استطاع عدد من الأعمال الفنية التى يتم عرضها خلال شهر رمضان هذا العام، أن تتشابه مع أعمال فنية قديمة، تم تقديمها منذ سنوات، وتقاطعت معها فى موضوعها الذى تناولته، وكذلك فى أبرز معالجات «السيناريو» لهذه الموضوعات، ومن هذه الأعمال، مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» للزعيم عادل إمام، وكذلك مسلسل «باب الخلق» للفنان محمود عبدالعزيز، وتفوق هذان العملان على أعمال قديمة فى التطور التكنولوجى الذى طرأ عليها بواقع حال العصر.
فى «فرقة ناجى عطا الله» مشهد للفنان عادل إمام يستخدم «الفلاش ميمورى» فى الحصول على «سيستم» نظام تشغيل أكبر بنك فى إسرائيل والشرق الأوسط، ويقتحم البنك ويجرده من أمواله بفرقته دون أن يشعر به أحد، وهو ما أعاد للأذهان مشهد الفنانة نادية الجندى عندما كانت تسرق مستندات الموساد وتنسخها على «فلوبى ديسك» أو تقوم بتصويرها من خلال كاميرا فى حجم الولاعة.
وتواجه أعمال رمضان، موجات جديدة من السخرية، تتشابه مع تلك التى واجهتها نادية الجندى أبان عرض الفيلم، حيث تواجه دراما رمضان اتهامات بإنها لم تضف جديدا، غير التجديد فى الشكل دون أن تتطور فى مضمونها، خاصة مع تطور عقول متابعى ومشاهدى المسلسلات، وتطور مهاراتهم بدخول تقنيات الإنترنت، وما فرضته مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» من أحكام فنية جديدة، واتساع نطاق السخرية فى ساحات هذه المنتديات.
وفى مسلسل محمود عبدالعزيز فى «باب الخلق» يبنى كاتب السيناريو قصته على افتراضية خيالية، وهى سفر مدرس لغة عربية إلى الخارج فى الثمانينيات لتحسين دخله، لكنه يتورط مع مجموعة من المجاهدين الإسلاميين المناهضين للروس، ويفشل المدرس فى العودة فيقرر البقاء هناك، حتى يتم تنصيبه أمير الجماعة، لكنه يتعرض للاعتقال فى معتقل جوانتانامو، لكن خيالية العمل تتبدى فى عودة المدرس سالما إلى وطنه، ودخوله مصر فى هدوء، مرورا بمقابلة هادئة فى جهاز أمن الدولة، على الرغم من كونه أحد القياديين الجهاديين السابقين والمصنفين فى قوائم الخطرين، على حسب سياق العمل.
وتبدو المبالغة الأخرى فى المسلسل أن بطل العمل يدخل طفلاً صغيرًا داخل إحدى الصناديق التى كانت محملة بباخرة بضائع على أحد الموانى المصرية فى محاكاة أخرى لفيلم الفنانة نادية الجندى «مهمة فى تل أبيب» حيث تم تهريبها خارج إسرائيل فى صندوق.
التطور التكنولوجى للمسلسلات.. الزعيم يحصل على "سيستم" بنك على فلاشة بدلاً من "ديسك" نادية الجندى فى "مهمة فى تل أبيب".. وعبد العزيز ينحت نفسه فى "باب الخلق" تأثراً بـ"الكيت كات" بمشهد "الميكرفون"
الجمعة، 27 يوليو 2012 08:11 م