قال أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى، إن بروز العنصر الإسلامى فى حكومات الربيع العربى سيؤكد المعانى الوسطية وقبول الآخر، وذلك خلال اللقاء الصحفى الذى عقده اليوم السبت، بعد لقائه بمحمد كامل عمرو وزير الخارجية، بمقر الوزارة.
وأضاف أن وجود العنصر الإسلامى فى عدد من حكومات دول الربيع العربى سيصب بشكل بناء فى السياسات الجديدة لها، مؤكدا أن هذا العنصر البناء سيعمل لمصلحة الشعوب الإسلامية، ولن يكون موجها ضد أحد، "فهو تضامن لمصلحتنا وليس ضد طرف ثالث".
وفى سؤال حول موقف المنظمة من زيارة القدس، قال أوغلو إنه لا يوجد موقف للمنظمة بهذا الشأن، نظرا لعدم وجود قرار صادر عنها فى هذا الموضوع لأنه لم يُطرح للتشاور، مضيفا "ولكن فى رأيى الشخصى أؤمن بالحديث القائل: "إنما الأعمال بالنيات"، فهل أنت ذاهب للتعاطف مع أهل القدس أم لأمر آخر!"، مستشهدا بقول الرئيس الفلسطينى أبو مازن إن زيارة السجين ليس تعاطفا مع السجان.
وأضاف أن أهل القدس يعانون من الكثير من الأمور، ومن الموقف الإسرائيلى المتعنت، وقال: "الفلسطينيون يعانون فى رزقهم وأولادهم وتعليمهم، وزيارة الأماكن المقدسة مثل المسجد الأقصى ليس معناها دعم الطرف الآخر، ولكنه دعم لأهل القدس والذى يحتاجون إليه"، مشيرا إلى أن الزيارة فى هذه الحالة لها معنى دينى واجتماعى وسياسى واقتصادى.
داعيا إلى ضرورة التفرقة عند الحكم على هذه الأمور والنظر بأناة وصبر وعدم التسرع بشأنها. وأوضح أوغلو أنه بحث مع الرئيس محمد مرسى خلال لقائهما التطورات فى العالم الإسلامى، وأبرزا أهمية التجربة المصرية فى التحول الديمقراطى وكونها ملهمة لكثير من الشعوب فى العالم العربى، مضيفا أن نجاح التجربة المصرية ستكون صمام أمان لنجاح تجارب الدول الأخرى.
وقال إنه بحث خلال لقائه مع وزير الخارجية، الإعداد للقمة الثانية عشرة العادية القادمة للمنظمة والتى ستعقد فى شرم الشيخ فى بداية العام المقبل، بالإضافة إلى القمة الطارئة التى ستعقد فى مكة يومى 26 و27 رمضان الحالى، حيث أبدت الحكومة المصرية دعمها لإنجاح القمتين.
وأشار إلى أن قرار عقد القمة الطارئة جاء بسبب شعور العالم الإسلامى بالحاجة إليها بسبب التطورات الأخيرة فى سوريا والوضع المأساوى لمسلمى الروهينجا فى بورما، وهناك أيضا قضايا تتعلق بمصير الأمة الإسلامية، فى توتر فى العالم الإسلامى، وتأكيد معانى التوافق بين مختلف الشعوب الإسلامية، بالإضافة إلى كون القضية الفلسطينية موضوعا دائما على جدول أى مؤتمر فى القمة.
ودعا أوغلو الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامى إلى تقديم دعم مالى لسد الاحتياجات الإنسانية فى سوريا، موضحا أنه كانت هناك تقديرات بالحاجة إلى 80 مليون دولار فى المرحلة الأولى، "ولكن بعد تردى الأوضاع فى سوريا فى الشهور الماضية اعتقد أن هذا الرقم لا يمثل الاحتياجات الحقيقية، وهذا يعنى احتياجنا لأموال أكثر."
وأشار أوغلو إلى أن المنظمة قدمت طلبا للحكومة فى بورما من أجل إرسال وفد للاطلاع على أوضاع الأقليات المسلمة هناك، ولكن الحكومة لم ترد على هذا الطلب، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل فى بورما منذ فترة طويلة وليس فقط فى هذه الحالة.
وأشار أوغلو إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامى قامت بالعمل مع مسلمى الروهينجا من أجل جمعهم تحت مظلة واحدة لدفع عملهم السياسى، وأوضح أنه أرسل خطابا إلى الرئيس وزعيمة المعارضة بعد آخر انتخابات عقدت فى بورما، قال خلاله إن الحرية والكرامة الإنسانية جزء لا يتجزأ، وهو ليس حقا للأغلبية فقط ولكنه حق للأقلية المسلمة أيضا، بالإضافة إلى التحرك لتعبئة المنظمات الدولية.
إحسان أوغلو: العنصر الإسلامى فى حكومات الربيع العربى سيصب فى السياسات الجديدة.. وزيارة القدس تعاطفا مع أهلها ودعما لهم وليس للطرف الآخر.. نحتاج أكثر من 80 مليون دولار لسد حاجات سوريا الإنسانية
السبت، 21 يوليو 2012 02:08 م
إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة