كان ياما كان فى سالف العصر والأوان قبل الزمان بزمان، وقبل أن يكون هناك أوطان، وقبل أن يكون للعقل دور فى جسم الإنسان.
كان يعيش مجموعة من البشر على جزيرة نائية بعيدة عن العيان، لا تعلوها أقمار صناعية، ولا تنتشر بينها أية وسيلة مواصلات أو اتصالات.. يسكنون مساحة من الأرض الفضاء تمطرهم السماء بالمطر منه يشربون، وتظللهم سحب تمر بين الحين والآخر، وبعض الأشجار بها يحتمون ويستظلون، كل واحد ينظر تحت قدميه فيضيق به فيمد يديه يوسع بها تخومه على حساب جيرانه، ولو كانوا من أهله وأحبابه.. أنا وبعدى الطوفان.
كان ياما كان فى سالف العصر والأوان.. خلا مكان الحاكم وعلم السكان أنه يوجد عالم عابد يعيش فى مغارة بعيدة، وأراد البعض تنصيبه حاكما للبلاد. سمع رئيس عصابة بالحكاية فسبقهم للعالم العابد، وقتله وأخذ مكانه ولبس ملابسه، حضر الشعب وأخذوا ساكن المغارة عنوة وجعلوه ملكا على البلاد.
نادى المنادى بين الناس راكبا حماره الحصاوى، متنقلا بين الشوارع والحوارى، مثيرا لغبار لا يظهر للحمار صوره، ولا لراكبه، الحاضر يقول للغايب والقريب يخبر البعيد والصاحى يبلغ النايم، كله يطاطى كله يسكت كله يمشى ورايا كله يمشى جنب الحيط، واللى مش هيسمع الكلام، واللى حيسمع صوت نفسه أو صوت تانى ستناله رفسة الحمار أو يلقى أرضا ويصيبه الحافر.
هبت عاصفة هوجاء، وواكبها سيول من الأمطار، وارتفعت الأمواج وغطت الجزيرة وقاطنيها، واندثرت الحياة من على أرض هذه الجزيرة إلا من بعض الآثار تظهر بين حين وحين فى بعض الأماكن.
غابات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
و اقرأ أيضاً هذه القصة.
عدد الردود 0
بواسطة:
maher s. sonbol
قصة ملهمة