محمود عبد الراضى يكتب: رمضان يحمل الخير لمصر

بعد طول انتظار أقبل رمضان باسماً وجميلاً ترى الشروق فى مقلته نبيلا والمدائن قد زغردت لمجيئه، والأرض اكتست سنبلا ونخيلا، بعد طول انتظار أقبل رمضان، ومصر فى أوقات عصبية.

يأتى رمضان هذا العام ليعيد البهجة والسرور إلى قلوب انفلقت حزناً على شهداء سقطوا فى ليلة غدر نالت من شباب مصر فى مباراة كرة القدم بين النادى الأهلى والمصرى البورسعيدى، يأتى رمضان والعيون خاصمتها الفرحة على شهداء ماسبيرو ومحمد محمود وأحداث وزارة الداخلية، يأتى رمضان ليجدد الفرحة فى القلوب بعدما خاصمتها عدة شهور.

ربما اختلف رجال السياسية حول "الدستور المكمل" و"التأسيسية" و"حل مجلس الشعب" ما بين موافق ومعارض فلم يجمعهم مكان واحد، لكنهم اجتمعوا فى إفطار رمضان أو صلاة تراويحه، ربما اختلف الشعب المصرى على الدكتور محمد مرسى فذهبت له أصوات وعارضته أخرى، لكنهم توحدوا على صوت أذان المغرب.

طبّل البعض للإخوان، وأكدوا أنهم جديرون بتخطى الأوقات الحرجة الحالية التى تمر بها البلاد، بينما طبل البعض الآخر للمعارضين للجماعة ولمرسى، ونالوا من التيارات الإسلامية، لكن ظلت "طبلة" المسحراتى هى الأنشودة الوحيدة التى استراح لها جموع المصريين.

رمضان يأتى هذا العام ومصر تعتصر حزناً ما بين أحزاب مشتتة ومطالب فئوية تعطل مسيرة التنمية، وعشاق توك شو يتسلقون على الثورة، يأتى رمضان هذا العام والأزمات لم تنته ما بين القضاء والإخوان والجماعة والعسكرى، يأتى رمضان هذا العام لترتفع الدعوات المخلصة أن يجمع الله شمل الأمة، ويوحد كلمتها، ويعيد لها مجدها، وأن يحمل رمضان الخير لمصر.