المستقلون يمسكون بميزان القوى فى المؤتمر الوطنى الليبى الجديد

الأحد، 22 يوليو 2012 10:09 م
المستقلون يمسكون بميزان القوى فى المؤتمر الوطنى الليبى الجديد انتخابات ليبيا
طرابلس (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما إن تبين أن المرشح المستقل عبد ربه يوسف بوبريق يتجه للفوز بمقعد فى أول انتخابات عامة حرة فى ليبيا منذ عقود حتى بدأ هاتفه "يرن".

وتريد الكتلتان السياسيتان الرئيسيتان، وهما ائتلاف ليبرالى يقوده رئيس الوزراء السابق محمود جبريل وحزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا، أن تعرفا إلى أى اتجاه سينحاز بوبريق فى المؤتمر الوطنى العام المؤلف من 200 عضو.

وقال بوبريق أستاذ الفلسلفة (52 عاما) الذى فاز بمقعد فى مدينة البيضاء بشرق ليبيا، إن الجانبين يريدان أن يعرفا رؤيته وأفكاره من أجل مستقبل ليبيا ومع أى جانب سيتعاون.

وأضاف أنه رد على الجانبين بقوله، إنه لن ينضم إلى أى جانب فى الوقت الراهن وأنه يريد أن يرى ما هو الأفضل لمصلحة ليبيا الوطنية.

وتفوق تحالف القوى الوطنية الذى يقوده جبريل على الأحزاب الإسلامية فى الانتخابات التى جرت فى السابع من يوليو، وحصل على 39 مقعدا من 80 مقعدا على وجه الإجمال مخصصة للكتل السياسية مقابل 17 مقعدا لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للإخوان المسلمين.

لكن هذه الأرقام على وضوحها لا تترجم إلى أغلبية آلية لجبريل، نظرا لأن المقاعد الباقية وعددها 120 مقعدا مخصصة للمرشحين المستقلين الذين يصعب تحديد انتمائهم مثل بوبريق.

ومن المتوقع أن يقوم هؤلاء المستقلون بدور حاسم برغم أنهم خليط غير متجانس من المحامين ورجال الأعمال والنشطاء والمعارضين السابقين لمعمر القذافى الذين انتخب أغلبهم على أساس الصلات المحلية والسمعة الطيبة لا على أساس الانتماء السياسى والفكرى.

وفى إطار المعركة المرتقبة لتكوين قوة مهيمنة فى المؤتمر الوطنى حيث ستحتاج القرارات المهمة أغلبية الثلثين لإقرارها يكافح ائتلاف جبريل وحزب الإخوان المسلمين من أجل تشكيل تحالفات مع المستقلين والأحزاب الصغيرة.

لكن حتى الآن لم تتضح الصورة بشأن ما إذا كانت جماعة واحدة ستهيمن على المؤتمر الوطنى الذى سيختار رئيسا للحكومة ويسن التشريعات ويعد لانتخابات جديدة بعد كتابة دستور جديد العام القادم.

ومن المتوقع أن يعلن بعض المستقلين انتماءهم عندما يجتمع المؤتمر للمرة الأولى الشهر القادم، لكن آخرين قد لا يفصحون عن مواقفهم إلى حين عقد الجلسات المهمة مثل التصويت على اختيار رئيس الحكومة.

ونظرا لأن هؤلاء المستقلين الذين يصعب التكهن بمواقفهم يمثلون مختلف الانتماءات المحلية والقبلية والإقليمية فى ليبيا، فهم يمثلون كذلك ورقة غير محسوبة على الساحة السياسية الليبية، كما أن آراءهم المختلفة ومصالحهم المتضاربة يمكن أن تعقد عملية صنع القرار فى البلاد.

وقالت ماريان ماجوير، مدير مركز انتركلتشرز للاستشارات ومقره طرابلس "المباراة السياسية بدأت للتو.. لا أحد يعرف على وجه اليقين توجه كل شخص أو من سيدعمه"، ومضت تقول "الجميع فى وضع من يريد المعرفة".

وفى بلد كانت الأحزاب السياسية فيه محظورة لسنوات طويلة تكون مثل هذه المساومات التى تعقب الانتخابات عملية تعلم.

ويمكن لجبريل الذى لم يخض الانتخابات بنفسه أن يعول على عدد كبير من المستقلين، إضافة إلى وزير النفط السابق على الترهونى الذى حصل حزبه "التيار الوطنى الوسطى" على مقعدين فى الانتخابات.

ودعا جبريل (60 عاما) الذى درس فى الولايات المتحدة لتشكيل حكومة ائتلافية موسعة لإعادة بناء البلاد بعد حرب العام الماضى التى أنهت ديكتاتورية القذافى التى استمرت 42 عاما.

وقال الترهونى، إن تشكيل أغلبية سيكون سهلا لكن التوصل إلى إجماع تام سيكون تحديا أكبر. وأضاف أن هذه المرحلة هى مرحلة إعادة بناء البلد وهو ما يتطلب إجماعا.

لكن حزب الإخوان المسلمين يعتقد أيضا أن بوسعه تعزيز نفوذه بمقاعده السبعة عشرة من خلال المستقلين، وقال زعيم حزب العدالة والبناء محمد صوان إن 19 مستقلا يتحالفون مع الحزب.

وأخفق حزب الوطن الذى يقوده زعيم الميليشيا الإسلامى السابق عبد الحكيم بلحاج فى الفوز بأى مقعد من المقاعد المخصصة للأحزاب.

وقال الأمين العام لحزب الوطن محمد غويلة، إنه لا أغلبية لأى جانب وهذا يعنى أن السلطة لن تكون فى يد جانب واحد بمفرده، وأضاف أن حزب الوطن له خمسة مقاعد من المستقلين وله اتصالات أيضا مع مستقلين آخرين.

ويظل السؤال قائما بشأن ما إذا كان حزب العدالة والبناء سيستجيب لدعوة جبريل إلى تشكيل حكومة ائتلافية أم سيجعل من نفسه كتلة المعارضة الرئيسية، فى انتظار تحقيق مكاسب فى الانتخابات القادمة.

وتتزايد التكهنات بأن بعض المستقلين الذين لا يثقون فى الجانبين يسعون لتشكيل ائتلاف خاص بهم.

وقال عبد القادر حويلى، وهو مستقل من مدينة سبها الجنوبية، إن الأحزاب تتصل بكثير من المستقلين لكن هناك خطة من جانب بعض المستقلين لتشكيل كتلة.

وقال مستقل آخر يدعى صالح بشير الجودة من بنغازى، إنه يأمل أن يصبح المستقلون صمام الأمان أو القوة الثالثة التى تحقق التوازن لا أن تثير الانقسام فى المؤتمر الوطنى حتى قبل أن يبدأ عمله.

وقالت ماجوير، إنه إذا تشكلت ثلاث كتل فإن ذلك سيجعل على الأرجح صناعة القرار أكثر صعوبة.

وأضافت قائلة "ستتعلق القضايا الأساسية بالدستور ومشاركة مسئولى النظام السابق فى الشئون العامة وكيفية حماية مبادئ الثورةن من خلال هذه القرارات ستظهر خطوط المعركة السياسية على المدى الطويل".

وقال المحامى عبد الحافظ الدايخ، وهو مستقل من البيضاء، إنه عند اتخاذ أى قرار الأمر واضح له، سيقف مع من لديه برنامج جيد لمصلحة ليبيا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة