شيرين طه تكتب: لماذا يُعامل المعاق هكذا؟

الجمعة، 27 يوليو 2012 06:13 م
شيرين طه تكتب:  لماذا يُعامل المعاق هكذا؟ صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت الصحة تاجا على رءوس الأصحاء، فإن الجنة هى تاج من هم من أصحاب البلاء. هذا ثواب منَّ الله من عليهم، فكانوا هم أرفع الناس مقاماً فى الآخرة وأعلاهم فى المنزلة إلا أنهم فى الدنيا أقل الناس مرتبةً وأحقرهم شأناً. هذا ما وجدناه فى مجتمعنا نلتمسه بعين الحسرة والألم، قالوا لنا حقوقاً وكانوا أول سالبيها، قالوا نحن أسوياء مع الأصحاء، وكانوا أول من رمقونا بأعينهم فنسفت أعينهم قلوبنا نسفاً.

وهذه صرخة خرجت من قلبى لتدوى فى سماء الصمت عسى أن تنقشع غمامة الظلم، ونرى الحق ينبثق ليضىء حياتنا من جديد. وأنادى بأعلى صوت: يأيها المسئولون، رحمةً ورفقاً بمن اختارهم الله من أصحاب الجنة، أرفقوا بحالنا، ارحموا من فى الأرض يرحمكم رب السموات والأرض.

أود أن أفتح قلبى فى هذه السطور لأتحدث عن مشكلة من أهم المشكلات التى يغفل عنها المجتمع المصرى، بل ويتجاهلها؛ ألا وهى مشكلة العمل بالنسبة للمكفوفين، ويسرنى أن أتحدث بلسان جميع المكفوفين بما أنى واحدة منهم.

لماذا كلما تم ترشيح مسئولين عن المعاقين نجدهم "نصابين"، وكل همهم جمع المال والمظاهر. حينما طالبنا بوجود وزارة للمعاقين، وقام السيد رئيس الوزراء بإعطاء قرار لإنشاء المجلس الأعلى لذوى الإعاقة وجدناهم كالعادة مسئولين على الورق فقط ويتهربون منا. لقد قمت بالاتصال بهم شخصياً، وكلما اتصلت يرد على السكرتير قائلاً: "الدكتورة ليست بالمكتب، الدكتورة مع الوزير بره".

وقد وعدتنى فى مؤتمر حضرته، وكانت ضمن المدعوين، بزيارة محافظة الغربية لمشاهدة ما يتعرض له المعاقون من قهر وذل، ولم تف بوعدها. واتصلت بأخيها المحامى قال لي: سأرسل لكى رقم الأستاذ المسئول عن كل شىء وسيفيدك أكثر، ولم يرسل لى شيئا. وكلما اتصلت به يعتذر لى ويقول نسيت وهكذا.

لماذا تمتلئ الدولة بالجمعيات الخيرية، ويكون كل همها جمع التبرعات، ولا تقدم لنا أى خدمات؟ لماذا يقوم واحد منا كفيف مثلنا بإدارة جمعية فى طنطا والمضحك اسمها "شباب الحياة لتأهيل المكفوفين"، وتكون الجمعية مفتوحة فقط للمدير الكفيف وسكرتيريته، ولا يذهب إليها أى كفيف؟ لماذا لا يتم عمل تفتيش دورى على الجمعيات؟ لماذا لا نعمل بالمدرسة التى تخرجنا منها معهد النور بطنطا، وكل معاهد النور الخاصة بنا فى الجمهورية بدلاً من المبصرين؟ ألسنا نحن أحق منهم بالعمل فى مكاننا، على الأقل سنشعر بزملائنا التلاميذ لأن ظروفنا نفس ظروفهم، ولا نتركهم يعانون مما كنا نعانى منه؟

لماذا نتعرض للمعاناة الشديدة أثناء المذاكرة أثناء فترة الجامعة، ونحن نستطيع الكتابة بأنفسنا على الحاسب الآلى؟ لماذا نتعرض للذل من جانب المرافقين الذين يكتبون لنا فى الامتحانات؟ لماذا توضع أمامنا كثير من العراقيل إذا فكرنا فى الاستمرار بعد الجامعة والسير فى مجال الدراسات العليا؟

لماذا تتركز كل الدورات والخدمات الجيدة فى القاهرة فقط، ولا يكون لها فروع فى المحافظات مثل دورات الحاسب الآلى فى معهد القوات المسلحة بجسر السويس؟ وكلمة حق لا بد أن أقولها إن هذا هو المكان الوحيد الذى يحترم المكفوفين، ويوفر لهم كل سبل الراحة، لكن لماذا لا تكون له فروع فى المحافظات؟

لماذا نحرم من أبسط حقوقنا فى الحياة، وهو ممارسة العمل وجميعنا حاصل على مؤهلات عليا ودورات فى الحاسب الآلى؟ وتتم معاملتنا معاملة سيئة من جانب المسئولين؛ لقد رشحنى مكتب العمل للعمل ببنك التنمية، ورفضنى البنك، بحجة أن البنك به 30 ألف موظف يريدون إبعاد نصفهم، هل يعقل هذا؟!

هل هناك مؤسسة فى كفر الزيات بها 30 ألف موظف؟ مع العلم أن بنك التنمية بكفر الزيات ليس به حالة واحدة فقط من المعاقين. لماذا نعامل هكذا حينما نطلب أن نمارس حقنا الطبيعى فى الحياة، حق العمل؟ خاصة نحن معاقى محافظة الغربية حي يقوم السيد المحافظ بإهانتنا وإذلالنا؛ فحينما ذهبنا له للمطالبة بحقنا فى العمل فما كان منه إلا أن استهزأ بنا، وقال لنا إن صندوق المحافظة الخاص بالمعاقين قد سُرق، والمحافظة ليس بها موارد مادية، وحينما قلنا له إن محافظ المنوفية قد عين بعض زملائنا حتى خريجى 2011 استهزأ بنا، وقال لنا سأتصل بمحافظ المنوفية لأعرف ماذا فعل وأفعل مثله.

لماذا لا ينتهى جهاز التنظيم والإدارة من فرز الأسماء فى مسابقة يناير الماضى الخاصة بالمعاقين؟ لماذا كلما دخلت مكانا حكوميا وجدت الموظفين يلعبون ويضحكون ويتحدثون، وأصبحوا يدخلون على الفيس بوك، ويلعبون المزرعة السعيدة، بعد إدخال الحاسب الآلى فى معظم المؤسسات؟ أقسم بالله حدث ذلك أمامى وشعرت بألم فظيع لأننى أريد أن أعمل وأشعر بوجودى، وأخدم الناس، خاصة ذوى الاحتياجات الخاصة، وأنا لدى الكثير وكثير من زملائى لديهم إبداعات وطاقات وقدرات، ونحرم من ممارسة حقنا واختبارنا وإعطائنا الفرصة. بالله عليكم أعطونا الفرصة وإذا فشلنا يحق لكم أن تضعونا على الرف.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة