دافعت المذيعة إيمان مبارك مقدمة برنامج "الحكم بعد المزاولة" عن البرنامج، وعن فكرته، بعد الهجوم الشديد الذى شنه الإعلام الإسرائيلى على البرنامج، وعلى شاشة قناة النهار، حيث قالت مبارك لـ "اليوم السابع" إن البرنامج لا يعبر عن فكر صانعيه، ولا يوجه ضيوفه نحو معاداة السامية، وإنما يرصد ردود أفعال الضيوف تجاه التطبيع، مشيرة إلى أن هناك ضيوفاً لم يكن لديهم أى تحفظ على الظهور فى قنوات إسرائيلية، وإنما كان تحفظهم على طريقة مشاركتهم فى البرنامج، وإيهامهم بشىء غير حقيقى، كما أن هناك ضيوفا آخرين ضد مبدأ التطبيع من الأساس، مشيرة إلى أن الأمر فى النهاية ردود فعل مختلفة لكل ضيف، حسب ثقافته وفكره ومخزونه الثقافى تجاه فكرة التطبيع.
وأضافت "مبارك": "البرنامج لا يتدخل فى الديانات، ولا يسىء لأى منها، ولكنه يطرح أسئلة مثل "إذا أراد منتج إسرائيلى إنتاج عمل فنى لك فهل توافق؟"، ويبقى فى النهاية الحكم للجمهور.
وأوضحت مبارك أن البرنامج تم تقديم جزأين منه على شاشة "شو تايم"، ولكن عرضه على شاشة النهار هو ما أعطاه فرصة كبيرة للمشاهدة، وبالتالى اهتمام الإعلام الإسرائيلى به.
كان برنامج "الحكم بعد المزاولة"، والذى يعرض بشكل حصرى على شاشة قناة النهار، أثار غضب إسرائيل، وهو ما أدى إلى ازدياد حدة الإعلام الإسرائيلى فى حديثه عن البرنامج، وعن قناة النهار التى هاجمتها صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، حيث قالت إن الجمهور صفق لبرنامج حمل عبارات عنيفة معادية للسامية، على حد تعبيرها، وذلك تعليقا على الحلقة التى تم تصويرها مع الفنان أيمن قنديل المعروف باسم "تهامى" فى الحملة الإعلامية الشهيرة لقناة ميلودى، والتى قام فيها "تهامى" بضرب الشاب الذى ادعى أنه منتج البرنامج، فى حين صفع المذيعة، وانهال عليهما بسيل من السباب والشتائم، ولم يهدأ قبل أن يتفحص بطاقات الهوية الخاصة بفريق البرنامج.
وتحدثت الصحيفة أيضاً عن الحلقة التى استضافت الفنانة ميار الببلاوى، وقالت إنها لم تتحول إلى العنف لكنها أطلقت عبارات معادية إلى السامية، قبل أن يقال لها إن البرنامج يذاع على قناة إسرائيلية، وكانت قد وصفت الإسرائيليين بأنهم كاذبون وقتلة الأنبياء، قبل أن تثور عليهم عندما علمت أن البرنامج إسرائيلى.
برنامج "الحكم بعد المزاولة"، فكرة دكتور هيثم الفيل، وإعداد وأداء تمثيلى لعمرو صلاح وأحمد محسن وعمرو علاء، ومن إخراج حسام عفت، يصنف البرنامج على أنه "كاميرا خفية"، حيث يُدعى الضيف لمقابلة تلفزيونية مع إحدى قنوات التلفزيون الفرنسى لمناقشة الثورة المصرية، وعند حضوره للاستديو يلاحظ أن ديكور البرنامج يغلب عليه اللون الأزرق على خلفية بيضاء ممثلا للونين من علم فرنسا، ثم تبدأ المذيعة فى التطرق لأسئلة عن معاهدة السلام مع إسرائيل، وعن تصدير الغاز، ورأيه فى التطبيع، ومن ثم يبدأ الإعداد بالتكلم مع المذيعة بلغة غريبة إلى أن يشعر الضيف أن القناة التى تجرى الحوار ليست قناة فرنسية، ويعلم أن القناة ما هى إلا قناة إسرائيلية، وأن ألوان الديكور هى ألوان علم إسرائيل، ويبدأ رد فعل الضيف مع المذيعة التى يظن أنها الإسرائيلية، وتسجل كاميرا البرنامج ردود فعل الضيف إلى أن يعترفوا له بالمقلب الذى وقع فيه.
ردود أفعال الإعلام الإسرائيلى على البرنامج، وهجومها على شاشة قناة النهار، تعيد الأذهان إلى ما حدث من قبل مع برنامج "ربع مشكل"، والذى تسببت إذاعته فى استياء عام فى إسرائيل بسبب بعض الاسكتشات الكوميدية التى تتناول شخصيات إسرائيلية، مثل الجد سمعان والحفيد ليشع بطريقة كوميدية ساخرة.
حيث أذاعت وقتها القناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلى "حدشوت تو" تقريراً اتهم فريق عمل مسلسل "ربع مشكل" بمعاداة السامية، وأن العرب يرون الإسرائيليين بخلاء وأغبياء.
موضوعات متعلقة:
صحف إسرائيلية تفتح النار على قناة النهار بسبب "الحكم بعد المزاولة"
برنامج "الحكم بعد المزاولة" يثير غضب الإعلام الإسرائيلى ويعيد اتهامهم لمصر بمعاداة السامية بعد أزمة برنامج "ربع مشكل" الأخيرة.. وصناع العمل يردون: البرنامج لا يوجه ضيوفه لمعاداة السامية
الثلاثاء، 24 يوليو 2012 04:09 م