صدر عن المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور سعيد توفيق، دراسة أكاديمية عربية متخصصة تتناول موضوع "صورة اليهودى فى الأدب الشعبى العربى"، للدكتور خالد أبو الليل، مدرس الأدب الشعبى.
ويقول المؤلف، إن أهمية هذا الكتاب لا تنبع فى ريادته لمعالجته هذا المجال، الذى اكتفى فيه الدارسون العرب بتقديم أوراق بحثية صغيرة حينا، وغير وافية حينا آخر، أو لكونه يحاول البحث عن الصورة التى رسمها الأدب الشعبى العربى لليهودى، وعما إذا كانت صورة إيجابية أو سلبية. وإنما تنبع أهمية هذا الكتاب – إلى جانب كل هذا، فى سعيه إلى التعرف على الصورة التى رسمها الأدب الشعبى العربى فى مدونته الشعبية، والصورة التى يرسمها له فى رواياته الشفاهية المتناقلة حتى وقتنا الراهن؛ وذلك بهدف التعرف على مدى التغير الذى لحق بتلك الصورة ما بين الماضى والحاضر، بين ماضٍ، كانت اليهودية فيه مجرد ديانة، تعيش جنبا إلى جنب مع الإسلام والمسيحية، وبين حاضر تداخلت فيه الديانة اليهودية مع المصالح السياسية الصهيونية.
والقارئ لهذا الكتاب سيتعرف على طبيعة الصورة التى رسمها الوجدان الشعبى العربى لليهودى عبر تاريخه الطويل، ثم كيف تغيرت هذه الصورة، متأثرة بالأوضاع السياسية التى طرأت على المجتمعات العربية فى القرن العشرين، إن هذا التحول - فى نظرة الوجدان الشعبى العربى تجاه هذه القضية - يكشف عن مدى عمق العلاقة وحيويتها بين الأدب الشعبى، وذلك الشعب الذى يفرز ذلك الأدب، فالأدب الشعبى لا يتم إنتاجه بمعزل عن الأوضاع والسياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية المحيطة به، ولعل معالجة قضية اليهودى فى الأدب الشعبى خير دليل، يؤكد تلك العلاقة.
وتتألف الدراسة من مدخل يعرض لأهمية الدراسة وأهدافها، وأربعة فصول، يختص كل منها بدراسة إحدى القضايا، ففى الفصل الأول يتم استعراض صورة اليهودى فى التاريخ الاجتماعى العربى على مدى عصوره، ومدى اختلافها وتشابهها مع صورته فى الأنواع الأدبية الشعبية العربية المختلفة مثل الأغنية الشعبية والنكتة والمثل، ويعالج الفصل الثانى صورة اليهودى فى الحكاية الشعبية فى نصوص مدونة من التراث العربى القديم مثل: ألف ليلة وليلة، وبعض الحكايات الواردة عنه فى كتب التفاسير الدينية، ومقارنتها بالنصوص الشفاهية التى تم جمعها من الريف المصرى، ويدور الفصل الثالث حول دراسة العلاقة بين المأثورات الشعبية والهوية، متوقفا عند سرقة دولة إسرائيل للمأثور الشعبى العربى وتهويده؛ بهدف خلق هوية إسرائيلية، وقد تم التوقف عند نماذج من المأثور العربى المسلوب، وفى الفصل الرابع - والأخير- يقارن المؤلف صورة اليهودى بين مسرحية تاجر البندقية والحكايات الشعبية العربية، التى هى بمثابة روايات عربية للمسرحية الإنجليزية.
هذه الدراسة حلقة أولية توضح صورة اليهودى فى نوعين أدبيين شعبيين، هما: الحكاية الشعبية العربية، والقص الغنائى الشعبى العربى، إنها حلقة من سلسلة حلقات تتناول الموضوع نفسه مستقبليا فى أنواع أدبية شعبية أخرى، مثل السير الشعبية العربية على سبيل المثال، التى تفرض فيها صورة اليهودى نفسها على الدارسين.
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد المصري
العنوان مشوق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد خليفة
ذكاء فكري يطرأ علي الساحة الأدبية