مأساة إنسانية شهدتها قرية سدود مركز منوف محافظة المنوفية، عندما أقدم أهالى القرية على تطبيق "حد الحرابة" بأنفسهم، وانتهاج شرعية الغاب، بذبح مجموعة من البلطجية، سعوا فى الأرض فسادا، على حد قولهم، مؤكدين أنهم يستحقون الذبح جزاء ما عملوا من قتل وتجارة للمخدرات.
وحدث هذا أمام أعين قوات الشرطة التى اقتحمت وكر الجناة وقبضت عليهم فتخطفهم الأهالى من أيدى الشرطة، وذبحوهم أمام أعينهم، ومن هول الموقف، انهار عدد من ضباط وجنود الأمن المركزى فى البكاء ووضعوا التراب على رؤوسهم، طبقا لرواية أحد أفراد الأمن المشاركين فى الواقعة الذى رفض ذكر اسمه، مؤكدا أنه لم ير بشاعة فى حياته مثل هذا مع أنهم بلطجية ويستحقون القتل، إلا أنهم نفس بشرية.
تفاصيل الواقعة كما يرويها شهود العيان من الأهالى، بدأت المشاجرة قبل صلاة المغرب بدقائق يوم الأحد، بقيام أحد أولاد قاسم أو الصعايدة كما يطلق عليهم أهالى القرية يدعى حسين قاسم الشهير بـ "بيسو" بقتل أحمد الفرماوى 26 سنة، سائق "توك توك"، بطلق نارى فى الرقبة على أثر مشادة وسب حسين الصعيدى للقتيل فقام بالرد عليه فأطلق "بيسو" النار عليه، فاستقرت إحدى الطلقات فى رقبته وأودت بحياته فى الحال، مؤكدين أن السبب ليس أسطوانات الغاز كما ذكرت مديرية أمن المنوفية.
فقام الأهالى بالتجمهر أمام منزل الجناة بعد قتل أحمد الفرماوى يرودون الثأر من قاتله، إلا أن عائلة قاسم تجمعوا وحشدوا أسلحتهم فى منزلهم، واستطاع 8 أفراد من عائلة قاسم التصدى لأهالى القرية، وبدأت سلسلة من الاشتباكات بالمولوتوف والأسلحة الآلية بين الجانبين، ولم تستطع قوات شرطة ورجال مباحث منوف بقيادة الرائد نبيل سلام دخول القرية، وطلبوا استدعاء قوات الأمن المركزى، وبالفعل حضر عدد 2 تشكيل ومدرعة من الأمن المركزى، وعدد كبير من قيادات مديرية أمن لمنوفية على رأسهم اللواء أحمد أبو الفتوح مدير إدارة البحث الجنائى، وتعاملت القوات مع أولاد عائلة قاسم وألقت القبض عليهم، وما أن يخرج أحدهم مع قوات الأمن إلا ويختطفه الأهالى يقومون بذبحه أمام أعينه قوات الشرطة.
وأكد أحد شهود عيان، أن أفراد عائلة الصعيدى الذين لقوا مصرعهم أمس ذبحًا على أيدى الأهالى كانوا يقومون ببيع وتجارة المخدرات، وقتلوا أكثر من مرة، لافتا إلى قيامهم بقتل محام من القرية نفسها منذ ثلاث سنوات تقريبا، وأن ما لاقاه أفراد عائلة الصعيدى من جنس عملهم ويستحقونه، وروى أن أهالى القتيل الفروماوى أخذوا أم أولاد قاسم وذبحوها أمام والدة القتيل أحمد الفرماوى.
ونفى مصطفى الشرقاوى ابن شقيقة المتوفى، أحمد الفرماوى ما تردده بعض المواقع الاخبارية أن أحمد من المسجلين خطر وتصوير الواقعة على أنهم مجموعة من البلطجية ينتقمون من بعضهم، مشيرا إلى أن أحمد كان بارًّا بأهله، ولم يكن له أية علاقات بالجناة الذين قاموا بقتله بدون أى مبررات، مشيرًا إلى أنه كان يعمل سائق "توك توك"، وكان يحافظ على الصلوات بالمسجد.
وأشار أحد شهود العيان، إلى أن المشاجرة استمرت ما يقرب من 8 ساعات، حتى نجح الأهالى فى القبض على الجناة وقاموا بقتلهم ذبحًا، مشيرًا إلى أن جميع أهالى القرية قد طفح بهم الكيل نتيجة نشاط الجناة المتزايد فى بيع المخدرات لشباب القرية، حيث قاموا باستغلال الفرصة وقاموا بقتل معظمهم، وهدم بيوتهم وحرقها، إلا أن المتهم الأول "بيسو" استطاع الهرب.
فيما أكد مصدر أمنى، أن سلامة الصعيدى شقيق المقتولين قام بتسليم نفسه للشرطة بكمين طملاى، بعد أن استطاع الهرب من أهالى القرية، ومصاب بحرج قطعى فى الرقبة، قبل أن يتمكنوا من النيل منه، فيما لم تحدد المباحث مكان حسين الصعيدى المتهم الأول والأساسى والمتسبب فى المذبحة إلى الآن.
وكان اللواء شريف البكباشى، مدير أمن المنوفية، قد تلقى إخطارًا من المقدم نبيل سلام، رئيس مباحث مركز منوف، يفيد بنشوب مشاجرة بين عائلتى "الفرماوى" و"قاسم" بقرية سدود بمنوف بالأعيرة النارية والسلاح الأبيض، وتبين من التحريات قيام أحد المسجلين خطر ويدعى حسين الصعيدى الشهير بـ"بيسو" بقتل "أحمد الفرماوى" 26 سنة سائق "توك توك" بطلق نارى فى الرقبة، بسبب الخلاف على توزيع أسطوانات البوتاجاز، مما أشعل غضب الأهالى، خاصة وأن القاتل وعائلته قاموا بالعديد من الجرائم وقتلوا أحد الشباب منذ ثلاثة أعوام تقريبا، فاستغل الأهالى الفرصة وقاموا بمطاردتهم، إلا أن الجناة استعانوا بمسجلين خطر لمساعدتهم فى الخروج من القرية وقاموا بإطلاق الطلقات النارية والمولوتوف على الأهالى، واستمر الأهالى فى مطاردتهم من الساعة السابعة مساء حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالى، وقاموا بقتل خمسة أفراد منهم ذبحا وهم "محمد مرعى والشهير بالكمشوشى وحازم الصعيدى 26 سنة وعصام الصعيدى 28 سنة وولدتهم رضا أبو ريشة 62 سنة ورفيق السيد أبو رمضان 30 سنة"، تم نقل الجثث إلى مستشفى شبين الكوم الجامعى، وتم تحرير محضر بالواقعة برقم 11818 جنح القسم، وتولت النيابة التحقيقات.
ومن جانبه، نفى المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية الرواية الأمنية لسبب مذبحة سدود، التى أشارت فيها التحريات الأولية لمديرية أمن المنوفية، إلى أن سبب المشاجرة هو الخلاف على أسطوانات الغاز، مؤكدا أنه لا علاقة له بتوزيع أسطوانات الغاز، حيث تشهد المحافظة بأكملها توافرا فى الأسطوانات، ولم تسجل أجهزة قطاع التموين أى اختناقات أو شدة طلب فى أى قرية بالمنوفية، مشيرا إلى أن الخلافات بين الطرفين كانت قديمة وتزامنت مع أزمة أسطوانات الغاز التى مضت منذ شهور وتجددت اليوم.
وتعليقا على المذبحة، حذر محافظ المنوفية المواطنين من انتهاج شريعة الغاب، والاعتماد على القوة لحل الأزمات والمشاكل، مؤكدا أنه يجب احترام القانون، ومشددا على أنه سيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الخروج على الشرعية، مشيرا إلى أن القانون سيتم تطبيقه على الجميع بدون هوادة، وأنه سيتم تكثيف البحث حتى يتم القبض على كل الجناة وتقديمهم للعدالة.
تفاصيل مذبحة سدود بالمنوفية: أهالى القرية خطفوا البلطجية من أيدى الشرطة وذبحوهم تطبيقاً لحد "الحرابة".. المباحث: سبب المشاجرة أسطوانات الغاز.. والمحافظ ينفى الرواية الأمنية عن المذبحة
الثلاثاء، 24 يوليو 2012 03:24 م