الفسطينى بهاء.. بطل المستحيل استعد للأولمبياد على شواطئ غزة

رغم المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى بقطاع غزة والظروف القاسية التى يواجهها جراء الغارات الإسرائيلية، إلا أن بهاء بسام الفرا لاعب ألعاب القوى تحدى هذه الظروف وأصر على ضرورة مواصلة مشواره الرياضى ونجح فى التأهل إلى أولمبياد لندن التى ستنطلق بعد أيام قليلة بالعاصمة البريطانية "لندن".
بهاء الفرا ولد فى مدينة غزة عام 1991 وهو الابن الخامس لأسرة مكونة من 9 أفراد وكان والده حينها معتقلا فى إحدى السجن الإسرائيلية، ومنذ بداية دراسته كان يطمح فى ممارسة إحدى الألعاب الرياضية ونمت موهبته فى المرحلة الإعدادية بفضل مدربه إبراهيم أبو حصيرة الذى كان يشرف على النشاط الرياضى بمدرسته آنذاك فسعى إلى ضمه إلى الاتحاد الفلسطينى لألعاب القوى.
وشارك الفرا عقب تسجيله فى الاتحاد فى العديد من المنافسات المحلية والدولية حيث فاز ببطولة القطاع فى مسافة 400 متر و200 متر و800 متر لثلاث سنوات متتالية، ثم استهل مسيرته العالمية بمشاركته فى بطولة العالم بكوريا الجنوبية "دياجو" فى أغسطس من العام الماضى وحقق خلالها رقما مميزا فى سباق 400 متر وهو 49.4، وأكمل منافساته العربية بعدما شارك فى بطولة الإمارات وحقق فيها أفضل زمن له فى سباق الـ200 متر وهو 22.60 ثانية، علما بأن مشاركته فى هذه المسافة كانت الأولى من نوعها.
وقال الفرا فى تصريحات إعلامية، إنه كان يأمل فى استكمال مشواره الرياضى أثناء مرحلة الدراسة إلا أن الظروف التى تعانى منها بلاده وعائلته حالت دون تحقيق ذلك، وواصل تدريباته منفردا فى إستاد اليرموك الرياضى أو على شواطئ غزة أو فى شوارعها حتى يحقق حلمه، مشيرا إلى أن الملابس الرياضية التى سيرتديها تبرعت بها قطر له.
وعن مشاركته فى الأولمبياد قال بطل المستحيل إن الأمر ليس سهلا ويحتاج لمجهود جبار وطويلا للوصول إليه، مشددا على أنه قادر على تمثيل بلاده بشكل شرفى رغم الصعوبات والتحديات.
الجدير بالذكر، أن الوفود الفلسطينية بدأت مشاركتها فى الأولمبياد منذ عام 1996 بأعداد ضئيلة جدا، حيث شاركت فى أولمبياد أتلانتا 1996 بلاعب واحد، أما سيدنى 2000 فارتفع المشاركون الفلسطينيون إلى لاعب آخر، وفى أثينا تزايد العدد حتى وصل ثلاث رياضيين لتصل إلى أربعة لاعبين فى أولمبياد بكين 2008 ولكن دون تحقيق نتائج بارزة، وفى أولمبياد لندن تشارك فلسطين بأربعة لاعبين منهما اثنان فى ألعاب القوى هم بهاء الفرا (400 متر) وورود صالحة (800 متر) وآخران فى السباحة هم أحمد جبريل وسابين حزبون.