ممر طويل مظلم وغرف مغلقة تستقبلك فور وصولك إلى قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى الحسين الجامعى، فهذا المكان الذى من المفترض ألا يتوقف عن العمل لحظة واحدة لإسعاف مرضى وإنقاذ آخرين ربما يكونوا على حافة الموت، أصبح مكانا مهجورا لا يوجد فيه أثر للحياة.
هذا هو حال القسم منذ يوم الجمعة الماضى، والذى تم إغلاقه تماما بعد تعدى أهالى أحد المرضى بالضرب على الأطباء والممرضين العاملين بالقسم، ما أدى إلى كسر ذراع إحدى الممرضات، وإصابة آخرين بجروح وكدمات، عندها قرر الأطباء إغلاق القسم وعدم العودة إليه إلا فى حالة وجود تأمين كافٍ له، خاصة أن تلك ليست المرة الأولى التى يتم فيها الاعتداء على العاملين بالقسم، بل ويصل الأمر إلى تحطيم الأدوات الموجودة بداخله، وهذا ما تدل عليه حالة جميع أبواب قسم الاستقبال الحديدية، والتى تكسر الزجاج الموجود بها جراء تلك الاعتداءات.
"كلما نقرر فتح القسم بالجهود "الأمنية" الذاتية، يتم التعدى علينا ونقرر إغلاقه"، هذا ما أكده د. سليم النمر، مدير قسم الاستقبال والطوارئ بالحسين الجامعى، لافتا إلى أن حادثة يوم الجمعة الماضى وقعت بعد إعادة فتح القسم بساعتين فقط، لكنهم اضطروا لإغلاقه لأن الأمر أصبح غير محتمل، ولا يوجد طبيب يمكنه العمل فى مثل هذه الظروف.
وأضاف النمر، أن الإدارة العليا حاولت التواصل مع قوات الشرطة العسكرية لتأمين القسم، إلا أن عدم وصول أى قوات حتى الآن يعنى عدم وجود استجابة لطلبهم، موضحا أن قوات الشرطة العسكرية هى التى يمكنها صد أى اعتداء على المستشفى، وذلك لأن الشرطة العادية لم يعد لها "وزن"، فى حين أن حرس المستشفى هم أفراد عاديون "لا حول لهم ولا قوة" ولا يمكنهم صد أى هجوم على القسم.
ولا تقتصر أزمة إغلاق أقسام الاستقبال والطوارئ على مستشفى الحسين الجامعى، بل إنها تمتد إلى معظم المستشفيات الكبرى بالقاهرة والمحافظات، على رأسها مستشفى الساحل التعليمى بشبرا وبولاق الدكرور وشبرا العام وسيد جلال، والتبين التى شهدت حادثة مروعة بإشعال النيران بقسم الطوارئ، كما تم إغلاق أقسام الطوارئ بمستشفى جامعة المنوفية وسمالوط، بالإضافة إلى العديد من المستشفيات الأخرى.
وعلى الرغم من إعلان اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية، أن القوات ستتحرك لتأمين 100 مستشفى، إلا أن تلك القوات غادرت بعض المستشفيات عقب أقل من 24 ساعة، فى حين لم يتم إرسال سوى جنديين فقط فى بعض المستشفيات الأخرى، بحسب د. منى مينا عضو مجلس نقابة الأطباء، ومنسق حركة أطباء بلا حقوق، حيث أكدت لـ"اليوم السابع" أن الشرطة العسكرية لم تقم بدورها فى تأمين المستشفيات بشكل دائم وبعدد مناسب من القوات إلا فى مستشفى أحمد ماهر، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الإقبال على المستشفى بسبب غلق المستشفيات الأخرى القريبة، كـ"سيد جلال"، ما أدى أيضا إلى سرعة نفاد المواد الطبية من المستشفى.
وأوضحت أن الأطباء يفكرون فى التنسيق مع أهالى الأحياء الواقعة بها المستشفيات، للدفاع عنها بشكل مؤقت لحين وجود قوات أمن كافية، إلا أنه حل صعب التنفيذ، مطالبة د. محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بسرعة إصدار أوامر عاجلة لتأمين المستشفيات حتى قبل تشكيل الحكومة، لأن تلك الأزمة إن لم تنته فورا، ستتصاعد وتتحول لكوارث أكبر.
ومن جانبها وضعت النقابة العامة للأطباء، رقمى طوارئ بمحافظتى القاهرة والإسكندرية، للإبلاغ عن أى اعتداءات تتعرض لها المستشفيات.
"الأطباء" تخصص أرقام طوارئ للإبلاغ عن اعتداءات المستشفيات..
أزمة الاعتداء على المستشفيات تتصاعد.. استمرار إغلاق الحسين الجامعى والساحل وجامعة المنوفية.. و"مينا" تؤكد قوات الشرطة العسكرية لم تقم بواجبها فى تأمين المستشفيات إلا فى "أحمد ماهر"
الخميس، 26 يوليو 2012 08:35 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
منير
اعتراف اخوانى سابق
عدد الردود 0
بواسطة:
masry
السبب غياب القانون وادوات تنفيذة على كل من يتعداه
عدد الردود 0
بواسطة:
EGYPTIAN
وماذا بعد!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
tarek
أزمة مفتعلة
عدد الردود 0
بواسطة:
د احمد
غريبة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
إصلاح المستشفيات والكوادر
عدد الردود 0
بواسطة:
ولكن السبب الأول يرجع إلى فشل المنظومة الطبية وغياب الضمير وانعدام الكفاءة .
ولكن السبب الأول يرجع إلى فشل المنظومة الطبية وغياب الضمير وانعدام الكفاءة .
عدد الردود 0
بواسطة:
dr omar
نبوتجيه ب 45 جنيه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!111
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو فرغلى
لما مستشفى الشرطة تتكسر على دماغ جنرلات الشرطة وعائلاتهم يمكن يفوقوا-ساعتها يمكن ضميرهم ال
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
ردا على التعليق الاول