين الكوم.

الروائى والقاص فؤاد قنديل، أعرب عن حزنه الشديد عبر حسابه الشخصى على "فيس بوك"، قائلاً لطمنى بشدة نبأ رحيل الشاعر الكبير حلمى سالم أحد أبرز شعراء مصر المعاصرين، اللهم لا اعتراض، لكن الواضح أن الموت يتربص بالدرر وبالنجوم الزاهرة من أبناء مصر، ففى غضون أسابيع قليلة فقدنا عدداً من الأدباء والصحفيين المرموقين".

وأضاف قنديل أن حلمى سالم بالذات كان أيقونة متفردة ومصقولة ألقت بأشعتها على مروج البلاد وقراها ومدنها وسماواتها، كما أنه من أصحاب المواهب العالية والحضور الحى المؤثر والعطاء النبيل والإبداع الجميل، مشيراً إلى أنه بدأ التجربة اللعينة مع المرض منذ سنوات وأخفاها حينا وحاول التصرف فيها سراً، لكن الأحمال ثقلت عليه، وكان لابد من العلاج الذى بدأ متأخراً نسبياً، قائلاً "لن تفلح الدموع فى أن تهدئة القلوب المكلومة والأرواح الراجفة، ولن تقدر الخطب والكلمات على أن تكفكف الدمع المراق على جبينه الحبيب ودواوينه المتألقة المتورطة مع عالمين، عالم الإبداع واللغة والجمال وعالم الحياة المتشابكة والمعقدة الغارقة فى مادياتها المقيتة، ولا نملك إلا أن نستجير بمن أصدر الأمر وبعث بقضائه المكتوب منذ الأزل، لا نملك إلا التوجه إلى الله والدعاء له كى يشمله بواسع الرحمة والمغفرة وأن يلهم آله وقبيلة الكتاب والقراء الصبر والسلوان.

وقال الكاتب والروائى أحمد صبرى أبو الفتوح، إن حلمى سالم أحد شعراء جيل السبعينيات البارزين، وهو من الشعراء الذين خرجوا من عباءة أمل دنقل وحجازى والأبنودى، مشيراً إلى أنه قرن نبوغه الشعرى بنوع من الالتزام السياسى والاجتماعى يعلو عن كونه شاعراً كبيراً، لكنه مناضل أيضاً، قائلاً "خسارتنا لحلمى سالم فى مثل هذه الأيام خسارة لا تعوض".

وقالت الكاتبة والروائية سلوى بكر، إن خبر وفاة الشاعر حلمى سالم أصابنى بصدمة كبرى لم أكن أتوقعها فكنت أستمد منه الأمل فى الحياة، مؤكدة أنه قدم الكثير للثقافة كما أنه هو من النماذج الحقيقة الذى يطلق عليه الأديب الملتزم، وهو من جيلى ومن المهتمين بهموم الوطن وأوجاعه وأحزانه.

جدير بالذكر أن الشاعر الكبير حلمى سالم رحل عن عالمنا ظهر اليوم، السبت، بعد صراع مع المرض، وتشيع جنازة الراحل حالياً من مسقط رأسه بشبين الكوم محافظة المنوفية، وسيتم دفنه هنا، كما يقام له عزاء فى بلدته وسط أهله وأقاربه، وعزاء آخر فى القاهرة بالتنسيق مع اتحاد الكتاب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة