أكد بعض المؤرخين أن أهداف ثورة يوليو، انتهت بوفاة الزعيم جمال عبد الناصر، ومن بعدها بدأت عصور الفساد والاستبداد إلى أن جاءت ثورة يناير حتى تحييها من جديد، مشيرين إلى أن هذا يؤكد أن ثورة يناير مكملة لثورة يوليو، لافتين إلى تشابه الشعارات، التى نادت بالعدالة الاجتماعية فى كلتا الثورتين، والتى عمل عبد الناصر على تحقيقها، معبرين عن أسفهم للفهم الخاطئ لثورة يوليو وربطها بالحكم العسكرى فقط.
وأكدوا أن القوى العسكرية فى ذلك الوقت كانت هى القوى الوحيدة المنظمة والقادرة على القيام بثورة لتحرير البلاد من السيطرة الاستعمارية، وفى نفس الوقت انحازت للطبقات الفقيرة.
قال الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث، إن ثورة يناير لم تكن انقلابا على ثورة يوليو، كما يظن البعض، مؤكداً أنه من الخطأ أن نضع عبد الناصر فى نفس كفة مبارك والسادات.
وأضاف الدسوقى أن الظن بأن ثورة يوليو هى التى رسخت للحكم العسكرى أيضًا فكرة خاطئة وظلمت عبد الناصر، مؤكدا أن ثورة يوليو كان من مبادئها التى كان يعمل عبد الناصر على تحقيقها هى العدالة الاجتماعية، وانتهت بوفاة عبد الناصر، مشيرًا إلى أن ثورة يناير فى الأساس ضد حكم 30 عامًا من الاستبداد، وليس ضد الحكم العسكرى فى حد ذاته ولكن، وبعد بداية تضرر الإخوان من المجلس العسكرى بدأوا فى تشويه صور كل الرؤساء ومن بينهم عبد الناصر، معتبرا ذلك خطأ لا علاقة لعبد الناصر به.
وأيده الرأى الدكتور زكى البحيرى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة المنصورة، قائلا من الخطأ أن نظن أن ثورة يناير انقلاب على ثورة يوليو، مؤكدا أن يوليو 52 قام بها الجيش المصرى لأنه كان القوى الواعية فى ذلك الوقت والقادرة على المواجهة، وعبرت فى نفس الوقت قوات الجيش عن معاناة الطبقة الكادحة والمحرومة، مشيرا إلى أن عبد الناصر منح كل الطبقات المحرومة أراضى زراعية بعد أن كان يمتلكها نص فى المائة من الشعب المصرى.
وأضاف البحيرى أن ثورة يوليو كان لابد أن يقوم بها الجيش لأن فى ذلك الوقت، كانت مصر فى حاجة إلى أن تتحرر من السيطرة الاستعمارية، مؤكدا أن يوليو لها مميزات وإنجازات كثيرة حققتها ظل الشعب المصرى ينعم بها حتى عام 1970، حيث غيرت بنية المجتمع المصرى تمامًا وانتصرت للفقراء وساهمت فى تحرر العراق وسوريا، وعام 70 بدأ السادات فى الاستعانة بالخبراء السوفيت، وبدأ يمد يده للغرب وسيطرت رأس المال وبدأت دخول المدارس الأجنبية التى لا يدخلها إلا أبناء الطبقات الارستقراطية، ومن هنا بدأت يوليو تفقد معناها وأهدافها.
وأكد البحيرى أنه لا يوجد تناقض بين الثورتين يوليو ويناير بل مكملتين لبعضهما البعض تمامًا، ولكن ارتفاع نسبة الأمية فضلا عن الأمية الثقافية لطلبة الجامعات والإعلام المصرى المضلل كل هذه الظروف وضعت الكل فى سلة واحدة وهذا خطأ فادح، والحقيقة أن أهداف يوليو انتهت بوفاة عبد الناصر.