مفتى الجمهورية: التمسك بـ«مبادئ الشريعة» فى الدستور يمنعنا من الوقوع فى فخ 2 مليون و200 ألف فرع فقهى

الخميس، 26 يوليو 2012 06:04 م
مفتى الجمهورية: التمسك بـ«مبادئ الشريعة» فى الدستور يمنعنا من الوقوع فى فخ 2 مليون و200 ألف فرع فقهى مفتى الجمهورية
حوار لؤى على -تصوير عصام الشامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علينا أن نلتف حول الرئيس الجديد ونمد له يد العون من أجل أن تعود مصر للصدارة كما كانت من قبل.

المصريون رفضوا أن يحيدوا عن وسطية الإسلام.. والأزهر تميز بذلك فى تاريخه.

بعض وسائل الإعلام تتخذ من الإثارة غير الموضوعية أسلوباً لأغراض فى ذهن صانعيها وهذا مرفوض شرعاً.

لم يحدث أبداً أن صدرت فتوى من دار الإفتاء لصالح الحاكم.. ولم نصدر أى فتوى إلا بالقواعد الشرعية.

الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، من القامات العلمية المهمة بالأزهر الشريف، وتخرج على يديه آلاف الطلاب الذين أضحى الكثير منهم من أئمة العلم، ورغم ذلك فمثله مثل كثير من العلماء البارزين، فإن هناك من يؤيده وهناك من يخالفه وينتقد بعضا من آرائه، لاسيما أنه عالم فقه، والفقه تتعدد فيه المذاهب والاجتهادات، كما أنه فوق مكانته الأكاديمية فهو ذو منصب رسمى كمفتى للجمهورية، ومن ثم فقد يميل البعض لاعتبار بعض من مواقفه ذات صبغة سياسية ما، ونظرا للمكانة العلمية والأدبية التى يتمتع بها فضيلة د. على جمعة، مفتى الجمهورية، فقد كان لـ«اليوم السابع» لقاء معه لنجول معه حول آرائه فى العديد من قضايا الساعة، إن مصريا أو عربياً أو إسلامياً، حيث استطلعنا رأيه فى عدد من القضايا المصرية السياسية والشرعية، كما سألناه عن زيارته للقدس، وموقفه من العلاقة بين السنة والشيعة.

> فى البداية سألنا فضيلة المفتى حول ما أثير فى اللجنة التأسيسية للدستور من خلاف حول كلمة مبادئ وأحكام الشريعة.. أيهما أعم وأشمل وما تفسيرك لهما؟.. وما رأيك فى المادة الثانية، هل مع تغييرها أم الإبقاء عليها؟

- أكدت من قبل على أن المادة الثانية من الدستور، والتى تنص على أن «مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع» مادة دقيقة وشديدة الحرفية، وضعها أهل الاختصاص بعد مناقشات مستفيضة، وهى أكثر ضبطا من أى عبارة أخرى، ويجب أن تبقى كما هى ولا يتم تغييرها، لأننا لو حذفناها وأخذنا بكلمة الشريعة الإسلامية فقط فإن هذا يدخلنا فى المسائل الظنية، وعندما نستبدل كلمة شريعة بدلاً من مبادئ ستؤدى إلى وجود خلافات المذاهب الفقهية، خاصة فى المسائل الظنية، بينما لو تم حذف كلمة مبادئ واستبدالها بكلمة أحكام الشريعة الإسلامية، فسيكون الأمر أكثر صعوبة، فالأحكام أشد من المبادئ، وإذا وضعت سنجد أنفسنا أمام مليونى و200 ألف فرع فقهى، وفخاخ الخلافات حولها، ومنها الجدل على أى مذهب دينى سنتبع أو نحكم فى قضية ما، وستجد المحكمة الدستورية مشكلات لا حل لها، وبالتالى يضيع المقصود منها، وانطلاقًا من ذلك جاء الاتفاق على الإبقاء على المادة الثانية من الدستور على ما كانت عليه دون تغيير.

> فضيلة المفتى يوجه لكم ولعلماء الأزهر اتهام بأنكم «علماء السلطان» ما رأى فضيلتكم فى هذا؟

- آراؤنا وفتاوانا تأتى بما يتفق والشرع الحنيف، ويحقق المصالح المرعية والمقاصد الشرعية والمآلات، ولم ولن ننحاز يومًا لأحد على حساب الشرع، ولم يحدث أبدًا أن صدرت أى فتوى من دار الإفتاء عبر تاريخها الطويل لصالح الحاكم، ولم نصدر فتوى إلا بالقواعد الشرعية، وأنا أتكلم وأعلم جيداً أن الشعب المصرى لم يفقد ثقته فى المؤسسة الإفتائية، بدليل أنه يعود إليها فى النهاية، فنحن أصدرنا فى العامين الماضيين ما يقرب من مليون فتوى.

> البعض اختلف معك فى بعض آرائك، والبعض تطرف فى إعلان اختلافه، ما صدى ذلك وما تأثيره عليك؟

- لا ينبغى أن يصل الخلاف بيننا إلى مرحلة الصدام، بل لا بد أن يكون الخلاف على مستوى الأفكار ولا يتم مس الأشخاص، بمعنى أنه لو حدث خلاف بينى وبينك حول حقائق أراها من وجهة نظرى من مدخل معين، وأنت تراها من مدخل آخر، فلا ينبغى أن يصل الأمر بيننا إلى الصدام، إنما يجب أن نبحث عن المشترك فيما بيننا والذى يجب أن يكون موجودًا، وفى حالة انعدامه فهذا يعنى الوصول إلى مرحلة صدام، ولكى ندرب أنفسنا والمجتمع معنا على فكرة قبول الآخر وقبول الاختلاف معه علينا أن نصل إلى مرحلة التوافق والاستقرار، وذلك من خلال إشاعة ثقافة الحوار فيما بين الإنسان وأخيه، أو بينه وبين الآخر، وأيضًا يجب أن نبحث عن المشترك الذى به التعاون والانطلاق، وأن نستوعب التضاد فى وجهات النظر، ولا نحوله إلى صدام، أما ما يخص من يتطرف فى الاختلاف معى فقد قلت فى وقت سابق إننى أتصدق بعرضى كل صباح على المسلمين.

> كيف ترى وتقيّم المشهد الآن بصفة عامة فى مصر؟

- مصر فى هذه الأيام تعيش مرحلة انتقالية وهذا الأمر طبيعى، خصوصًا لأننا فى مرحلة جديدة وغالبًا ما يصاحب المراحل الانتقالية بعض الاضطرابات والاختلافات، لكنها سرعان ما تهدأ وتعود إلى الاستقرار والسلام، لكننا فى هذه المرحلة بحاجة إلى أفكار ورؤى تساهم فى بناء مصر لا فى هدمها، وإذا كان هناك من يحاول بث بذور الفتن والقلاقل بين أبناء الوطن الواحد من أجل أن يهدم الحاضر والمستقبل فعلينا أن نفوّت عليه هذه الفرصة بتوحيد الصف والغاية، خاصة فى هذه الظروف التى تمر بها الأمة حاليًا، حيث يتربص أعداؤها بها ويحاولون فرض روح الشحناء والتفرقة والنعرات الطائفية بين أبناء الدين الواحد، لأن الجميع يعلم ما للفتنة من ضرر عظيم على الأمم والحضارات، فهى بالفعل قد أسقطت أممًا وحضارات وأجهضت أحلامًا كان من شأنها أن تساهم فى رقى هذه الأمم والحضارات.

> ما رأى فضيلتكم فيما يحدث الآن فى مصر من جدل سياسى؟ وهل من كلمة تريد أن توجهها إلى جموع المصريين؟

- ما نعايشه الآن فى مصر هو لحظات جديرة بالمتابعة والملاحظة بل والاعتبار، وطبيعى أن يصاحب هذه الفترة قدر من القلق والغموض أحيانًا، لكن الواجب يفرض علينا جميعًا أن نعمل على تحقيق المصالح العليا للدين والوطن وتحقيق الاستقرار والأمن العام والتنمية فى جميع المجالات، والالتزام بالقيم الأخلاقية التى حثت عليها جميع الأديان، لأننا من خلال التمسك بهذه القيم يمكننا أن نتغلب على الصعوبات والتحديات التى تواجهنا، كما يجب أن نعلى فى الفترة المقبلة من قدر العلم والعمل، وأن نعمل بجد واجتهاد، وأن نلتف حول الرئيس الجديد ونمد له يد العون من أجل عودة مصر للصدارة كما كانت من قبل.

> ما وجهة نظر فضيلتكم فى تلاسن وسائل الإعلام فى الفترة الحالية؟

- الإعلام فى عصرنا الحاضر فى غاية الأهمية، ودوره لا يقل بحال من الأحوال عن دور السلطات التنفيذية، ولا نستطيع أن نتخلى عنه، وأنا أعتقد أن الصحافة والإعلام هما أحد أهم روافد الأمل المنشود للتغيير إلى الأحسن، لكن فى الوقت نفسه فإن بعض وسائل الإعلام لا نجدها تتخذ بناء العقلية الإنسانية كهدف حقيقى لها، بل تتخذ من الإثارة غير الموضوعية هدفاً لأغراض فى ذهن صانعى الإعلام، وهذا غير مقبول شرعا، فخبراء الإعلام يقولون إن الإثارة جزء من الإعلام الغربى، ونحن للأسف رغم اختلافنا عنهم قيميّا نستورد هذه الإثارة غير الهادفة. باختصار الإعلام مسؤولية وطنية ومنبر للحرية ولتكوين رأى عام قوى، لا ميدان صراع وتشتيت، وقد طالبت قبل ذلك جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بضرورة وضع ميثاق شرف لمواجهة حالة الفوضى والبلبلة الشائعة بين الناس، ومن أجل الحفاظ أيضًا على سلامة وأمن الوطن.

> بعد الانتقادات الشديدة التى وجهت إلى فضيلتكم بسبب زيارتك للقدس، هل لو عرض عليك زيارة القدس بنفس الكيفية مرة ثانية هل ستذهب مرة أخرى؟ ولماذا؟

- بالنسبة لموضوع الانتقادات فأنا اعتبرتها- المؤيدة منها والمعارضة- آراء تعبر عن وجهة نظر قائليها الشخصية، ولكل واحد وجهة نظره التى يجب علينا أن نحترمها، المهم ألا ننشغل بالأشخاص عن القضية الأساسية، الأشخاص إلى زوال والقضية تبقى هى، فعلينا تجنب شخصنة الأمور، وأؤكد للجميع حرصنا على دعم أهل القدس والشعب الفلسطينى والمسجد الأقصى، والتعرف على المعاناة الشديدة التى يتعرض لها هذا الشعب العظيم، وأوجه دعوة لكل المسلمين لتقديم كل أشكال الدعم للشعب المحتل والمحاصر، سواء كان هذا الدعم ماديًّا أو معنويًّا أو بأى طريقة أخرى، وأيضًا أعلن أن القضية الفلسطينية دائمًا فى القلب والعقل، ولن تغيب عنا على الرغم من الأحداث التاريخية التى نمر بها، وعلى الرغم من المرحلة الفارقة فى تاريخ مصر، لأن قضية فلسطين ليست مقصورة على الأرض، بل هى قضية عقيدة لكل المسلمين فى العالم، وبالتالى مهما تفاقمت الأحداث فلن تغيب القضية الفلسطينية، ولا المسجد الأقصى عنا، وعلينا جميعًا أن نساهم فى دعم الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية، أما بالنسبة للذهاب مرة أخرى بنفس الكيفية بدون تأشيرة إسرائيلية نعم سأذهب.

> وما الذى حملك على الذهاب لزيارة القدس ابتداء؟

- غياب الدعم عن أهل القدس أعطى انطباعًا بأن القضية ضاعت أو نسيت، مما جعل البعض يهب من تلقاء نفسه لأخذ زمام المبادرة، وطرق الأبواب وإحياء القضية، والتضامن بشتى السبل مع المقدسيين، حتى لو كان الأمر بالزيارة من باب دعمهم معنويا، وأيضًا ليوصل رسالة لأهل القدس أن القضية ما زالت فى قلوبنا، وأننا لن نتخلى عنهم أبدًا، ولعل هذا الدعم قوبل بحفاوة كبيرة جدًا من المقدسيين، وترجم من خلال الترحاب من قبل الفلسطينيين الذين خرجوا لمقابلة الزائرين والترحيب بهم، وهذا ما حدث معى، فقد قابلونا وحملونا رسائل تنادى المسلمين أن ينقذوا القدس والمسجد الأقصى، لأنهم يخشون موت القضية فى قلوب الشباب وقلوب المسلمين، فى حين أنهم أكدوا أنهم مرابطون إلى النهاية لا يثنيهم عن الدفاع عن الأقصى وعن آراضيهم تهويد أو قهر أو ترويع أو تنكيل، لذلك كانت المبادرة بدعم قضية القدس فى هذا الوقت مهمة جدًا.

> فى كل عام يحدث بعض الجدل حول رؤية الهلال وتوحيد رؤية الأهلة.. هل هناك حكم شرعى لإثبات دخول الشهر القمرى فى حساب الفلك؟

- دار الإفتاء تستعين بالرؤية البصرية بالعين المجردة والمراصد والآلات، بالإضافة إلى الحساب القطعى، وهذه خطة تسير عليها الدار، أظن أنها أرشد الخطط فى هذا الأمر، ونحن عندما نأتى ونرى أنه قد تقرر أن الهلال قد نزل قبل الشمس بدقيقة أو دقيقتين وفقًا للحساب، فهذا أمر متفق عليه بين كل الحاسبين فى هذا المجال، ونحن لدينا فى مصر سبعة مراصد، وعندما يأتى إلىّ شخص ويقول إنه رأى الهلال فى الوقت الذى نرى فيه الحساب يقول إنه لم يره، فى هذه الحالة ماذا يحدث؟ يتم تصديق الحساب حينئذٍ، لأنه هنا ينفى، لكن إذا قرر الحساب أن هذا القمر ينقص بعد الشمس بثلاث دقائق بينما جاء أحد الأشخاص وأقر برؤيته حينئذٍ فالحساب يؤيد قول الشخص، ويكون هذا الشخص قد رأى بالفعل الهلال، ونحن نتابع الهلال منذ أربعين عامًا ولم يقع اختلاف واحد خلال هذه الفترة، بمعنى أن يأتى أحد ويقول إنه رأى الهلال وإنه موجود فى حين أن الحساب ينفى وجود الهلال، ولم يكذب أحد رؤية الهلال فى الوقت الذى أكد الحساب فيه رؤيته. هذه الأعوام الأربعين فى مجال الرؤية تعد وقتًا كافيًا وجديرًا بالثقة فى استطلاع الهلال، حيث قد تم خلال هذه المدة الطويلة رؤية الهلال ثمانين مرة، بالإضافة إلى هلال شهر شعبان الذى ينطبق عليه الأمر كذلك، علاوة على أننا فى مصر نقوم بهذا الأمر كل شهر على مدى العام، وهذا يؤكد نجاح خطة دار الإفتاء فى رصد الأهلة.

> ماذا يفعل فضيلة المفتى فى رمضان؟

- شهر رمضان هو شهر القرآن، وشهر العبادة والذكر والصدقة، هو شهر الرحمة والمغفرة، وهو سيد الشهور كلها، اختصه الله تعالى بالخير العظيم ويفتح الله فيه مزيدا من أبواب الغفران، ومحو السيئات، وإقالة العثرات، ورفع الدرجات، ومضاعفة الحسنات، واستجابة الدعوات، وينجى الله فيه الكثيرين من النار، ويعم فيه الخير واليُمن والبركات، وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين، لذا علينا أن نستغل هذا الشهر الكريم فى العبادة والطاعة، وألا نهدر أوقاتنا فى أشياء غير ذى جدوى، فشهر رمضان هو فرصة عظيمة علينا ألا نفوتها بل نغتنمها ونستفيد منها، بالنسبة للعلم والعبادة والطاعة لله تعالى فى كل شؤون حياتنا.

> كيف نجعل من رمضان فرصة لتغيير الكثير من السلوكيات السلبية؟

- علينا أن نجعل من هذا الشهر العظيم فرصة للتصافى والتآخى والتراحم والتواصل فيما بيننا، ونتخلى عن المشاحنات والخلافات وننقى أنفسنا ونصفيها تجاه الآخرين مما أصابها فى الفترة السابقة، لنعود إلى الصفاء تجاههم، وهذه دعوة للجميع من أجل أن يمد كل منا يده للآخر مسامحًا، ولن نترك الخلافات تكثر وترسب فى نفوسنا التنافر والتناحر وخلافه، فرمضان هو شهر التصافى، ونبذ الخلافات، وتنقية القلوب مما علق بها، هو شهر العفو عمن أخطأ فى حقنا، يقول تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}، وعلينا أيضًا أن نجعل من شهر رمضان فرصة لأن نصل أرحامنا، كما حثنا النبى صلى الله عليه وسلم، ونداوم على فعل الخيرات به.

> هل تعتقد فضيلتكم أن فكرة التقريب بين السنة والشيعة أصبحت الآن مضيعة للوقت؟

- عندما بنى الفاطميون الأزهر لكى ينشروا الفكر الشيعى فى مصر، وكتبوا على المنبر من شتم وسب فله دينار وإردب، أى شتم وسب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن المصريين أبوا إلا أن يعلنوا حبهم لصحابة الرسول وأهل بيته، ورفضوا أن يحيدوا عن الوسطية التى أصبحت فيما بعد ما يميز الأزهر الشريف، ونحن على مستوى الأمة، كأى أمة متحضرة، يجب على السنة والشيعة معًا وعلى مستوى الجماهير أن تتجاوز هذه المحن، وأن ترجع إلى أصلها من الوحدة والاتحاد، وعلى النخبة أيضًا أن توجد من الآليات ما تستطيع به مخاطبة جماهيرها، وتغيير الثقافة السائدة، وإحداث التوازن بين المذاهب الإسلامية المختلفة، وهى قادرة على ذلك، حيث إنها نجحت نجاحًا تامًّا فى مجال النخبة، فلا يبعد أبدًا أن تنجح نجاحًا تامًّا فى مجال الجماهير، ولقد بدأت مصر فى سنة 1949 الدعوة للتقريب بين المذاهب ووجوبه، وأن الأمة إنما هى أمة واحدة تسمى بأهل القبلة، لأن القبلة تجمعهم جميعًا ونبيهم واحد وكتابهم واحد وصيامهم واحد، وإذا كان هذا هو الأصل، فإن أى نوع من أنواع الفرقة لا يكون أبدًا لمصلحة المسلمين، لا فى حاضرهم ولا فى مستقبلهم، فالوحدة أمر ضرورى لبقاء الأمة من ناحية، وللدفاع عن نفسها من ناحية أخرى، ولتهيئتها لمشاركتها فى العمران والحضارة الإنسانية من ناحية ثالثة.

> هل تفكر فى الاستراحة من عناء الإفتاء بعد خدمتكم للعلم طوال هذه السنوات؟

- عالم الدين لا ينقطع علمه، ولا يتوقف عطاؤه فى سبيل خدمة دينه وأمته، سواء كان فى منصبه أو بعد أن يتركه، أو بعد أن يرحل عن الحياة كلها، العلماء يعملون فى أماكنهم لخدمة دينهم علاوة على أنهم يتركون من العلم والأثر النافع ما يعود بالخير والمنفعة على الأمة والإسلام إلى يوم القيامة، والعلماء حريصون على بذل مزيد من الجهد، ويحرصون على ألا تنقطع هذه الجهود أو تتوقف عن خدمة الإسلام فى كل مكان، وعن توصيل الرسالة العليا للإسلام، نحن نخدم الإسلام من خلال وجودنا فى مواقعنا، ونخدم الإسلام حتى بعد رحيلنا عنها وعن الدنيا، وشغلنا الشاغل هو رفعة هذا الدين والذود عنه وصد كل وسيلة من الوسائل التى تريد أن تنال منه، وتفت فى عضد الأمة الإسلامية. ينبغى أن تشغلنا فى الوقت القادم هموم الوطن والإسلام وليس غيرهما، فهى رسالة حملناها على عواتقنا، ولن نضعها إلا بعد أن يسترد الله عاريته.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر

كل دة لارضاء الاقليه ماذا ستقول لربك

انا متغرب

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed ahmed

الحمد لله

عدد الردود 0

بواسطة:

زينون

اللهم اني صائم

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

ربيع مهني

بارك الله فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

حسني عبد ربه

بارك الله في شيخنا الجليل

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرحيم

الأزهر الوسطي

نعم للأزهر الوسطي بارك الله في علمائه

عدد الردود 0

بواسطة:

فاروق

بارك الله في رجال الأزهر الأفاضل

علماء الأزهر ليسوا تابعين للأي حاكم أو سلطان

عدد الردود 0

بواسطة:

حسان

دار الإفتاء تحرص على مواكبة مشكلات المواطن

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل

بالتوفيق يا رئيس جمهورية مصر العربية

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

التمسك بـ«مبادئ الشريعة» فى الدستور يلغى الشريعة كلها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة