رفض عدد من المثقفين الشباب الأنباء التى ترددت عن اختيار محمد الصاوى وزيرا للثقافة، بعد عدة اللقاءات التى عقدها مع هشام قنديل المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.
الروائى طارق إمام قال، إن اختيار محمد الصاوى خطوة على طريق أخونة الثقافة فى مصر وتقييد الحريات والحجر على الإبداع، وهو ما تسعى إليه الجماعة من خلال تكليف أحد رجالها للقيام بتنفيذ الأجندة الخاصة بفكرهم المناهض للثقافة، مشيرا إلى أن مواقف الصاوى السابقة تأكد أنه ضد حرية الفكر والإبداع، فقد قام الصاوى قبل ذلك بمنع عروض مسرحية وسينمائية لأسباب رقابية، حيث قام بمنعها أثناء العرض.
وأكد إمام أنه لو تم اختيار الصاوى وزيرا للثقافة فسوف يكون أسوأ اختيار فى تاريخ الثقافة المصرية فى ظل حكم الجماعة، لأن الصاوى سوف يطبق أفكاره التى تربى عليها، والتى فى مجملها ضد حرية الفكر والإبداع، وإذا افترضنا أن هناك إمكانية لتغيير طريق الصاوى، فلماذا نبحث عن شخص ونتمنى أن تتغير أفكاره بين ليلة وضحاها فى الوقت الذى من الممكن أن يتم اختيار شخص آخر ينتمى بشكل حقيقى إلى بيت الثقافة المصرى ويفهم معنى حرية الإبداع.
وقال الكاتب باسم شرف، إن محمد الصاوى ضد الحريات والإبداع، مشيرا إلى أن الصاوى يحمل أفكارا اقتصادية من الممكن أن تخدم الثقافة، ولكنه أبعد ما يكون عن الأفق الفنى، ولا يتعامل مع الفن بفكرة الهدف والرسالة، مضيفا أنه لو تولى الصاوى وزارة الثقافة فإنه لن يدافع عن أى مثقف أو فنان، بل سيتركهم عرضة لقضايا "الحسبة" التى سوف تقضى عليهم، لافتا أن هناك تجارب عديدة لرفضه أعمالا بدعوى أنها ضد الأخلاق.
وأكد شرف أنه فى حالة تولى الصاوى مهام الوزارة سوف يدخل فى اعتصام مفتوح أمام الوزارة كنوع من الضغط لتغييره، خاصة أن اختياره له بحسابات خاصة ترجع لعلاقته بالسلطة وليس لانتمائه الثقافى، فالجماعة هى التى تختار وليس رئيس الحكومة الجديدة.
من جانبه قال الناقد عمر شهريار، إن محمد الصاوى تولى وزارة الثقافة قبل ذلك لمدة أسبوع ولم يستمر بسبب الضغوط التى رفضت توليه هذا المنصب، إضافة إلى ما يفعله من رقابة على الحريات وتقيد الإبداع.
وأشار شهريار إلى أن هناك فرقا كبيرا بين إدارة الساقية، وبين إدارة الوزارة، مضيفا أن المثقفين لا يعملون عند وزير الثقافة، بل إن الوزير هو الذى يخدم الثقافة والمثقفين الذين لهم فكرهم، حيث إن الوزارة مهمتها الأولى والأساسية هى التواصل مع جمهور المثقفين، موضحا أن المشكلة ليست فى تولى الصاوى وزارة الثقافة ولكن فى أن الوزير القادم أى كان اسمه سيكون منتميا للجماعة بطريقة أو بأخرى، مشيرا أن الجماعة تحاول أن تفرض فكرها المتطرف بالقوة مهما كان الثمن ولو كان الثمن هو حرية الفكر والإبداع كما هو الحال بالنسبة لأزمة وضع الدستور، وممارسة الإرهاب الفكرى بدعوى المحافظة على القيم والأخلاق.