مشوار طويل قطعه فى صبر حاملاً أحلاماً عريضة، وخيالاً واسعاً، وشفرات خاصة لا يفهمها غيره، تسبح فى عقله شخصيات خيالية وعلاقات متداخلة تعكس كلاً منها صورة صادفته فى إحدى الأحياء الشعبية، أو مشهد علق بذاكرته ذات يوم، "أسامة أنور عكاشة" وحده من استطاع أن يرسم بقلمه حياة الشارع المصرى بحرفية وإتقان، جمعت الأغلبية حول شاشة التليفزيون فى الموعد المحدد لمسلسلاته التى اتخذت من شهر رمضان مساحة واسعة لشغل أذهان الجماهير الذين تابعوا بشغف العلاقات المتداخلة لأولاد العم فى مسلسل "الشهد والدموع"، والصراع بين سليم باشا البدرى والعمدة سليمان غانم بلهجته البلدى الطريفة فى مسلسل "ليالى الحلمية"، الذى تابع أجزاءه الخمسة جمهور عريض من الشعب المصرى.
عملاق الدراما المصرية، ونجيب محفوظ التليفزيون، وغيرها من الألقاب، هى ما استمر الكاتب العبقرى "أسامة أنور عكاشة" فى اكتسابها عاماً بعد الآخر من سنوات حياته التى ملأ بها التليفزيون بالأعمال الفنية المبدعة التى انطلق معظمها فى الشهر الكريم، مثل "ليالى الحلمية، الشهد والدموع، زيزينيا، أرابيسك، امرأة من زمن الحب، أميرة فى عابدين، المصراوية"، حتى أصبحت أعماله جزءًا لا يتجزأ من طقوس الشهر للأسرة المصرية التى تتجمع حول "المسلسل"، مثلما تتجمع حول مائدة الإفطار، لمس بقلمه قلوب الكثير من الأسر البسيطة بحكايته العميقة، واستطاع أن يرصد تغير المجتمع المصرى بتجارب حية على مر السنوات التى أعطى خلالها الدراما التليفزيونية فى رمضان كبحر متدفق من الإبداع، بمشاعر مصرية أصيلة وخيال لا ينفصل عن الواقع.
لم تكتف أعماله بالحديث عن الشارع المصرى والحكايات المصرية، بل حرص أسامة أنور عكاشة خلال رحلته الإبداعية على سرد أحوال الوطن، وتأريخ فترات بعينها، مثلما ظهر فى مسلسل "المصراوية" الذى عرض فى رمضان 2010، واختتم به نجم الدراما أعماله التليفزيونية، رافضاً الاستسلام طوال مشواره الفنى، الذى نقل من خلاله الشجاعة والأمل للمشاهد فى جميع أعماله حتى السينمائية منها، ليبقى "أسامة أنور عكاشة" ملكاً متوجاً على عرش "مسلسلات رمضان" التى أكسبها طابعه الخاص مع كل من "إسماعيل عبد الحافظ، ومحمد فاضل" اثنين من عمالقة الإخراج التليفزيونى الذين شاركهم "عكاشة" رحلته التى غيرت شكل التليفزيون المصرى، وخلقت عطر ليالى رمضان.
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى السينمائى
الله يرحمه