أبقى البنك المركزى المصرى، أمس الخميس، أسعار الفائدة القياسية للودائع والإقراض لليلة واحدة بلا تغيير، فى خطوة كانت متوقعة.
وقال محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، إن البنوك تعتبر أن قرارات البنك المركزى بشأن سعر الفائدة هى مجرد توصية وليست إجراءات إلزامية يجب أن تلتزم بها البنوك المصرية، مشيراً إلى أن تأثير قيام البنك المركزى بتغيير سعر الفائدة على سوق المال المصرى لن يكون فعالاً بالنسبة لحجم الاستثمار بالمقارنة بتأثير المتغيرات السياسية والأمنية، والتى تمثل التأثير الأكبر، وذلك بعدما رفعت البنوك سابقا سعر الفائدة بمعدلات أكبر.
وأوضح أن دراسات الجمعية تشير إلى أن زيادة أسعار الفائدة قد تزيد الضغوط على البورصة المصرية، وسيحد من معدلات ربحية شركاتها التى تعتمد على الاقتراض فى توسعاتها التمويلية، موضحاً أن تثبيت أسعار الفائدة فى اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى قد يكون هو الخيار الأكثر تناسباً مع الأوضاع الحالية.
وأكد عادل أن مستوى الفائدة تراجع لمرتبة متأخرة فى العوامل المؤثرة على تنشيط الاستثمار وعائد أدوات الدين، وهى خطوة يمكن إعادة النظر فيها حال تحسن الأوضاع، مشيراً إلى أن تثيبت أسعار الفائدة قد يكون هو الخيار الأقرب حالياً فى ضوء انخفاض سعر صرف الجنية أمام الدولار على وجه الخصوص خلال الفترة الماضية مع تراجع احتياطى النقد الأجنبى وتراجع تصنيف مصر الائتمانى نتيجة الأحداث السياسية الأخيرة.
وأوضح أن السيولة لدى بعض البنوك تأثرت فى الفترة الماضية، خاصة مع إقبالها على شراء أذون الخزانة، لذلك تلجأ إلى زيادة السيولة لديها من خلال زيادة أسعار الفائدة لمواجهة أى ضغوط عليها خلال الفترة المقبلة، حيث تكشف البيانات المعلنة مؤخراً أن البنوك فى حاجة إلى توفير سيولة داخلية لديها لمواجهة متطلبات سواء حكومية أو تسهيلات ائتمانية للشركات، ولمحاولة الحفاظ على الودائع وجذب عدد من العملاء للبنك فى ظل حالة الركود التى تعصف بالأسواق المحلية حالياًَ.
وأكد أن ما يحتاجه الاقتصاد هو زيادة الإنتاج بما يتطلبه زيادة الإنتاج وزيادة الاستثمارات، وربما يحتاج هذا إلى عدم زيادة تكلفة الاقتراض، كما أن مصر مازالت بحاجة إلى استعادة المستثمرين الأجانب لتخفيف الضغط على البنوك المحلية والمساعدة فى تمويل عجزها المالى المتوقع أن يبلغ 10% من الناتج المحلى الإجمالى فى 2012، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ سياسات اقتصادية أكثر فاعلية وتأثيرا على المدى القصير تساعد على تحقيق الاستقرار الاقتصادى من خلال عدد من القرارات والإجراءات التحفيزية والتنشيطية للاستثمار.
كما تتمثل الأولوية العاجلة فى ضمان تمويل كاف لحماية الاقتصاد، لكنه يضيف أهمية البدء بطرح أجندة متوسطة المدى، تشمل مثلا إصلاح نظام الإعانات الحكومية، التى تشكل عبئا كبيرا على الميزانية، وأن تضع سياسات لتحقيق نمو أعلى وأكثر شمولا، يشمل تمويلا وتنظيما أسهل للشركات والمشروعات الصغيرة التى تعانى حاليا من أجل الحصول على قروض مصرفية.
وكانت لجنة السياسة النقدية بالبنك قالت إنها أبقت سعر الإقراض بلا تغيير عند 10.25% وسعر الفائدة للودائع عند 9.25% فى اجتماعها الدورى.
وأعلن البنك المركزى فى موقعه على الإنترنت أنه أبقى أيضا سعر الخصم بلا تغيير عند 9.5% وسعر اتفاقات إعادة الشراء (الريبو) لسبعة أيام مستقرا عند 9.75%.
محلل: تأثير تثبيت سعر الفائدة على البورصة محدود
الجمعة، 27 يوليو 2012 03:11 م
محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فايز
الحمد للة
نورت المحكمة يا سرحان