قال عدد من المثقفين إن ثورة 23 يوليو المجيدة أفرزت الكثير من الأدباء الذين آمنوا بفكر الثورة الذى كان دافعا لهم فى إنتاجهم الأدبى الذى ساند الثورة، بالإضافة لوجود إرهاصات أدبية قبل الثورة، أكدت على أن هناك ثورة قادمة لا محاله كما كان قبل ثورة 25 يناير.
الناقد د. صلاح فضل قال إن ثورة يوليو ظلت تلهم الكثير من الأدباء والشعراء والمبدعين فى الرواية والسينما والفنون المختلفة، حتى استنفدت طاقتها فى تحقيق العدل الاجتماعى فى عيون المثقفين، والتى اصطدمت بشراسة بمشروع السادات بالصلح المنفرد مع إسرائيل.
وأضاف "فضل": "عندما جمد مبارك وضع مصر خلال 30 عاما وضع فى قلوب المثقفين كثيرا من اليأس والإحباط، وانقلب إحساسهم بثورة يوليو إلى نقمة على المؤسسة العسكرية التى دعمتها وأبلتنا برئيسين خيبا آمال مصر، هما السادات ومبارك"، مضيفا أنه منذ ذلك الحين ضاعت أحلام الثورة حتى جاءت ثورة 25 يناير فجددت أحلام الشعب مرة أخرى، ويأمل المثقفون بألا تلعب التيارات الدينية نفس الدور فى إحباط طموحاتهم، وإفشال مشروعهم والتحول الديمقراطى الصحيح.
من جانبه قال الناقد محمود قرنى إن ثورة يوليو بقيادة الزعيم عبد الناصر استطاعت إنعاش المفكرين الكبار أمثال زكى الأرسوزى ومشيل عفلق، وهو ما كان له تأثير كبير على الفن والثقافة، وعرفنا مشروعا مؤثرا فى الشعر الواقعى الحر، الذى انحاز إلى المفهوم الاجتماعى للأدب، ولدوره فى النهضة وفى الرواية الواقعية والنقد الأدبى والفكر السياسى والاجتماعى، وكلها اتجاهات عملت على تعزيز استعادة صوت الفرد الذى سحقه الإقطاع الذى عزز مصالحها الاستعمار.
بينما قال الناقد د.حسام عقل إنه لاشك أن ثورة يوليو تمثل منعطفا جذريا فى تاريخ مصر الحديث، حيث كانت هذه الثورة واحدة من أكثر ثورات العصر الحديث التصاقا بفكرة العدالة الاجتماعية، حيث واكبتها حزمة من الإجراءات من حقوق الطبقة الاجتماعية المهمشة من الاستبداد الملكى لهم.
وأشار عقل إلى أن الأدب ازدهر بعد ثورة يوليو وقبلها، قائلا إنه فى ميدان الحركة القصصية كانت "رواية الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوى التى أرهصت للثورة ومهدت لها، وهى الرواية التى اعتبرت أن الفلاح سيقود الثورة القادمة، ويقيم جنة موعودة على الأرض يرتفع معها، وقد أشاد كثير من النقاد من الداخل والخارج برواية الأرض، وخصوصا المستشرق الفرنسى آندرى ميكيل الذى اعتبرها واحدة من أهم الروايات العالمية، وفى الإطار نفسه ظهرت أعمال قصصية مميزة مثل "رد قلبى" ليوسف السباعى التى حركت عدسات الراوى نحو بعض قيادات الجيش التى قصدت الثورة ودافعت عن مشروعها الوطنى، وثمة أعمال قصصية أكدت أن الريف المصرى هى السند لثورة يوليو، وأن صدور الفلاحين هى التى ستحمى منجزات الثورة.
ويقول عقل إن شعر التفعيلة قد احتفى بثورة يوليو فى مطلع ستينيات القرن الماضى، فكتب قبانى قصائد تشيد بالثورة، كما غرد عبد الوهاب البياتى فى ديوانه لثورة يوليو ولقائدها الكاريزمى ناصر، وكذلك ازدهر المسرح الذى أنجز فيه "وهبة" عددا من المسرحيات التى أرخت للثورة واحتفت بإنجازها الاجتماعى، كما ظهر نقاد أخلصوا للتجربة يتصدرهم د.محمد مندور، ولا نخفى أن هناك بعض الأدباء تخوفوا فى ستينيات القرن الماضى من غيبة الحريات السياسية، حيث نبهوا قيادات الثورة لاحترام الحريات المدنية يتصدرهم الكاتب الراحل نجيب محفوظ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة