المتابع الجيد للمرحلة الانتقالية ومرحلة ما بعد الثورة يجد أن أعضاء التيار السلفى هم الأكثر إثارة من بين القوى السياسية الفاعلة فى المجتمع للقضايا الخلافية التى تفرق ولا توحد، وقد تمثل هذا فى مواضع كثيرة خلال الفترة الانتقالية بداية من استفتاء 19 مارس فيما عرف بغزوة الصناديق، مروراً بقضية تعديل نص المادة الثانية من الدستور منذ أيام، وأخيراً وليس أخراً فتنة نواب الرئيس المرأة والقبطى الذين تعهد مرسى بضمهما إلى فريقه الرئاسى كنواب قبل توليه منصب رئيس الجمهورية. ولقد أنبرى مشايخ ومنظرو التيار السلفى فى إطلاق منصات الإرهاب الفكرى ضد الرئيس التى وصلت إلى حد التهديد الصريح بأنه إذا اختار نائباً له من بين المرأة والأقباط فسيكون بذلك خالف الشريعة الإسلامية ووقع فى المحظور ووضع نفسه تحت "طائلة السلفيين" وخد بالك "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، تلك الضغوط التى يواجهها الرئيس مرسى من المنتمين للتيار السلفى تضعه أمام خيارين إما أن يفى بتعهداته التى قطعها على نفسه أمام القوى السياسية قبيل توليه منصب الرئيس بتعيين نائبين أحدهما قبطى والآخر امرأة ويثبت أنه رئيس لكل المصريين، وإما أن ينكث بوعوده ويرضخ لضغوط فئة تظن ألن يقدر عليها أحد وترى الإسلام من منظور ضيق وتعانى من قصور واضح فى فهم الشريعة ومقاصدها وفى هذه الحالة يؤكد مرسى الشكوك بأنه يفضل مصلحة تيار الإسلام السياسى على مصلحة مصر وهنا سيتغير شكل المشهد السياسى تماماً، وسنكون أمام رئيس لا يحترم عهوده وأمام شعب لا يحترم رئيسه، ومن ناحية أخرى فإن تعيين مرسى نائباً قبطياً له لن يكون منحة منه، ولا تفضلاً بل هو حق أصيل لمواطنين مصريين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات شأنهم فى ذلك شأن سائر المواطنين المصريين المسلمين، وكذلك تعيين نائبه لرئيس الجمهورية فالمرأة الآن لها إسهامات فى المجتمع لا تقل عن الرجل فى شىء وتقود دولاً كبيرة بحجم ألمانيا مثلاً، وكان الهدف من المطالبة بتعيين نائبين للرئيس قبطى وامرأة هو تحقيق توازن فى مؤسسة الرئاسة والإشكالية هنا ليست فى تعيين نائب قبطى أو امرأة لرئيس الجمهورية، بل فى فصيل يمارس السياسة وفق منهج إقصائى ولا يؤمن بالدولة المدنية ولا بمبدأ المواطنة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع دون النظر إلى انتماءاتهم الدينية، لذلك ينبغى على الرئيس مرسى أن يحدد موقفه من تلك القضية بصورة حاسمة وقاطعة لا تقبل التأويل.
ويا أيها السلفيون، أين كنتم عندما قتل سيد بلال وغيره من أبناء مصر وأين كان مشايخكم الأجلاء وهل كان التيار السلفى معارضاً لنظام مبارك، بل كنتم من أهم مؤيديه وحرمتم الخروج عليه والتظاهر ضده، لذلك لا نريد التحدث فى أحداث مضت بل نريد أن نبدأ البناء سوياً فقلب مصر يتمزق ويقطر دماً ويجب على الجميع التعقل والنظر إلى مصلحة مصر وشعبها ولنبحث عما يجمعنا ولا ننبش فيما يفرقنا ويشق صفوفنا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يونس
فاكس
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
كلام غير منصف
عدد الردود 0
بواسطة:
اسكندراني وافتخر
كلام قصر صاحبه عن فهم معناه
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عبد الهادى مسعود
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
مؤمن
ما رأيك ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن فكري
كلام غير مقبول اسكت احسن
عدد الردود 0
بواسطة:
د عصام
مقال تعبان جدا
خسارة ضيعت فيه وقتي
عدد الردود 0
بواسطة:
walaa
كلام لا يستحق الرد عليه واعتباره.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى عبد الحق
وأين كنت أنت عندما قتل سيد بلال وغيره من أبناء مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/ محمد
السلفيون فكر غريب عن مصر وعن طبيعتها التي تضم مسلمين واقباط اما الأخوان نتاج بيئة مصرية