حينما تدق ساعة الغضب هناك عدة أمور يمكنك أن تفعلها منها: أن تغير جلستك، توضأ، تحرك وافعل أى شىء، امشى، تحدث لشخص عن غضبك، وتذكر أنه لا بأس من الغضب فنحن بشر، ولكن حاول أن تقلل من مصادر غضبك، وأن تجد العذر للآخرين فى سلوكهم الخاطئ، واصبر على من يغضب، وتهيأ لتقبل نصائح الآخرين، ولا تفكر بمن أساء إليك.
هذه النصائح التى قدمها الكاتب الدكتور عبد الله العثمان فى كتابه "افهم غضبك وتغلب عليه"، داعيا إلى النظر إلى الغضب على أنه أمر عادى، أو أن تصرف غضبك لبناء وحرث وزرع، فتحول هذه الطاقة لصالحك، قائلا، فى كتابه: "إذا غضبت يوماً على نفسك لفشلها فى شىء معين، فانظر إلى النواحى الإيجابية فيها وتذكر ما حققته قبل ذلك، ووجهها للخير وطريق الصواب، ولا تتوقع منها الكمال، واجه الأخطاء وتعلم منها، لا تغضب وتذكر دائماً الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند بداية شعورك بالغضب".
ونصح العثمان فى كتابه الفرد إذا غضب ممن حوله وشعر بعدم اهتمامهم به، فالتمس لهم العذر وسامحهم، وكن مرنا وضع لنفسك عدة خيارات إيجابية تحسن من شعورك، مشيرا إلى أن أولى خطوات تخلصك من غضبك هى أن تعى مشكلتك وترصد غضبك عند كل موقف وتسجله فى ورقة وليكن ذلك لمدة شهر مثلاً، وبعد ذلك عليك أن تراقب رد فعلك عند كل موقف، وعليك أن تعرف أن للغضب صورا عديدة لا تقتصر فقط على الصراخ، أو الضرب، أو الشتم ولكن قد تكون عدم قدرة على الرد، إحباط وفشل، لوم للنفس، وأشكال أخرى علينا أن نعيها ونفهمها لكى لا تعيقنا عن أرواحنا.
أيضاً هناك حماقات نرتكبها سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فلا تغضب أو تؤنب نفسك عند تذكرها ولكن سامحها واضحك عليها، وتعلم كيف تتعامل مع الشخص الغاضب فحين غضبه دعه يتكلم ولا تأخذ كلامه على محمل الجد، وفى الأوقات العادية اعرف ما يغضبه ولا تثير غضبه، وتقبله كما هو ولا تحاول تغييره، وفى أوقات سعادته اجلس معه، وتحدث إليه.
ولابد أن يكون لك حلم وهدف فى حياتك تسعى إلى تحقيقه وتشغل نفسك به، وأن تسعى دائماً إلى التغيير، واحرص على التأمل فهو مفيد للإنجاز وراحة البال، استمع للأصوات من حولك، ركز على تنفسك، ركز على ألمك، ولتمارس رياضة تساعدك على الهدوء والتأمل مثل اليوجا، استمتع بوقتك فى شىء أو هواية تحبها، حدد مفاتيح غضبك وتعامل معها وافهمها، واجه الغضب بسلاح الحلم والتسامح، واعلم أن من يكظم غيظه هو الفائز، دل على طريق الخير واسعى لفعله.
ويختتم المؤلف الكتاب بقوله "أنه أعطانا مفاتيح السعادة وما علينا إلا فتح الباب والدخول والتمتع بها، متمنياً منا أن ندعو له فيما أفادنا".
الآن وبعد أن تقرأ هذا الكتاب الرائع فى التعامل مع الغضب والسيطرة عليه، ستتمكن بسهولة من تغيير مجرى حياتك وتحويل الطاقة السلبية الموجودة فى الغضب إلى طاقة إيجابية منتجة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة