اختيار الرئيس الدكتور محمد مرسى للدكتور هشام قنديل لمنصب رئيس الوزراء يندرج عندى ضمن الاختيارات العادية جداً، فإن كان من حق الرئيس اختيار من يراه مناسباً ليضعه فى المكان المناسب، فمن واجبنا أن ننتظر أفعال هذا الشخص وسياساته للتأكد من أنه الاسم المناسب، وأنه وُضع فى المكان المناسب، ومن واجبنا كذلك- تعميقاً للتجربة الديمقراطية أن ننتظر تنفيذ الوعود الرئاسية حتى انتهاء فترتها وأن نُدعم قرارات الرئيس وقرارات من اختاره حتى يأتى العائد منها، وحينئذ يكون الحساب، فإن كان خيراً، فالشكر واجب لهما.. وإن كان شراً، فالديمقراطية موجودة، والانتخابات هى الفيصل!!
فهكذا هى الديمقراطية إن أردنا ممارستها ممارسة صحيحة ناجزة.. فلا يجب أن تُمثل اختيارات الرئيس- من الآن فصاعداً حتى نهاية فترته الرئاسية - لأى منا أى مفاجأة ، أو أى غضاضة، أو أن تتعرض لأى اتهام من أى نوع، ومن ثم - أى رفض أو سخرية لاختياراته، فلنتركه يعمل ويختار، ويُنفذ، ويُتابع، ويُراقب مشروع نهضته حتى النهاية، وحينئذ يكون الحساب!!
كما لا يجب على من يرى الاختيارات الأولى للسيد الرئيس لتشكيل فريق العمل الرئاسى اختياراً فى غير موضعه، أو فى غير محله، فليس المُهم فى اسم من وقع عليه الاختيار، وليس المُهم كذلك أسماء الوزراء الذى سيختارهم سيادته للعمل معه ضمن فريق العمل الوزارى، إنما المُهم - بل، والأهم هو وضع السياسات الفعالة التى ستضعها هذه الحكومة لتحقيق آمال المصريين، وكيفية تنفيذها، وكيفية تعظيم الموارد، وكيفية تخفيض الإنفاق، وبالأجمال كيفية تخفيض العجز الكبير فى الموازنة..
ثم ننتظر كيفية تحقيق هذه الوزارة للأمن ليعود بأفضل مما كان، وما هى الآليات المناسبة لرفع المخلفات من الشوارع لنصل إلى (وطن نظيف)؟!
وما هى الآليات المناسبة للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، وظاهرة التسول؟!
ثم ننتظر كم من الملايين العاطلين سيتحولون إلى سوق العمل ودولابه...
وماهى الاستثمارات المحلية والأجنبية لتحقيق الانخفاض المطلوب فى معدل البطالة؟!
وكيف ستتعامل الحكومة القادمة مع مرض العملية التعليمية، ومن أين سيتم دعمها مالياً وتربوياً ومنهجياً، ومع منظومة الصحة، ومن أين سيتم بناء مستشفيات جديدة؟! ومن أين سيتم دعم علاج المواطنين المجانى حتى نصل إلى جودة مفقودة فى مجال التشخيص والعلاج والدواء، ولا ننسى إجمالاً- كيفية التعامل مع منظومة خدمات المواطنين فى أى مجال وكل مجال.. إلخ.. إلخ من المشاكل التى نعانيها، والتى تحتاج من الجميع جهداً شاقاً، وتمويلياً خيالياً لتحقيقها؟!
ثم ننتظر لنرى كيف سيتعامل الرئيس وفريقه الرئاسى والوزارى مع دول حدود مصر الجغرافية، ومع الدول التى تُمثل عُمق الأمن القومى لمصر..
فكيف سيكون التعامل مع إسرائيل، ومع إيران، ومع أمريكا، وأوروبا، والصين وروسيا، وأثيوبيا، والسودان، والسعودية وقطر، والعراق وسوريا وتركيا.. إلخ إلخ.. من دول العالم ذات الثقل السياسى أو الاقتصادى أو العسكرى، وذات العُمق الإستراتيجى؟!
ثم كيف سيكون التعامل مع حركتى حماس وفتح فى فلسطين، وحركة حزب الله فى لبنان؟!
أما أخيراً.. فأنى أُعلنها من الآن كمواطن مصرى بسيط، وبكل حرية وديمقراطية - أننى ورغم اعتقادى وتوقعى وظنى بفشل هذه الوزارة فى أن تأتى بأى جديد عما كان تأتى به سياسات النظام السابق من تحقيق الأمن والأمان، ومن تحد ناجز لظاهرة البلطجة السياسية والأمنية، ومن زيادة فى معدل النمو، وخفض معدل البطالة، وتدنى نسبة الفقر، وضبط الانفلات الأمنى والإعلامى، وتنظيف الشوارع من القمامة، ومن الباعة الجائلين، ومن البلطجة المرورية، إلخ إلخ.. من منغصات الحياة اليومية التى يحيا بها وفيها المصريون.
فأنى كذلك أتمنى أن تخيب ظنونى وتوقعاتى، وأن تُحقق هذه الوزارة ما يضمن لمصر ترتيباً متقدماً ضمن الصفوف الأولى لترتيب دول العالم، وأن تُحقق ما يصبو إلى المصريين وما يأملونه لرفع مستوى معيشتهم!!
وليس لى، ولا لكم إلا انتظار ما ستسفُر عن الأيام القادمة، وما ستُحققُه السياسات الواعدة...
سعيد سالم يكتب: قنديل.. قنديل مش مهم الأسماء- المهم السياسات!!
الجمعة، 27 يوليو 2012 04:05 م
الدكتور هشام قنديل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة