سيدى الرئيس.. أرجوك كف عنا هذه السخافات التى فاقت كل الحدود والأعراف، فهذا الإعلام سيدى لا يفرق بين النقد البناء والسب العلنى، بل ويفتقر إلى الحد الأدنى من القيم والمبادئ والضمير المهنى، ولكن سيدى الرئيس لا أخفيك سراً أن هؤلاء أبداً لن يؤدبهم تهديد ولا وعيد ولا شىء من ذلك، لابد من وقفة ضد القرصنة، لن يخرس ألسنة هؤلاء إلا إنجازات على أرض الواقع، وترجمة فعلية لمشروع النهضة، وسرعة فى اتخاذ القرارات المصيرية المرتبطة باحتياجات الوطن والمواطنين.
لا شىء يا سيدى أهم من الأمن، ومن غير المعقول أن تكون لدينا هذه الأعداد المهولة من أفراد الأمن، ثم نواجه كل هذا الانفلات الأمنى، وغير معقول أن نجد الآن من يقود سيارته فى الطريق العكسى على الطرق السريعة وعلى الطريق الدائرى، مهازل لا يمكن استمرارها، وهناك تجاهل تام لها من المرور ومن الشرطة، لا يعقل أن لا يكون هناك عسكرى مرور واحد عند مطلع الدائرى فى منطقة ميدان لبنان، لاستمرار الاختناق المرورى الذى يؤدى إلى شلل تام للمرور فى كل محاور هذه المنطقة وامتدادها لكيلو مترات، مازالت السيارات تقف صفاً ثانياً وثالثاً فى الشوارع الرئيسية، ومازالت مواقف الميكروباصات تمتد إلى منتصف هذه الشوارع، وردعهم يؤدى إلى سيولة كبيرة فى المرور دون أن يكلفنا ذلك شيئاً.
حتى الآن سيدى يتم إلقاء مخلفات الردم فى الشوارع، وتحت الكبارى، دون محاسبة من أحد، حتى الآن يا سيدى تتم سرقة الدقيق وبيعه على مرأى ومسمع، وكأن الدعم للحرامية وليس للفقراء والمحتاجين، ويتم ذلك أيضاً فى غياب الرقابة، حتى الآن يا سيدى لا يتم إنجاز عمل بلا رشوة؛ لأن الفساد متمكن من كل المؤسسات، ولا يوجد من يحاسبهم إنما يوجد من يشاركهم فى الفساد.
سيدى الرئيس يعلم الله أننى أحبك وأقدر إخلاصك لهذا الوطن، وأناشدك ألا تخذل من أيدك ودعمك، ومنهم شباب "ابنى بيتك" الذين يقفون خلفك حتى الآن، ويراهنون على مستقبل مشروعهم فى عهدك، وقد حصلوا على وعود كثيرة جدا لم يتم تنفيذها حتى الآن، والعمل يسير ببطء شديد، بل يتم بالمخالفة للمواصفات الفنية، لتنفجر بعد ذلك مشاكل المشروع، وتكون باباً للهجوم عليك وانتقادك، بل وفقدك لدعم آلاف الشباب.
سيدى الرئيس لا شك أن حل هذه المشاكل لن يتم إلا بواسطة رجال لديهم كفاءة عالية، وعلى درجة كبيرة من الحب والوطنية لهذا البلد، فعجِّل سيدى بهؤلاء فى حكومة ثورة حقيقية، تنقذ هذا البلد من الهوة السحيقة التى انحدرنا إليها على يد المخلوع ونظامه، الذى مازال يحكمنا حتى الآن.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اجلال سعيد
القرصنة