رويترز: مركز تحكم سرى فى تركيا يقدم المساعدات للمعارضة السورية

السبت، 28 يوليو 2012 01:33 م
رويترز: مركز تحكم سرى فى تركيا يقدم المساعدات للمعارضة السورية بشار الأسد
الدوحة/ دبى (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت مصادر خليجية لرويترز إن تركيا أقامت قاعدة سرية مع حليفتيها السعودية وقطر لتقديم مساعدات حيوية عسكرية، وفى مجال الاتصالات لمساعدة المعارضة السورية من مدينة قريبة من الحدود.

وتبرز أنباء إنشاء "مركز التحكم" الذى تديره جهات فى الشرق الأوسط للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد إلى أى مدى تتحاشى القوى الغربية -التى لعبت دورا رئيسيا فى الإطاحة بالزعيم الليبى معمر القذافى - التورط عسكريا فى سوريا حتى الآن.

وقال مصدر من الدوحة "يسيطر عليه الأتراك عسكريا، تركيا المنسق المشارك والوسيط الرئيسى، تصور مثلثا: تركيا عند رأسه والسعودية وقطر عند القاعدة، و"الأمريكيون ينأون بأنفسهم عن هذا، تعمل المخابرات الأمريكية من خلال وسطاء، يسيطر الوسطاء على الوصول للأسلحة والطرق".

ويوجد المركز فى أضنة وهى مدينة بجنوب تركيا على بعد نحو مائة كيلومتر من الحدود السورية وأقيم عقب زيارة نائب وزير الخارجية السعودى عبد العزيز بن عبد الله آل سعود لتركيا وطلبه إقامة المركز حسب ما قاله مصدر خليجى، وأضاف أن الأتراك راقت لهم فكرة إقامة المركز فى أضنة ليشرفوا على العمليات، ولم يتسن الاتصال بمسئول بوزارة الخارجية السعودية للتعليق.

وتوجد فى أضنة قاعدة انجرليك الجوية التركية الأمريكية التى استخدمتها واشنطن فى السابق فى عمليات تجسس وعمليات إمداد وتموين عسكرية.

وتلعب - قطر الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز والتى اضطلعت بدور قيادى فى إمداد المعارضة الليبية بالأسلحة - دورا رئيسيا فى توجيه العمليات من مركز أضنة حسب المصادر، وينخرط أيضا مسئولون من أمن الدولة والمخابرات العسكرية فى قطر فى أنشطة المركز، وقال مصدر فى الدوحة "تمد ثلاث حكومات (المعارضة) بالأسلحة هى تركيا وقطر والسعودية، وتنفى أنقرة رسميا إمداد المعارضة بأسلحة.

وأضاف المصدر "جميع الأسلحة روسية والسبب أن هؤلاء الأشخاص (مقاتلى المعارضة) مدربون على استخدام الأسلحة الروسية وأيضا لأن الأمريكيين لا يريدون التدخل. جميع الأسلحة من السوق السوداء. السبيل الآخر للحصول على الأسلحة سرقتها من الجيش السورى. يغيرون على مستودعات الأسلحة وقال "الأتراك فى حاجة ماسة لتقوية نقطة ضعفهم وهى الرصد والمراقبة ويتوسلون لدى واشنطن لتوفير طائرات دون طيار وأدوات مراقبة"، ولكن يبدو أن مناشداتهم لم تلق آذانا صاغية. "لذا استعانوا ببعض الأفراد من جهات خاصة للقيام بالمهمة".

ويحبذ الرئيس الأمريكى باراك أوباما حتى الآن اللجوء للقنوات الدبلوماسية لمحاولة الإطاحة بالأسد إلا أن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون أشارت الأسبوع الماضى إلى أن واشنطن تنوى تقديم المساعدة للمعارضة.

وعلمت رويترز أن معاونى أوباما أعدوا قرارا يسمح بمساعدة خفية أكبر للمعارضة ولكن لا تصل لحد تسليحهم، وتشارك قوى غربية البيت الأبيض قلقه. ويعكس هذا القلق مخاوف بشأن ما سيؤول إليه الحال فى سوريا بعد الأسد وبشأن وجود أعداد كبيرة من الإسلاميين المناهضين للغرب بين مقاتلى المعارضة.

ووجود مركز تحكم سرى ربما يفسر كيف تمكن المقاتلون السوريون وهم جماعات قليلة التنظيم وضعيفة التسليح من شن هجمات ضخمة مثل تفجير 18 يوليو الذى أسفر عن مقتل أربعة من كبار معاونى الأسد من بينهم وزير الدفاع. وأصر دبلوماسى تركى فى المنطقة على أن بلاده لم تكن ضالعة فى تفجير دمشق.

وقال "إنه أمر غير وارد. وزير الإعلام السورى اتهم تركيا ودولا أخرى بالقتل. لا تقوم تركيا بمثل هذه الأعمال. لسنا دولة إرهابية. تركيا تدين مثل هذه الهجمات."غير أن اثنين من أبرز مسئولى الأمن الأمريكيين قالا إن تركيا تضطلع بدور أكبر فى إيواء وتدريب مقاتلى المعارضة السوريين الذين يتسللون عبر أراضيها.

وأوضح أحد المسئولين السابقين وهو أيضا مستشار للحكومة فى المنطقة لرويترز إن عشرين ضابطا سوريا سابقا يتمركزون فى تركيا يساعدون فى تشكيل قوات المعارضة وتعتقد إسرائيل أن ما يصل إلى 20 ألف جندى سورى انضموا للمعارضة حتى الآن.

وذكر مسئولون سابقون أن ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن الأتراك عززوا من مساندتهم للقوات المناوئة للأسد بعدما أسقطت سوريا طائرة تركية قامت بعدة طلعات فوق المناطق الحدودية، وأفادت مصادر فى قطر أن الدولة الخليجية تقدم التدريب والإمدادات للمعارضة السورية.

وقال مصدر فى الدوحة على صلة بالجيش السورى الحر "دفع القطريون بفريق من القوات الخاصة قبل أسبوعين. نطاق مهمته التدريب والمساعدة فى الإمداد والتموين وليس القتال"، وذكر المصدر أن جهاز الاستخبارات العسكرية ووزارة الخارجية ومكتب أمن الدولة فى قطر منخرطون فى العملية.

وتحاشت الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا - وهم اللاعبون الرئيسيون فى الشرق الأوسط عادة - الانخراط حتى الآن ويرجع ذلك بصفة أساسية لأنها لا ترى فرصة تذكر لتحقيق "نتائج طيبة" فى سوريا.

وأشار دبلوماسى فى المنطقة "إسرائيل لا تسعى حقا لصياغة ما سيفرزه التمرد، وإن الخطر الذى ينطوى عليه الانحياز لأى طرف هائل".

وذكر مسئول أمريكى سابق يعمل مستشارا لحكومة فى المنطقة وغيره من المسئولين الأمنيين الأمريكيين والأوربيين الحاليين والسابقين أن المساعدة المباشرة أو التدريب من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين ضعيف جدا وقد يكون غير قائم من الأساس، وقال إن عددا قليلا من الأسلحة المتطورة مثل قذائف بازوكا تطلق من على الكتف لتدمير الدبابات أو صواريخ سطح-جو وصلت لأيدى القوات المناهضة للأسد.

ولمح بعض المسئولين الخليجيين والساسة الأمريكيين المحافظين فى أحاديث خاصة بأن إمداد القوات المناهضة للأسد بصواريخ سطح-جو سيساعدها على إنهاء الصراع، غير أن مسئولين على دارية بالسياسة الأمريكية يقولون إن الولايات المتحدة حريصة على أن تبقى هذه الأسلحة بعيدة عن متناول أيدى المعارضة السورية خشية أن تصل مثل هذه الأسلحة إلى متشددين يؤمنون بالجهاد ويستخدمونها ضد طائرات غربية.

ومثار القلق الرئيسى لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والإسرائيليين إلى الآن هو أن تحاول عناصر من القاعدة التسلل بين مقاتلى المعارضة والحصول على جزء من مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية.

وقالت سيما شاين كبيرة محللى الموساد سابقا وهى حاليا مستشارة للحكومة الإسرائيلية لرويترز "إنه كابوس للمجتمع الدولى لاسيما الأمريكيين - سقوط أسلحة الدمار الشامل فى أيدى الإرهابيين. وبالتوازى مع اتصالاتها الخارجية تأخذ إسرائيل الأمر على محمل جدى للغاية. فرغم كل شىء نحن هنا والأمريكيون هناك." ووضعت شاين تصورا لسيناريوهين يحصل حزب الله من خلالهما على جزء من مخزون الأسلحة الكيماوية السورية.

وأوضحت "يرحل الأسد وتسود حالة من الفوضى فى أعقاب ذلك يتمكن حزب الله خلالها من وضع يديه على الأسلحة. ثمة وجود كبير لحزب الله فى سوريا ويحظى بوجود جيد داخل الجيش وغيره من المؤسسات الوطنية. ومن ثم فإنه قريب جدا كى يتسن له الاستيلاء عليها، "الاحتمال الآخر أن الأسد مع علمه أنه فى سبيله للرحيل سيسمح بتسليمها لحزب الله كرسالة للغرب عن تكلفة التشجيع على الإطاحة به."

غير أن مسئولين بريطانيين وأمريكيين يعتقدون بأنه لا يوجد مؤشر يذكر على قرب الإطاحة بالأسد، وصرح مسئول أوروبى بارز بأن الوضع على الأرجح لا يزال متأرجحا بين أنصار الأسد ومناوئيه، وأضاف المسئول أنه ما من مؤشر على أن الأسد ينوى أن يفعل شيئا سوى مواصلة القتال حتى النهاية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة