كثفت الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة من تشكيل لجان فى جميع القرى والمراكز والنجوع بالمحافظات لمكافحة آفة حشرة "التوتا أبسليوتا" بعد شكاوى المزارعين من عودة الحشرة لمهاجمة حقول الطماطم بالعديد من المحافظات بسبب ارتفاع درجات الحرارة التى تؤدى إلى ازدياد إحياء بويضات الآفة وانتشارها، بعد اختفائها خلال الموسم الشتوى.
يأتى ذلك فى ظل غياب تام لوزارة الزراعة لتفادى هذه الآفة منذ دخولها إلى مصر فى سبتمبر عام 2008 بمحافظة مطروح.
وأكد الدكتور مصطفى النجار رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة أن هناك حملات إرشادية بجميع القرى والنجوع لمكافحة حشرة "التوتا أبسليوتا "بعد تعدد شكاوى المزارعين وهناك توعية للمزارعين بكيفية التعامل مع الحشرة بالمبيدات التى تقضى عليها بالإضافة إلى عمل ندوات من خلال المرشدين الزراعيين لتوعية المزارع بالتعامل الجيد للقضاء على الآفة.
وقال الحاج سليم الإسناوى من كبار زارعى الطماطم بمركز إسنا محافظة الأقصر: إن محصول الطماطم والفلفل الآن يتعرض إلى هجمة شرسة من قبل حشرة التوتا أبسليوتا، حيث تعتبر الأقصر أكبر منتج للطماطم فى مصر بنسبة 30%. لافتًا إلى أن الحشرة الآن وصلت إلى جميع الأراضى سواء الصحراوية الرملية أو الأراضى الزراعية بالقرى والنجوع، مرجحًا أن تكون الآفة أسرع انتشارًا مع ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالى تقضى على نصف المحصول، مطالبًا وزارة الزراعة بالتحرك العاجل لوضع مبيد لرش الآفة.
من جانبه قال أبو عوف رمضان أحد المزارعين بإسنا فى تصريحات لـ "اليوم السابع": إن "التوتا أبسليوتا" بدأت فى الظهور بسرعة شديدة مرة أخرى وبدأت فى الانقضاض على حقول الطماطم والمحاصيل الباذنجانية، ولم تقم الوزارة بطرح اسم مبيد حتى الآن يقاوم هذه الحشرة، ما اضطر المزارعين لشراء مبيدات مهربة، يقولون إنها مبيدات فعالة تحت اسم (توتا سليوتا) يقوم ببيعها أصحاب المحلات ببعض المحافظات. مؤكدًا أن المزارع سيتكبد خسائر كبيرة نتيجة مقاومة هذه الحشرة.
وفى السياق نفسه أوضح عادل الغندور، الخبير الزراعى، أن حشرة التوتا "أبسليوتا" والتى نشطت مؤخرًا وبدأت فى مهاجمة المحاصيل الباذنجانية وعلى رأسها الطماطم والبطاطس قادرة على تدمير فدان طماطم تمامًا، خلال يومين، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المصرى حال وجود الحشرة بمثل الكثافة التى تواجدت بها خلال العامين الماضيين، والتى كانت الأشرس، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التى تؤدى إلى ازدياد إحياء البويضات والآفة وانتشارها بشكل كبير.
وأضاف الغندور أن الآفة انتشرت بصورة كبيرة فى مختلف المحافظات، ما كان له أثر كبير فى إصابة محصول الطماطم بخسائر كبيرة منذ عامين وتسببت فى ارتفاع أسعار الطماطم إلى 15 جنيهًا للكيلو، بالإضافة إلى إصابة بعض المحاصيل الباذنجانية والبطاطس، ما يعد تهديدًا للمحاصيل الخضرية الاستراتيجية الضرورية.
من جانبه قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، فى تصريحات لــ "اليوم السابع": إن ظهور حشرة "التوتا أبسليوتا " فى هذه الأيام يعد خطرًا مع ارتفاع درجات الحرارة خاصة شهرى يوليو وأغسطس، وتأثيرها ملحوظ على بعض المحاصيل الرئيسية، وعلى رأسها المحاصيل الباذنجانية والبطاطس والفلفل الرومى والطماطم، بالإضافة إلى محاصيل الفاصوليا، والكوسة والخيار، وبالتالى ترتفع الأسعار، ما يؤدى إلى خسائر فادحة للاقتصاد المصرى.
لافتًا إلى أن وزارة الزراعة لم تعلن عن مبيد حتى الآن لتفادى الحشرة التى تدمر الاقتصاد المصرى، قائلاً: إن نظام الإرشاد الزراعى أصبح معدومًا، والمرشد الزراعى لم يقم بعملة الأساسى لمنع الإصابة، وتفادى خسائر اقتصادية تقدر بـ 90%. مشيرًا إلى أن أسواق المبيدات فى مصر تعانى من فوضى رهيبة إلى الحد الذى يمكن معه القول بأن 95% من المبيدات الموجودة بالسوق مغشوشة أو منتهية الصلاحية أو مهربة ومسرطنة تصيب الإنسان بمرض السرطان.
من جانبه كشف الدكتور عبد العزيز شتا، رئيس قطاع استصلاح الأراضى بوزارة الزراعة - خلال جولته التفقدية لأراضى شباب النوبارية - عن معاناة الشباب من عدم قدرتهم على توزيع محصول الطماطم، والذى وصلت إنتاجية الفدان فيه إلى 50 طنًّا.
وقال شتا أثناء جولته التفقدية للنوبارية أمس لمتابعة أعمال مزارع شباب الخريجين، ومتابعة كميات مياه الرى والصرف، والمشاكل الموجودة بها: إن الآلاف من الشباب غير قادرين على توزيع محاصيلهم من الطماطم، وإن البعض منهم يقوم بحرث الأرض الزراعية، بما عليها من نباتات مليئة بالمحصول، نتيجة عدم قدرتهم على توزيع محاصيلهم، نتيجة الانخفاض الشديد فى الأسعار.
وأضاف أنه على الرغم من تهديد مرض التوتا أبسليوتا لمحصول الطماطم هذا العام، فإنه لم يكن مؤثرًا على أراضى شباب الخريجين، نتيجة الإشراف الزراعى الكامل، والذى بلغ حجم انتاجية الفدان فيه ما بين 30 و50 طنًّا، مؤكدًا أن هذا الإنتاج كان كفيلاً بتحسين حال الفلاح، وسداد تكلفة إنتاج الفدان، والتى تتراوح ما بين 20 و30 ألف جنيه للفدان الواحد، إلا أنه رغم زيادة الإنتاج فإن الفلاحين لم يستطيعوا تحقيق أى أرباح، أو حتى الحصول على قيمة ما أنفقوه نتيجة رخص أسعار الطماطم حيث بلغ سعر قفص الطماطم، الذى يزن 20 كيلوجرامًا، إلى 7 جنيهات.
وتابع شتا: إن الشباب حاولوا أن يذهبوا بالإنتاج إلى مصانع "الصلصة"، لكن مع كثرة الإنتاج اضطر الشباب إلى الانتظار أكثر من يوم أمام الأبواب، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكلفة النقل، بالإضافة إلى زيادة الفاسد من المحصول، وهو الأمر الذى دفع الشباب إلى حرث الأرض بما عليها من نبات ومحصول.
مخاوف بـ "الزراعة" من انهيار المحاصيل الباذنجانية بسبب "التوتا أبسليوتا".. و"مكافحة الآفات" تتأهب بعمل لجان للمكافحة.. ومسئول الاستصلاح: "الخريجون" يتخلصون من الطماطم بحرثها لرخص أسعارها
الثلاثاء، 24 يوليو 2012 12:48 ص