وجّه مثقفون عراقيون بياناً إلى الحكومة العراقيّة وحكومة كردستان والحكومات المحليّة فى المدن المجاورة لسوريا، داعين فيه هذه الجهات إلى "تحمّل مسئولياتها إزاء التداعيات التى يمكن أن تبرز، ومن ذلك تدفّق اللاجئين السوريين والعراقيّين المقيمين فى سوريا إلى الأراضى العراقيّة".
طالب البيان الأهالى فى المدن المحاذية للحدود مع سوريا بتوفير كلّ ما يتطلب لاستقبال إخوتهم اللاجئين، وعدم إغلاق الحدود بوجههم. ومن ذلك توفير المساعدات الطبيّة والإنسانيّة من مأكل ومشرب وعمليات لوجستيّة سريعة بغض النظر عن الجهة المسبّبة للعنف وبغض النظر عن منحدرات اللاجئين العرقيّة أو الطائفيّة أو الدينيّة".
وأكّد البيان على "مطالبة الحكومة العراقيّة بأن تتعامل مع الملف السورى سياسيّاً بطريقة مسئولة ومستقلة عن مخططات الجهات والبلدان الفاعلة فى الملف السورى، آخذين بالحسبان عمق العلاقة التاريخيّة بين الشعبين الشقيقين، إذ طالما استقبل السوريون أشقاءهم العراقيين منذ السبعينيات، وآووهم وفتحوا لهم بيوتهم، وقاسموهم كسرة الخبز حين طاردهم النظام الدكتاتورى السابق والإرهابيّون فى السنوات الأخيرة فلم يجدوا صدراً أرحب من بلاد الشام وإخواناً أكرم من أبناء سوريا".
من جانبها وجهت "رابطة الكتاب السوريين" الشكر للكتاب العراقيين الموقعين على البيان، مؤكدةً على أنهم بهذا الموقف فقد ميزوا أنفسهم عن الموقف الرسمى العراقى المخزى، والذى تفوح منه رائحة مذهبية نتنة، لكن ما ينتظره الشعب السورى الذى فتح أبوابه وبيوته من دون أى تمييز فى الهوية المذهبية لأكثر من مليونى لاجئ عراقى فروا من القمع النظامى لصدام حسين، ومن مؤامرات نظام بشار الأسد على العراق، ممثلة فى المفخخات التى سهل دخولها إلى العراق الشقيق لسنوات، ينتظر من إخوانه العراقيين ما هو أكثر من البيانات.
وجاء فى البيان أنه "لا يخفى أنّ الأحداث التى يشهدها العالم العربى منذ ثورة تونس آخذة فى التصاعد فى هذا البلد أو ذاك، ورغم أنّ الأحداث عموماً تعكس مدى تبرّم الشارع العربى من الحكومات الجاثمة على صدره منذ عقود إلاّ أنّ مسار الثورات اتّخذ، فى بعض البلدان، منعرجات خطيرة تنبئ بتفجّر حرب طائفيّة واسعة النطاق وآخر هذه المخاطر ما تشهده سوريا". مضيفاً أنّ "هذا البلد الجميل صاحب الحضارة العريقة ورائد الحريّات فى المنطقة يتعرّض منذ أشهر إلى مخاطر حقيقيّة قد تطول وحدته ونسيجه الاجتماعى وما يحدث فى الأيّام القليلة الماضية دليل لا يقبل الشك على هذه المخاطر. فهناك بوادر حرب طائفيّة وانفلات أمنى خطير قد تطول جميع أنحاء سوريا".
وذكر البيان: "عليه فإنّنا، نحن مجموعة من العراقيّين، نودّ التعبير عن قلقنا الشديد من تطوّرات الموقف الميدانى وتصاعد أعمال العنف وندعو، بهذه المناسبة، الحكومة العراقيّة وحكومة كردستان العراق والحكومات المحليّة فى محافظتى نينوى والأنبار، إلى تحمّل مسئولياتها إزاء التداعيات التى يمكن أن تبرز، ومن ذلك تدفّق اللاجئين السوريين والعراقيين المقيمين فى سوريا إلى الأراضى العراقيّة. ونطالب الأهالى فى المدن المحاذية لحدودنا مع سوريا بتوفير كلّ ما يتطلب لاستقبال إخوتهم اللاجئين وعدم إغلاق الحدود بوجههم. ومن ذلك توفير المساعدات الطبيّة والإنسانية من مأكل ومشرب وعمليات لوجستيّة سريعة بغض النظر عن الجهة المسبّبة للعنف وبغض النظر عن منحدرات اللاجئين العرقيّة أو الطائفيّة أو الدينيّة".
وأكّد مطالبة الحكومة العراقيّة بأن تتعامل مع الملف السورى سياسيّاً بطريقة مسؤولة ومستقلة عن مخططات الجهات والبلدان الفاعلة فى الملف السوري، آخذين بالحسبان عمق العلاقة التاريخيّة بين الشعبين الشقيقين إذ طالما استقبل السوريون أشقاءهم العراقيين منذ السبعينيات وآووهم وفتحوا لهم بيوتهم وقاسموهم كسرة الخبز حين طاردهم النظام الدكتاتورى السابق والإرهابيّون فى السنوات الأخيرة فلم يجدوا صدراً أرحب من بلاد الشام وإخواناً أكرم من أبناء سوريا.
وشدّد على "إغلاق السلطات الأمنيّة فى محافظتى نينوى والأنبار المنافذ التى قد يسلكها المسلحون ممّن تثبت لدى السلطات العراقيّة أهدافهم التخريبيّة للدخول الى هذا البلد وتحويله الى بؤرة صراع طائفى قد تطول نيرانه البلدان المجاورة ومنها العراق. ونودّ إلفات نظر الأطراف السياسيّة العراقيّة بإنّنا نطالبها جميعاً بعدم استثمار الأزمة السوريّة المتفاقمة لصالح أجنداتها الخاصّة أو استغلالها كورقة لعب فى الصراع السياسى الدائر فى العراق حالياً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة