أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة طبعة جديدة لكتاب "اشتراكية الإسلام" للدكتور مصطفى السباعى، والكتاب هو نص المحاضرة التى ألقاها المؤلف فى جامعة دمشق فى الثلاثين من مارس 1959.
وأشار المؤلف فى مقدمة الكتاب (المحاضرة) إلى أن العصر الذى نعيش فيه يتميز بأنه عصر الاشتراكية المتعددة المذاهب من متطرفة إلى أقصى اليسار كالشيوعية، ومن معتدلة ومن قريبة إلى اليمين. وتساءل المؤلف عن موقف الإسلام من الاشتراكية الحديثة، وقال إن بعض الناس يزعمون أن الإسلام بعيد عن التفكير الاشتراكى، لأنه أقر الملكية الشخصية وسمح بالإرث والملكيات الزراعية الكبيرة، وأضاف "لقد زعم بعض الناس أن الإسلام "رأسمالى" يسمح للغنى أن يتصرف بماله كما يشاء، وقد التقى على هذا الزعم أعداء الإسلام من دعاة الشيوعية مع بعض أتباع الإسلام تملقا للإقطاعية والرأسمالية".
وأكد المؤلف أن الفريقين من أعداء الإسلام وأبنائه قد ظلماه ظلما كبيرا، وأن للإسلام اشتراكية واضحة المعالم ثابتة الدعائم تتميز عن كل المذاهب الاشتراكية الحديثة فى جملة مبادئها، وأكثر قوانينها وتشريعاتها.
وأخذ المؤلف فى تفصيل القول فى ذلك – على مدى مائتين وإحدى وستين صفحة من القطع الكبير – بادئا بموقف الأديان السماوية الثلاثة من الفقر ومن الحقوق الطبيعية التى هى حق الحياة وحق الحرية بأنواعها المتعددة، وحق العلم، وحق الكرامة، وحق التملك.
وخلص المؤلف إلى القول إن اشتراكية الإسلام أخذت من العرب وثنية متردية وقبائل متفرقة وحياة خشنة وعزلة موحشة، وأعطتهم توحيدا متساميا وعيشا رحبا وأمة واحدة، وقيادة لمواكب النور فى تاريخ الإنسانية كلها. أخذت من العالم عقائده المتفسخة وملوكه الظلمة وحيوانيته المتقاتلة، وأعطته عقيدة محررة وقيادة ساهرة وإنسانية بالنبل والخير ذاخرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة