• أرسلت (ك) إلى افتح قلبك، رسالة قصيرة جدا تقول فيها:
تزوجت زوجى عن حب، أنجبت منه طفلة، وحامل فى الطفل الثانى فى شهرى الخامس، مشكلتى باختصار هى أن زوجى عندما يغضب يضربنى، ثم يعود فيعتذر ويؤكد لى أنه يحبنى، وأنه لا يستطيع الاستغناء عنى، لا أفهم هل يحبنى فعلا؟، وكيف يحبنى إذا كان يضربنى؟، ولا أعرف كيف أتصرف معه خاصة أنه أحيانا يسبب لى إصابات عندما يفعل؟.
وإليك أقول:
الضرب غير مبرر يا (ك) إطلاقا، سواء كان لزوجة أو لطفل أو حتى لحيوان، وبالأخص إذا كان ضربا مبرحا، يترك آثارا وإصابات كما تقولين، لا غضب ولا عصبية و لا أى شئ يعطى الحق لزوجك بأن يضربك هكذا، يجب أن تكون لك وقفة حاسمة معه، توضحى له أنك لن تقبلى بمثل هذا الفعل مرة أخرى، وإن تكرر الموقف أو شعرتى بأنك لن تستطيعى إيقافه بمفردك فلتكن بمساعدة أهلك، لا تسكتى على ذلك إطلاقا، لأن السكوت سيؤدى إلى التمادى والزيادة فى العنف، فالعصبية والغضب من الأشياء التى تنمو وتزداد إذا لم يكن أمامها رادع، وربما نسمع عن قصتك يوما _لاقدر الله_ فى صفحة الحوادث بهذا الشكل، فإذا كنت تعتقدين أن هذا الأمر سيقل أو يحل أو يختفى من تلقاء نفسه فأنت واهمة، لابد من وقفة.
ولا تصدقى مقولة إنه عندما يغضب لا يستطيع التحكم فى أعصابه، هذه حجة يقولها البعض لنسلم بسوء تصرفهم، و لكى يفلتوا من اللوم أو العقاب، وأكبر دليل على ذلك أنه لو حدث وغضب أو تعصب أمام مديره فى العمل أو بسببه، هل سيرفع يده ليضربه؟ أو حتى سيتطاول عليه بالألفاظ؟، إطلاقا لن يفعل، لماذا؟، لأنه يفهم جيدا أنه ليس كل الناس يستطيع التطاول عليهم وضربهم وإيذاءهم دون أن يتأذى هو أو يعاقب، هو يفهم و يعى و يتحكم فى أعصابه جيدا، وقتما يشاء، ولكنه يعرف أنك الطرف الضعيف الذى لن يبادله الأذى إذا تمادى معه، تماما كما تفكر الأم عندما تضرب طفلها لتخرج فيه همها وغيظها وغضبها، هى تعرف جيدا أنه ضعيف ولا حيلة له سوى أن يتحملها، وأنها ستتمكن من (الضحك عليه) إذا اعتذرت له وأحضرت له بعض الحلوى أو حتى بـ(كلمتين حلوين).
اعرف تماما أنك تفكرين فى استقرار أطفالك، وفى أنك ربما تتنازلين عن حقك فى مقابل أن يظلوا بينك و بين أبيهم، لكن أى تربية هذه التى يرى فيها الأطفال أمهم تضرب من أبيهم حتى (تزرق عينها) أو (تكسر يدها)؟، هذه عيشة ليست كريمة على الإطلاق، ولا يرضاها الله، و يجب ان يتعلم زوجك أن يتحكم فى نفسه وقت الغضب، أو أن يخرجه فى شئ آخر سواكى أضعف الإيمان.
هناك مقولة يتبعها الغرب وهى أنه (من يضرب مرة سيضرب كل مرة)، أى أنه لا يجب التهاون فى موضوع الضرب هذا من أول مرة، لكنى لا أعتبر هذه القاعدة صحيحة دائما، فربما كنت نصحتك بالتسامح و التغافل إن حدث ذلك منه مرة، أو تحت ظرف ضاغط أو قوى، لكن من الواضح أن هذا أسلوب حياة، لهذا لا أرضى لك أن تكون تلك هى حياتك، الجئى لأهلك أو لأهله أو لأى حكم عدل حتى توقفى هذه المهزلة أرجوك.
للتواصل مع د. هبة و افتح قلبك: h.yasien@youm7.com
(افتح قلبك مع د. هبة يس)..... أكل الزبيب
الأربعاء، 25 يوليو 2012 11:22 ص