شهد محيط قصر الاتحادية "العروبة" اليوم الأحد، هدوءا تاما، وتوافد عدد من أصحاب المطالب الفردية لتقديم مطالبهم لديوان المظالم بالقصر، وسط غضب عارم واستياء من قبل المتظاهرين من عدم جدية النظر فى شكواهم، نظرا لعدم حصولهم على أى أرقام لشكواهم، واكتفاء قوات الأمن المشرفة على تأمين القصر بالحصول على أوراق شكواهم من البوابة 3 للقصر، وتسليمها للقائمين على مكتب الشكاوى، ومنحهم فقط رقم الخط الساخن "16980" للاتصال به، والذى لا يجيب عليه أحد، أو يبقى مشغولا دائما، على حد قولهم.
وعلى باب القصر الرئاسى تنوعت مطالب المتظاهرين البسيطة ما بين صرف معاش متأخر أو مطالبة أحد المتظاهرين بالعودة للعمل مرة أخرى، بالإضافة إلى معاناة غالبيتهم من البيروقراطية التى يواجهوها فى المصالح الحكومية.
واشتكى المواطن عبد الرازق بدر ذكى والبالغ من العمر 26 عاما، من سوء مستوى الرعاية الصحية فى مصر، وروى لـ"اليوم السابع" معاناته فى المستشفيات الحكومية عقب إصابته بمغص معوى، ورفض أمن مستشفى سيد جلال بمنطقة باب الشعرية دخوله بحجة عدم توفر أطباء، على الرغم من ألمه الشديد، فاضطر إلى الذهاب إلى مستشفى أحمد ماهر، وهناك فوجئ بتواجد أطباء امتياز فقط ليس لديهم أى خبرات، اكتفوا بإعطائه حقنة مسكنة، مضيفا ذهبت لقسم شرطة باب الشعرية، وحررت محضر رقم 1233 أحوال ضد الدكتور فؤاد النووى وزير الصحة، ليتهمه فيه بالإهمال فى أداء وظيفته، بما يعرض سلامة وصحة المواطنين للخطر، مطالبا الدكتور مرسى بوضع ملف الصحة على رأس أولوياته خلال برنامج المائة يوم.
كما تقدم عبد الغنى محمد برهام والبالغ من العمر 53 عاما، بأوراق محاضر وشكاوى للنائب العام إلى مكتب الشكاوى القصر يطالب بحمايته، وتدخل الرئيس لعودة أسرته المخطوفة على يد عصابة آثار بمحافظة المنصورة، على حد زعمه، وروى عبد الغنى برهام لـ"اليوم السابع" تفاصيل معاناته التى أجبرته على المبيت على رصيف القصر منذ أمس، والعيش مطارد ومنعه من العودة لبلده مركز تمى التابعة لمحافطة المنصورة، قائلا: "رفضت عرض إحدى عصابات الآثار وسرقة السيارات والتى يعمل بها أشقائى للعمل معهم فى تهريب الآثار، فقاموا باختطاف أسرتى، مضيفا تعرضت لثلاث محاولات قتل بسبب إصرارى على معرفة مكان أسرتى، وإرشادى للشرطة على أماكن تهريب الآثار التى تقوم بها العصابة، وتابع: "تقدمت بعدة بلاغات لنيابة السنبلاوين والنائب العام لحمايتى وعودة أسرتى، دون أى جدوى"، مطالبا الرئيس مرسى بالتدخل لحمايته وعودة أطفاله مرة أخرى إلى أحضانه.
ويبدو أن تأخر الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فى إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، قد فتح شهية عدد من المواطنين لتقديم أوراقهم إلى مساعدى الرئيس لنيل أحد المناصب الوزارية، حيث تقدم الدكتور ذكى البحيرى أستاذ بكلية التربية جامعة المنصورة، بأوراق تضم خبراته فى مجال التربية والتعليم، وملف كامل يحتوى على مشروعه الخاص للنهوض بالعملية التعليمية فى مصر بما يواكب المرحلة القادمة، لأحد مساعدى الرئيس بمكتب شكاوى القصر، مؤكدا أنه لا يسعى إلى أى مناصب وزارية، وإنما يريد فقط تولى ملف التعليم فى مصر، للنهوض به نظرا لما يمتلكه من خبرات ورؤى تراكمت لديه نتيجة اطلاعه على نماذج مختلفة للتعليم فى عدد من الدول، بالإضافة إلى حرصه الشديد على الاضطلاع على آراء مختلف أساتذة التعليم وطلاب المدارس حول مشاكل التعليم فى مصر، وكيفية النهوض بها.
وفى سياق متصل واصل العشرات من عمال شركة مصر لصناعة الأسمدة "موبكو" اعتصامهم لليوم التاسع على التوالى بحديقة مسجد عمر بن عبد العزيز المواجه لبوابة 4 لقصر الاتحادية، للمطالبة بتنفيذ حكم محكمة القضاء الإدارى بالمنصورة بعودة العمل بالمصنع مرة أخرى.
وأعاد المعتصمون نصب 3 خيام بحديقة المسجد، كانوا قد أزالوها استجابة لطلب عدد من القيادات الأمنية، الأسبوع الماضى بحجة تشويه الصورة أمام القصر الرئاسى.
كما علق معتصمو المنصة لافتات بحديقة المسجد مكتوبا عليها: "مصر = الجيش + الشرطة + الشعب 23 يوليو ثورة تحرير مصر من الإخوان"، و"يا رسول الله مدد الإخوان باعوا البلد"، و"جيش مصر عظيم استلمتم مصر مدنية فأعيدوها لنا مدنية.. يسقط يسقط حكم المرشد"، و"مصر دولة مؤسسات تحترم مبدأ سيادة القانون والدستور"، و"عودة هيبة الدولة.. لا نريد مليشيات تحل محل مؤسسات الدولة"، و"يا مرسى افصل افصل عن الإخوان.. دى جماعة ملهاش أمان"، دون أن يتواجد أحد منهم بمقر الاعتصام.
هدوء تام أمام "الاتحادية".. غضب من أصحاب المطالب الفردية لعدم حصولهم على أرقام لشكواهم.. وأستاذ جامعة يعرض على مرسى تولى ملف التعليم.. وعمال "موبكو" يواصلون اعتصامهم لليوم التاسع
الأحد، 22 يوليو 2012 03:03 م
جانب من التظاهرات أمام قصر الاتحادية _ صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة