عقد الدكتور فتحى البرادعى، وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، اجتماعًا بمسئولى قطاع مياه الشرب والصرف الصحى بالوزارة لمناقشة شكاوى المواطنين التى ظهرت فى الآونة الأخيرة، من انقطاع المياه فى بعض المناطق بمحافظات الجمهورية، وسبل حل هذه المشكلات، وضمان وصول الخدمة للمواطنين.
وأكد الوزير أثناء الاجتماع أنه لن يُسمح بأى تقصير فى هذا القطاع الحيوى، الذى يرتبط بصورة مباشرة بحياة المواطنين اليومية، مطالبًا بأن يكون هناك تواصل مباشر مع شكاوى المواطنين، والعمل على سرعة حلها، مع ضرورة التواصل أيضًا مع وسائل الإعلام المختلفة التى تنشر شكاوى المواطنين، فهدفنا فى النهاية واحد، وهو وصول الخدمة لكل مواطن.
وخلال الاجتماع عرض المهندس سيد نصر، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، عددًا من المناطق التى تعد مثارًا للشكوى على مستوى الجمهورية، وخطوات التعامل معها، مؤكدًا أن جميع العاملين بالشركة القابضة وشركاتها التابعة على مستوى الجمهورية يبذلون أقصى جهدهم لتوفير خدمات مياه الشرب للمواطنين، وإذا حدث انقطاع للمياه فى أى منطقة فإنه يكون لسبب طارئ خارج عن إرادتهم، ويعملون على الفور لتلافى أسباب أى شكوى.
وأكد رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أنه لا توجد مشكلة فى إنتاج المياه، فكمية المياه المنتجة على مستوى الجمهورية تكفى و"زيادة"، ولكن الأزمة تكمن فى الاعتداءات المستمرة والمتكررة على مصادر المياه، لاستخدامها فى الرى المخالف، حتى وصل الأمر إلى حد استخدام السلاح فى بعض المواقع لمنع موظفى شركات المياه من تنفيذ المناوبات المطلوبة.
وعرض المهندس سيد نصر تقريرًا عن بعض المشاكل التى أثيرت مؤخرًا، وبدأ بمحافظة الجيزة، حيث أكد أن كمية المياه المنتجة بالمحافظة تبلغ 3.3 مليون م3 يوميًّا، ونصيب الفرد من المياه 400 لتر فى اليوم، "ضعف المعدل العالمى تقريبًا"، وبالنسبة لمشكلة صفط اللبن فقد تم إدراج منطقة صفط اللبن ضمن مشروع تحسين مياه الشرب بمنطقة شمال الهرم وشمل المشروع: خط مياه قطر 400م من منطقة كفر طهرمس حتى مدخل القرية، وتم الانتهاء من تنفيذه، كما تم استبدال الشبكات القائمة بشبكات جديدة، وتم إنشاء خزان عالٍ سعة 3000 م3 ملحق به عنبر طلمبات رفع، وقام بعض أهالى صفط اللبن بالتعدى على أرض المشروع والاستيلاء على مساحة 300 م2 من الأرض المخصصة لإنشاء مبنى طلمبات الرفع وضمها إلى مسجد مجاور، ما ترتب عليه إعادة الدراسة وإعادة تصميم مبنى الطلمبات، ما أدى إلى تأخر المشروع، وجار الانتهاء منه حاليًّا، وسيتم غسل وتعقيم الخزان ليكون جاهزًا للتشغيل فى 1/8/2012، كما تم إنشاء رافع فى منطقة كفر طهرمس وجارٍ تشغيله لرفع المياه إلى المنطقة المرتفعة، وجارٍ تجربة الرافع، وقد قامت الشركة برفع الضغوط إلى أقصى ما يمكن، بحيث تصل إلى جميع أجزاء القرية مدة لا تقل عن 6 ساعات يوميًّا عدا منطقتى الكوم العالى والجامع الكبير، حيث يتم إمدادهما بالمياه من سيارات بخزانات متنقلة، إلا أن بعض الأهالى أصروا على تصعيد الموقف والتظاهر أمام مبنى المحافظة، كما قام بعضهم بإغلاق المحبس الرئيسى للمنطقة، ما أدى إلى تأخير وصول المياه.
وناشد المهندس سيد نصر جميع المواطنين العمل على ترشيد الاستهلاك، وعدم الاعتداء على مصادر المياه، فذلك مخالفة صريحة للقانون.
وأضاف المهندس سيد نصر: "بالنسبة لمشكلة منطقة أوسيم تم تنفيذ خط 600 مم بطول 13 كم من محطة إمبابة لتغذية مدينة أوسيم بطاقة 50 ألف م3 يوميًّا تكفى لتغطية احتياجات المدينة، وتم ربط الخط بقرى الزيدية – زاوية ثابت – الكوم الأحمر ومجموعة عزب أخرى لم تكن تؤخذ فى الاعتبار عند تصميم الخط.. كما تم إدراج إنشاء خط قطره 1000 مم ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية وجار إنشاء الخط حاليًّا.. ولكن قام بعض أهالى أوسيم بالتعدى على الخط المغذى بقطر 1000 مم لمنطقة الرماية – الهرم – فيصل – كفر طهرمس – صفط اللبن، ما أدى إلى ضعف المياه فى هذه المناطق، ومنها منطقة صفط اللبن، وتم تركيب رافع مياه داخل مدينة أوسيم لتغذية المناطق المرتفعة داخل أوسيم، إلا أنه عند تشغيل الرافع يتم قطع المياه عن مناطق أخرى نظرًا لمحدودية المياه، ورفض بعض الأهالى العمل بنظام المناوبات، وطلبوا ضرورة توصيل المياه لمدة 24 ساعة، كما قاموا بمنع أفراد الشركة من إصلاح الخط، إلا أنه تم الانتهاء من الإصلاح يوم 23/7/2012 بعد التنسيق مع بعض الأهالى".
وبالنسبة للمشاكل التى تعترض استكمال إنشاء الخط فهى مثلما يقول المهندس سيد نصر: اعتراض بعض أهالى جزيرة محمد على إنشاء غرفة الاستقبال بمنطقة الوراق، وعدم صدور تصريح من مديرية الطرق لاستكمال حوالى 300 متر من الخط بشارع الكورنيش، مشيرًا إلى أن هناك بعض المشاكل التى تواجه الشركة فى الوقت الحالى، أهمها الانفلات الأمنى الذى يؤدى إلى تعدى المواطنين على خطوط المياه، ما يؤدى إلى ضعف الخطوط، وعدم تمكن الشركة من السيطرة الكاملة والتحكم فى تشغيل الشبكات، وهذا ما يعانى منه معظم الشركات حاليًّا.
وبالنسبة للإسكندرية فكمية المياه المنتجة بها 3.6 مليون م3 يوميًّا، وعدد السكان حوالى 5 ملايين مواطن، ومتوسط نصيب الفرد حوالى 600 لتر فى اليوم، وهو أضعاف نصيب الفرد طبقًا للمعدلات العالمية، ولا توجد مشكلة فى الإسكندرية على الإطلاق، وجميع المحطات تعمل بكفاءة، ولكن فى حال هبوط منسوب المياه فى ترعة المحمودية إلى أقل من 50 سم، فإن ذلك يؤدى إلى توقف محطة السيوف عن العمل، والتى تنتج حوالى مليون م3 يوميًّا، وهو ما يؤثر تبعًا على أحياء كثيرة بالإسكندرية.. وتجدر الإشارة إلى أن هبوط مستوى المياه بالترعة ينتج بسبب التعدى المستمر بالقوة على بوابات حجز المياه من بعض المواطنين، لاستخدامها فى الزراعات بالأراضى المحيطة بالترعة، وقد تم التنسيق بين شركة المياه ومسئولى وزارتى الداخلية والرى لحماية الترعة، وضمان المنسوب الثابت، حتى لا تتعرض المدينة لتكرار هذه المشكلة.
وزير الإسكان يجتمع بمسئولى مياه الشرب لمناقشة شكاوى المواطنين
الأربعاء، 25 يوليو 2012 02:07 م