أكد الدكتور عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر وأحد ممثليه فى الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، حرص الأزهر على التأكيد على هوية مصر الإسلامية فى الدستور الجديد، دون المساس بحقوق أصحاب الديانات السماوية الأخرى.
وقال نصير، إن الأزهر طلب وضع نص خاص فى الدستور يحظر المساس أو التعرض للذات الإلهية، أو المساس أو التعريض بذوات الأنبياء والرسل وزوجاتهم وأمهات المؤمنين وأصحابهم والخلفاء الراشدين.
وأوضح نصير، فى تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف الأساسى من هذا النص هو التأكيد على هوية أهل السنة والجماعة لمصر، والتصدى فى نفس الوقت إلى أى حركات أو أنشطة من شأنها المساس أو الإساءة إلى الأنبياء والرسل، ومن بينها حركات التشيع التى تنتشر فى أماكن عدة بالمنطقة.
وأشار نصير إلى أن الأزهر حريص على هوية مصر الإسلامية المعتدلة والوسطية، والتى يمثلها الأزهر منذ عشرات السنين، وأن الأزهر لا يريد الخروج عن هذا النهج فى المستقبل. وقال إنه لا يوجد اختلاف بين أى مسلم أو مسيحى فى أن تكون الذات الإلهية مصونة ومحل توقير من الجميع، مؤكدا أن هناك تهديدا موجودا باستمرار للديانات والأنبياء والرسل، مستشهداً على ذلك بالرسوم المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، والتى ظهرت فى أوروبا كثيرا فى الفترة الأخيرة.
وفيما يتعلق بمرجعية الأزهر فى الدستور والاختلاف القائم حولها بين التيارات السلفية وممثلى الأزهر، قال مستشار شيخ الأزهر، إنه لا يوجد اختلاف على مرجعية الأزهر الإسلامية فى الجوانب المتعلقة بالدين، ولكن لا تعنى أن تكون مرجعيته مطلقة فى تفسير مبادئ الشريعة الإسلامية.
وأوضح نصير أنه فى هذه الحالة سيكون هناك خلط بين دور الأزهر وبين دور مؤسسات أخرى، حيث قد يحل فى هذه الحالة محل المحكمة الدستورية العليا فى تفسير القوانين ودستوريتها، مشيرا إلى أن مرجعية الأزهر فى الجوانب الدينية فقط.
وتابع قائلا «لا يوجد اتفاق على وضع مرجعية الأزهر اتصالاً بمادة معينة، ولكن يمكن أن ينص على استقلال مؤسسة الأزهر ومرجعيته الإسلامية فى مادة خاصة، وخصوصا أن هناك اقتراحاً على أن تكون المرجعية النهائية للأزهر فى المادة الثانية بعد النص، على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع».
وحول ما إذا كانت هناك مخاوف لدى مشيخة الأزهر من سيطرة أحد التيارات الإسلامية عليه، قال: إن الأزهر له رب يحميه، ومن جعله يصمد طوال السنوات الماضية أمام الأحداث والظروف التى مرت بها مصر سيحميه من أى اعتداء مستقبلى يؤثر على استقلاله.
مستشار الطيب: طلبنا حماية الهوية السنية ومواجهة التشيع فى الدستور
الأربعاء، 25 يوليو 2012 10:27 ص