بالرغم من إعلان المهندس فتحى شهاب، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى، أن لجنة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، ستعرض تقريرها النهائى على مجلس الشورى، الأربعاء المقبل، إلا أن عدداً من المصادر أكدت استحالة ذلك، بسبب عدم تلقى المجلس تقارير الرقابة الإدارية والجهاز المركزى للمحاسبات عن المرشحين، والتى من خلالها ستطبق عدد من المعايير التى وضعها مجلس الشورى، مثل علاقة الصحفى بإسرائيل أو ذمته المالية أو تورطه فى قضايا فساد أو عمولات.
وأكدت المصادر أن الأمور لا تبشر بالخير، خاصة بعد استقالة اثنين من أعضاء اللجنة، هما صلاح منتصر ومجدى المعصراوى، كما أن هناك أنباء ترددت عن استقالة أيمن رفعت المحجوب الذى نفى ذلك، وقال إن عدداً من المقربين أقنعوه بأهمية بقائه كمستقل فى اللجنة، وأضاف أنه رفض التوقيع على المحضر النهائى على تقرير اللجنة، وقال فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن رفضه جاء بناءً على عدم تلقى اللجنة تقارير الأجهزة الرقابية المختصة حول الصحفيين المرشحين، وتساءل، "كيف أوقع على اختيارات ثم تأتى تقارير رقابية وتقول لى إن من بينها مثلا أسماء فاسدة". وتابع، "لم أتقدم باستقالتى، وأنا أؤدى عملى كأستاذ جامعى بشكل مهنى وموضوعى متسق وأقيم ملفات الصحفيين، مع الاحتفاظ بصورة من هذه التقييمات.
وشكك المحجوب فى أن يختار مجلس الشورى رؤساء التحرير وإعلان الأسماء قبل تلقى تقارير الأجهزة الرقابية. وقال إن هناك خطأ فى النواحى الإجرائية التى اتبعتها اللجنة، فكان يجب حسم ملفات الصحفيين بعد تقارير الأجهزة الرقابية ثم بعد ذلك نبدأ عملنا كمتخصصين فى تقييمها على أساس استبعاد أى ملفات فاسدة أو بها شبهة. وأضاف، أنا لست قاضياً وإنما عملى كان فنياً قمت بإعطاء درجات للملفات بصرف دون معرفة أسمائها.
من جانبه، قال النائب فتحى شهاب الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى ورئيس لجنة اختيار رؤساء الصحف القومية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن استقالة كل من صلاح منتصر ومجدى المعصراوى ليس لها أى تأثير على النتائج، موضحاً أن استقالتهما جاءت بعد أن تقدم كل منهما بتقييماته إلى اللجنة قبل انتهاء عملها.
وأكد شهاب الدين أن اللجنة أرسلت تقريرها إلى الأجهزة الرقابية، وهى الآن فى انتظار الرد لعرض الأمر على اللجنة العامة الأسبوع المقبل، على أن تختار اللجنة رؤساء الصحف وتعرض على جلسة مجلس الشورى يوم الأربعاء للتصديق عليها، مشدداً على التزام اللجنة بتطبيق المعايير على كافة المتقدمين لمناصب رؤساء تحرير الصحف القومية.
فيما قال مجدى المعصراوى، إن من يدعى أن اللجة انتهت من عملها أقول له، "أنت مش فاهم حاجة"، ولا يملك أحد ذلك، والقول بذلك يضرب اللجنة فى مقتل، لافتاً إلى أن تقارير الأجهزة الرقابية مثل الرقابة الإدارية والجهاز المركزى للمحاسبات لم تصل بعد، لافتاً إلى أن تلك التقارير هى التى ستقول للجنة من الذى طبع مع إسرائيل، ومن الذى حصل على أموال من الإعلانات ومن الذى عمل مستشارا لوزير أو جهة حكومية أو رجل أعمال.
من ناحية أخرى، علم "اليوم السابع" أن نقيب الصحفيين يجرى اتصالات مع الصحفيين بالمؤسسات لاستطلاع رأيهم حول أقرب الشخصيات المرشحة من قبل اللجنة للصحفيين داخل المؤسسة، كما قال المصدر، إن النقيب اتصل بعدد من المنتمين للصحف القومية، مثل وائل لطفى وجمال طايع، مما أحدث ارتباكا فى روز اليوسف.
يذكر أن مجلس الشورى كان قد أقر معايير اختيار رؤساء التحرير على أن تقوم اللجنة المشكلة باختيار 3 أشخاص للإصدار اليومى وشخصين للإصدار الأسبوعى وشخصين للإصدار الشهرى والفصلى، على أن يختار مجلس الشورى واحدا منهم.
وتضمنت المعايير التى أقرها مجلس الشورى أن يكون المرشح ذا كفاءة مهنية وإدارية، وألا يكون قد تورط فى وقائع فساد أو سوء إدارة أو إهدار للمال العام أو أى قضية مخلة بالشرف، وألا يكون ممن يسرى عليهم قانون إفساد الحياة السياسية، وألا يكون قد تعرض لجزاء تأديبى من نقابة الصحفيين، وألا يكون ممن روجوا للتطبيع مع الكيان الصهيونى، وأن يكون ذا ثقافة واسعة ومستوعباً لمقتضيات العصر، وأن يقدم أرشيفا يحوى فكرة وإدارته وتصوراته وإبداعاته وسيرته الذاتية يقدم فيها تعريفاً بخبراته والمهام التى تولاها خلال سنوات خدمته، بالإضافة إلى ضرورة ألا يكون قد مارس خلطاً بين الإعلان والتحرير أو عمل كمستشار إعلامى لمسئول حكومى أو رجل أعمال أو شركة أو مصلحة محلية أو أجنبية، واشترط مجلس الشورى فى رئيس التحرير ألا يزيد عمره على 60 عاماً، وأن يكون ذا خبرة فى المجال الصحفى لمدة لا تقل على 15 عاماً، وأن يكون قد أمضى السنوات العشر الأخيرة متصلة بالعمل فى ذات المؤسسة.
"الشورى" يقرّ أسماء رؤساء تحرير الصحف الأربعاء المقبل.. ومصادر: لا يمكن إعلان الفائزين دون وصول تقارير الأجهزة الرقابية.. "المعصراوى": "من يقول إن أعمال اللجنة انتهت يبقى مش فاهم"
الخميس، 26 يوليو 2012 04:10 م