على رمضان يكتب.. سيادة الرئيس: الشعب يريد أن يسمع

السبت، 21 يوليو 2012 01:01 ص
على رمضان يكتب.. سيادة الرئيس: الشعب يريد أن يسمع مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتساءل رجل الشارع عن الذين قصدهم الرئيس مرسى بالتطاول الذى ينال منه وهو رمز للشعب وهيبته وكرامته هى هيبة وكرامة الشعب؟

الحقيقة أن محاولات المتآمرين على استقرار مصر وإثارة الثورة المضادة هى محاولات متكررة على مدى حكم رؤساء مصر جميعا، وقد عالج الرؤساء السابقون هذه الأمور بطرق مختلفة متنوعة، ولكنها متشابهة فى المبدأ الذى كافح بطريقة أو بأخرى شهوة استرداد السلطة ممن يطلق عليهم مراكز القوى وكان السلاح الذى استخدمه الرؤساء هو سلاح: الجماهير.

فقد حكم عبد الناصر مصر ثائرا ضد القصر وظلمه وجبروته، منحازا للطبقة الكادحة والفقيرة ومعيدا للشعب الأسير من عمال وفلاحين وفقراء حقوقهم المسلوبة ، فبدا بتوزيع الأراضى الزراعية على الفلاحين الذين كانوا أجراء يعيشون على السريس والجعضيض ، ونهض بالصناعة وأنشأ المجتمعات الصناعية هنا وهناك ، وشيد المساكن الشعبية ليضمن للفقراء مكانا يأويهم ، واحتل بهذا الإهتمام الثورى مكانة كبيرة فى قلوب المصريين عامة، ولكنه لاقى صعوبات بالغة صنعتها فئات عدة قوضت نجاحه ودفعت به إلى طريق مختلف تماما عن طريق ثورته ومبادئها التى نادت بها فانحرفت عن استقامتها.
الفئة الأولى الثوريون أنفسهم الذين أمموا القصور والممتلكات من الأثرياء ثم قاموا رويدا رويدا باستعادتها لأنفسهم ووضعوا لعبد الناصر منهجا سار عليه قاموا على أثره بأن عزلوا السياسيين وحل الأحزاب وإلغاء الدستور، ولم يكن أمام عبد الناصر إلا التواصل مع الجماهير التى كان لقاؤه بهم فى خطاب شعبى ومصارحته لهم والتفافهم حوله هو السلاح الذى يقلق المتأمرين عليه فى الداخل والخارج ،وحاول عبد الناصر أن يقاوم الفراغ السياسى بإنشاء دستور 56 ومجلس الأمة 57 ووضع شعارات الاتحاد والعمل وحاول استعارة بعض قواعد الأنظمة من تجارب الأرجنتين والبرتغال ويوغوسلافيا، ثم أنشأ الاتحاد الاشتراكى الذى يعمل على تآلف قوى الشعب العامل، فانضمت الجماهير تؤازره وجمع الشباب فى منظمة الشباب التى تنوع نشاطها سياسيا واجتماعيا وثقافيا.
والفئة الثانية هم الفاقدون للمزايا من ملاك الأراضى من الأرستقراطيين أعداء الديمقراطية وخصوم العدالة الأجتماعية وهم من أطلق عليهم آنذاك (تحالف قوى الرجعية) وهؤلاء طبقت عليهم قوانين الاصلاح الزراعى والاشتراكية و العزل..
والثالثة: الجيش.
الجيش؟ أليس عبد الناصر ينتمى للجيش ؟
نعم ولكن أرجوك أصبر قليلا وسأوضح لك.
انفصلت سوريا عن مصر واتهم المشير عبد الحكيم عامر أنه سبب الانفصال، ولما كان الاتحاد الاشتراكى مناوئا للجيش الذى يعطى ولاءه لعامر، فقد رآها ناصر فرصة للتخلص من المشير بأن عرض عليه منصب النائب له، إلا أن المشير رفض، وانتبه للغرض من ذلك، ودعاه ذلك للتشبث بمكانه فى الجيش، فأغدق عليه بالمزايا، إلا أن التطاحن استمر بين ناصر وعامر حتى نكسة 67 وبعدها مات المشير بطريقة مجهولة حتى تاريخه.
ولاقى السادات أيضا صعوبات من عدم الراغبين فى وجوده وهم من أسماهم السادات بـ" مراكز القوى"، وقد أطاح بهم جميعا بضربة واحدة بأن اعتقلهم وخاطب الشعب ليحكى له قصة هؤلاء الراغبين بالعودة بمصر لطريق النكسة وهو طريق عبد الناصر طبعا الذى عانى الشعب من هزيمته أمام إسرائيل فى النكسة، واضعا الجيش فى قبضته، وسارع فى التحول بالبلاد فى طريق الثورة المضادة لثورة عبد الناصر، فلم نعد نسمع عن الاشتراكية والقطاع العام بل سمعنا عن الخصخصة والديمقراطية، وتحولت المعانى إلى سلع بدعوى الاستثمار التعليم الخاص المستشفى الخاص.
وتحولت انفراجة الأزمات المصطنعة إلى حلول لزيادة رأس المال الخاص، وسادت موجة المكسب والربح السريع التى انفرجت لها الأسارير وروجت للسادات بين الشعب الذى ألهته تجارته عن حقوقه السياسية وحرياته ثم تخلى درجة بعد أخرى عن قيمه وأصوله.
وسار مبارك على نفس النهج فاشترى محبة حوارييه باطلاق مشروعاتهم واستثماراتهم فى تعليم وصحة وأراضى البلاد والعباد، فضمن الولاء والتأييد وتحول بعض المثقفين إلى مرتزقة، ويعاقب من يحمل قيما إنسانية، فتضاءلت الأحلام الجماعية الكبيرة وتهشمت إلى أحلام صغيرة فردية يتمنى فيها الفرد بتملك سيارة آخر موديل أو شقة على النيل أو شاليه فى مارينا، وفشل مبارك فى مخاطبة قلوب الجماهير لأنها كلمات مرصوصة كموضوع إنشاء التلاميذ لا يتذكر منها الشعب إلا عبارتين فقط: "أجيبلكوا منين"، و"خلليهم يتسلوا".
ولأن التطاول على الرئيس يمس هذا الشعب واستقراره وأمانه، والسكوت على إهانة الشعب بانقسام يقوده أفراد، فلابد أن يتوجه الرئيس مرسى للجماهيرويفصح لها عن المتطاولين ويفشى سرهم، ولا ينعزل عنها بين جماعته، يخاطب الشعب ويحكى له - بصراحة - ما يحدث خلف الستار فى لقاء يشترك فيه الشعب معه فى حمل هموم البلد، وهذا هو أصل الديمقراطية، فالشعب له قلب يسمع وعين تدرك وتحكم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة