أجمع عدد من المثقفين على أن ما تبقى من ثورة يوليو هو حلم العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية، مشيرين إلى أنه يتوجب على كل الأجيال المتعاقبة الحفاظ على ذلك الإرث العظيم، الذى يؤرقه هيمنة تيار بعينه على مقاليد الحكم فى البلاد.
الكاتب جمال الغيطانى قال:" ما تبقى من ثوة يوليو بعد مرور 60 عاما عليها فى أذهان المصرين هو حلم العدالة الاجتماعية والإحساس بالكرامة ورؤية المستقبل نحو غد جديد، وهذا ما يمثل جوهر الحنين لهذه الثورة، خاصة وأننا كنا نتصور أن هذه الأحلام ستتحقق بعد ثورة 25 يناير التى تتفق مبادئها مع مبادئ ثورة يوليو، وهو ما يجعل هناك حلم للربط بين أهداف الثورتين".
واعتبر الغيطانى أن "ما حدث من وصول التيار الدينى إلى السلطة وسيطرة جماعة الإخوان على مقاليد الحكم فى البلاد لن يحافظ على الحلم المتبقى من ثورة يناير".
من جانبه، قال الناقد د. حسام عقل إنه "لا شك أن يوليو لا تمثل فى ضمير المثقفين ميراثا تاريخيا فحسب، وإنما تعتبر بقيمها الوطنية ميراثا مستمرا يتعين أن تحفظه الأجيال المتعاقبة، ومن أشهر مواريث ثورة يوليو العدالة الاجتماعية التى نجحت ثورة يوليو فى تأكيدها على هذا المبدأ، حيث حرصت الثورة بوضوح على صون الحقوق الاجتماعية واتخاذ التشريعات والتدابير القانونية التى سعت لحماية المواطنين والإشادة بدور الفلاح بصناعة النهضة، بعد أن أصبح سيد يقرر وليس عبدا ينقاد، وهو ما تبدى فى منظومة القوانين التى قلمت أصابع الإقطاع ورأس المال الطوفيلى".
بينما قال الكاتب سعد هجرس إنه "ينبغى ألا ننظر إلى الثورات بشكل تراكمى كما يجب أن نكف عن فكرة الثورة الجديدة تأكل الثورة التى قبلها"، مشيرا إلى أن كل هذه الثورات إنما هى حلقات فى سلسلة واحدة ولا ينبغى أن نستمر فى الآفة القديمة التى تروج إلى أن الثورة الجديدة تأكل الثورة القديمة".
وأضاف هجرس أنه يتبقى من ثورة يوليو الكثير، بدليل ما قدمته الثورة لجيلها من التعليم والصحة، والذى كان مقصورا على أولاد البشاوات والبكوات، كما أن هذه الثورة نقلت المجتمع المصرى إلى الحداثة، حيث إن مصر كانت غارقة فى التخلف والمرض، فأصبحت لاعبا رئيسيا على المسرح العالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة