أكد عدد من المثقفين على رفضهم لفكرة دمج وزارتى الثقافة والآثار مع بعضهما، وأنه من الأفضل أن تحتفظ كل وزارة بذاتها مستقلة حتى يكون لكل وزارة منهما هويتها الخاصة بها، مؤكدين أن هناك مخططات خارجية تهدف إلى ضرب التاريخ والحضارة والثقافة أيضا فى مصر.
الكاتب الروائى إبراهيم عبد المجيد قال إن وزارة الثقافة والأثار كانتا مدمجين قبل الثورة وهو أمر خاطئ حيث لا يجب أن تدمج وزارتى الثقافة والآثار، حيث يجب أن تظل هاتان الوزارتان منفصلتين تماما، كما يجب ألا يكون هناك وجود لوزارة الثقافة ولا الإعلام وإن كان لابد من وجود وزارة تكون وزارة للثقافة تكون تحت شعار وزارة الدولة والثقافة.
وأضاف عبد المجيد أن فكرة وزارة الثقافة أول ما ظهرت كانت فى المجتماعات الشمولية حيث كان تجمع الأموال من الشعب لتطوير الثقافة وتنميتها، ولكن نحن الآن مجمتع حر ليس بالمجتمع الشمولى له حق فى صناعة ثقافته بالطريقة التى يراها، وأشار عبد المجيد أنه فى حالة دمج الثقافة والأثار فأنها سوف تتبع الحزب الحاكم سواء كانت الجماعة أو غيرها، مضيفا أنه مع فكرة فصل الوزارتين عن بعضهما وأن يكونا مستقلين بذاتهما، حيث أن وزارة الآثار تعد من أهم الوزارت التى تساعد بقدر كبير فى عملية الدخل القومى، مشيرا أنه ليس متخوف من أى تيار متشدد يهدف إلى القضاء على الحضارة والثقافة لأنهما ببساطة إذا طبق القانون على أى متجاوز سوف يتراجع الباقى عن المخططات الهدامة.
من جانبه الكاتب الصحفى حلمى النمنم أنه لا يصح أن نتحدث عن بعض التى التكهنات التى تشير إلى أن هناك فكرة دمج وزارتى الثقافة والآثار معا، حيث أن مثل هذه القرارات هى من شأن رئيس الجمهورية والحكومة الجديدة وفكرها وسياستها التى ستتبناها، كما يجب أن ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة، مضيفا أن دمج وزارتى الأثار والثقافة فى وزارة واحدة أمر غير مقبول بالمرة، مشيرا أن أداء وزارة الأثار فى الفترة الأخيرة بقيادة د.محمد إبراهيم كان على أفضل ما يكون رغم قصر المدة التى تولى فيها مهام الوزارة وأنه يتمنى أن يستمر د.أبراهيم فى توليه مهام وزارة الآثار لأنه فى الفترة القصيرة التى قضاها استطاع أن يحرز إنجازا ملحوظا فى الآثار.
وأشار النمنم أنه يتخوف من دمج وزارتى، حيث أن إذا حدث ذلك سوف يمثل خطرا على مستقبل الثقافة والآثار معا، مشيرا أن هناك بعض الجماعات السلفية التى لها موقف متشدد من الآثار.
وأضاف النمنم إذا ضاعت الثقافة فى مصر فسوف نواجه خطر الجماعات الدينية المتشددة، مضيفا أنه يتمنى أن يبقى الرئيس الجديد أن يبقى على استقلال وزارة الآثار والثقافة منفصلين عن بعضهما.
بينما قالت الناقدة والروائية أمينة زيدان أن فكرة دمج وزارتى الثقافة والآثار مع بعضهما ما هو إلا إعادة لإنتاج الحياة قبل الثورة والتى كانت تتميز بطابع الفساد والإهمال بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ما أنجزناه بعد الثورة هو تشديد الأوضاع، وكأننا لم نغير سوى مبارك ووضع د.مرسى مكانه وإنما أن كل القرارات التى تم اتخاذها تصب فى الفراغ فإذا تم دمج الثقافة مع الآثار فإنما هو بمثابة الرجوع إلى الخلف وليس التقدم إلى الأمام كما نأمل جميعا.
وأشارت زيدان أن هناك استهداف لضرب مصر وثقافتها وحضارتها من قبل دول الزيت الأسود الحاقدة على مصر، حيث يتم استخدام بعض التيارات المتشددة لتنفيذ مخططات هذه الدول لتقليل دور مصر فى المنطقة من خلال ضرب الآثار والحضارة المصرية بشتى الطرق، وبالنسبة للثقافة قالت زيدان أننا ما زلنا نتلقى العزاء فى الثقافة وأن مشروع النهضة التى بشرت به جماعة الإخوان يسير بالفعل فى الطريق ولكن الطريق المخالف لمصالح مصر وحضارتها وثقافتها.