فورين بوليسى: رفض الواقع الحالى فى مصر يتجسد فى الحنين للملكية

قالت مجلة فورين بوليسى أن الحنين للعهد الملكى يبدو أنه يصل ذروته فى مصر التى تحتفل هذه الأيام بالذكرى الـ 60 للإطاحة بالملك فاروق والملكية وبدأ العهد الجمهورى.

ويشير التقرير الذى كتبه محمد الهشان أستاذ اقتصاديات التنمية بجامعة عين شمس والمستشار لدى المؤسسات الدولية، إلى أن هذا الحنين إلى سلالة ملكية أجنبية عملت كدمية فى يد المحتلين، أمر محير، خاصة بالنسبة لناس لم يعاصروا العهد الملكى.

غير أن الدهشان يرى أن هذا ليس مجرد حنين وإنما رفض غير رسمى للحاضر، وهذا الرفض لم يستهدف الفكر السياسى للرئيس الجديد وإنما حجاب زوجته، الذى كشف عن الخوف من الأسلمة والخطابات الطبقية.

ويوضح الكاتب أن الخلاف حول ملابس نجلاء محمود، لا يدور حول حجابها بقدر ما يخص نمط الحجاب والملابس التى ترتديها، إذ أن هذا النمط من الحجاب لا يوجد غالبا بين الطبقات فوق المتوسطة فى مصر.

ويشير الدهشان إلى أن زوجة مرسى تدرك جيدا التحديات المتعلقة بدورها العام، فإذا ما سجلت ظهورا واسعا على الساحة العامة، فسيتم مقارنتها بالسيدة الأولى السابقة سوزان مبارك، وما لم تفعل ستواجه اللوم على خلفية معتقداتها الدينية ومعتقدات زوجها إزاء دور المرأة.

وبينما اختفت السيدة نجلاء بالفعل عن لقاءات محلية ودولية للرئيس، حتى أنها لم تظهر فى الصور الخاصة بزيارة زوجها للسعودية ولقائه بالعاهل السعودى، يشير الدهشان إلى أن هذا لا يعنى الكثير، فالرئيس السابق حسنى مبارك أدى معظم زيارته الخارجية دون قرينته. فلقد كان لديها جدول أعمال خاص محليا ودوليا.

وعموما يخلص التقرير أنه إذا كان مظهر سيدة مصر الجديدة يمثل القلق الرئيسى لمنتقديها بشأن صورة مصر فى الخارج، فإن سلوكها حتى الآن ينبغى أن يهدأ هذه المخاوف، فإنها تفضل أن تظل بعيدة عن أعين الجمهور.

ويختم التقرير داعيا للحكم على السيدة نجلاء من خلال أدائها فى مهامها الجديدة وليس على أساس اختيار ملابسها، والحقيقة أنها تمثل النساء فى مصر أكثر من أسلافها السابقين سواء سوزان أو جيهان أو حتى ملكات مصر.