على درويش

أمة محظوظة بالصيام

الثلاثاء، 24 يوليو 2012 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصوم هو فعل سام عظيم، يغير من كيمياء الجسد، وذرات الروح.. يشع الإنسان العابد أثناءه نورا وتترجم هذه النورانية إلى أفعال على نفس المستوى من الرقى والسمو. الصائم يحرّم على نفسه كل فعل لا يرضى الله عز وجل. ففى الصيام لا يرى العبد سوى الله سبحانه وتعالى، إنه هو الإله الأعظم الذى ليس كمثله شىء الجدير بالحب والطاعة وكما استوى الله على العرش يستوى على القلب، فيسجد القلب ويخضع ويركع الجسد، ويسجد وتسبح الروح فى ملكوت الله الخالق العظيم، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى «إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به». الصيام يحكم عليه بمقياس الربوبية الذاتية، أى أن المكافأة عليه تكون بحجم السخاء والجود الإلهى، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصيام الخالص ثوابه الجنة.
فالمسلم الحق فى حالة صيام دائم لا ينقطع، وهو متيقن أن الله يراه ومطلع على ظاهره وعلى باطنه. فالباطن كالظاهر عند الله إنه الملك الذى لا يخفى عليه شىء وهو بكل شىء عليم. إن شهر رمضان هو الشهر الذى أنزل الله سبحانه وتقدست أسماؤه فيه القرآن على قلب عبده وحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. إنه شهر مصطفى حمل إلى البشرية الرسالة الخاتمة التى أبلغها خير البشر إلى خير أمة ومن ثم إلى البشريه جمعاء. إنه شهر أوله مغفرة، وأوسطه رحمة، وآخره عتق من النار. إننا أمة محظوظة أنعم العلى القديرعليها بكل ما هو جميل من النعم والعطاء الإلهى.

يحكى أن السيدة نفيسة احتضرت وهى صائمة، فألزموها الفطر، فقالت: وعجباً، لى منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن ألقاه وأنا صائمة فأفطر الآن، هذا لا يمكن. ثم أنشدت تقول:
اصرفوا عنى طبيبى ودعونى وحبيبى
زاد بى شـوقى إليه وغرامى ونحيبى
إنها عليها السلام من العباد المخلصين الذين عاشوا حياتهم وهم فى حالة صيام دائم، وحبا مخلصا لرب العالمين، وعندما اقترب الأجل من النهاية أرادت أن تقابل ربها وهى فى أحلى حلة أى وهى صائمة. وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يصوم يوماً فى سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً.» عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أى ربِّ منعته الطعام والشهوة فشفعنى فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعنى فيه، قال فيشفعان. الصائم هو كتلة من الخير والعطاء، ينقذ نفسه وينفع أهله والمسلمين ورحمة قلبه تشمل الجميع.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر شبل

بركاتك ياعم على

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة