ذكرت مجلة "الإيكونوميست"البريطانية، أن تفاقم الأوضاع فى مخيم "جمام" بدولة جنوب السودان، ينذر بأزمة لاجئين وخيمة، حيث أسفر موسم الأمطار الغزيرة عن غرق الأراضى التى يقوم عليها المخيم، تاركا 30 ألف لاجئ فى حالة يرثى لها.
ووصفت المجلة- فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت- هذا المخيم المغمور بالمياه "بمستنقع تغرز فيه حتى الجرارات"، مما اضطر العاملين بالمستشفى الميدانى للمخيم والتابعين لمنظمة أطباء بلا حدود إلى حفر خنادق، وبناء سدود للحفاظ على جفاف المرضى من هذه المياه والفيضانات، لأن هذه المياه الجوفية ملوثة، وأصابت الكبار والصغار بمرض "الدياريا المميتة" التى قتلت ضعفى المعدل الطبيعى فى حالات الطوارئ الصحية، وأدت إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال إلى نحو تسعة أطفال يوميا.
وقالت المجلة، إنه من المتوقع أن تزداد موجة الفيضانات سوءا، خلال الأشهر المقبلة لتسفر عن المزيد من الأوضاع المزرية، حيث يحذر الأطباء من تواجد بيئة مثالية لتفشى مرض الكوليرا، بينما يحذر عمال الإغاثة منذ شهر فبراير الماضى باحتمال وقوع أزمة إنسانية هناك، شاكين من بطء استجابة مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة لتحميل شركة بترول (صينية – ماليزية) تعمل بالمنطقة بعض اللوم، لترددها فى مساعدة هيئات الإغاثة هناك.
وأضافت المجلة "أن اللاجئين أنفسهم يلومون الحكومة السودانية أكثر من الأمم المتحدة، لتباطئها فى حل هذه الأزمة، حيث يقول نظير عبود شيخ مشايخ بعض القبائل فى مخيم جمام، إنه تم قصف بيوت السكان لإخراجهم منها فى الشمال، وأن من يرفض مغادرة منزله يتم حرق منزله من قبل الجنود الشماليين، بل ويتم استهداف طوابير اللاجئين الأمر الذى نفته الحكومة فى الخرطوم ، مؤكدة أنها لا تستهدف مدنيين فى معاركها ضد المتمردين المسلحين.
يذكر أن مخيم جمام، هو أحد ثلاثة مخيمات تأوى 113 ألف لاجئ عبروا الحدود ليهربوا من حملة قمع لحركة تمرد فى ولاية النيل الأزرق تشنها قوات الحكومة السودانية المسلحة بأسلحة ثقيلة، وتعتبر هذه الصراعات بولاية النيل الأزرق إحدى ثلاث معارك تدور فى السودان، حيث تجرى معارك وعنف بدارفور فى غرب البلاد وأخرى فى جبال النوبة بجنوب ولاية كردفان.
"الإيكونوميست": مخيم "جمام" بجنوب السودان يواجه كارثة إنسانية
السبت، 21 يوليو 2012 06:41 م