د. فتحى حسين

مكانة منصب الرئيس !

الجمعة، 20 يوليو 2012 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جملة غريبة عن السياق قالها الرئيس محمد مرسى فى حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية الحربية وهى :"فلا يغررنكم حلم الحليم" فى لهجة من التهديد والوعيد والإنذار لكل من تسول له نفسه أو يجرؤ على أن ينتقد أداء الرئيس بصورة فجة وصاخبة تقلل من هذه المكانة أو أن يعلق على قرارات سيادته، سواء كان هذا النقد عبر وسائل الإعلام كالصحف والتليفزيون والفضائيات عبر برامج التوك شو التى أصبح القائمين عليها من مذيعين وضيوف أشهر من نجوم السينما والمسرح ! وحتى وسائل التفاعل والتواصل الاجتماعى كالانترنت والفيس بوك، وسواء كانت قرارات الرئيس مرسى التى يصدرها تخالف القانون مثل قراره الشهير رقم 11 لسنة 2012 بعودة مجلس الشعب بالرغم من حكم المحكمة الدستورية ببطلان ثلثه أى بحله كله إلا أن الرئيس أصر على عودة المجلس وإلغاء قرار المشير طنطاوى السابق بحل البرلمان، وقرار الرئيس مرسى الأخير بالتصديق على معايير الجمعية التأسيسية أو تحصينها من البطلان كما وصفها الإعلام بحيث لا يمكن حلها وغيرها من القرارات القادمة التى لا نعلم إلى أين ستسير بنا خاصة وأن الرئيس لم يستمر فى منصبه سوى أسبوعين، ثم أضاف الرئيس فى كلمته السابقة قائلا: "فإننى قادر على ردعكم بالقانون" لكى يحفظ مكانة وهيبة منصب رئيس الجمهورية ويمكنه اتخاذ الإجراءات الرادعة ولكن بالقانون، فقد حاول الدكتور مرسى خلال خطابه الأخير هذا، أن يوصل رسالة للمتطاولين عليه ومحاولى زرع العراقيل فى طريق الدولة الجديدة كما يقول البعض؟ أم أن الكثير من النخب السياسة يقومون بحملات تشويه ضد مرسى من خلال التجاوزات والتطاول عليه فى معظم وسائل الإعلام وبشكل علنى !

يبدو أن الرئيس مرسى قد قال هذا من أجل توجيه رسالة للمعتصمين أمام المنصة بمدينة نصر وأمام السفارة الأمريكية اعتراضا على زيارة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر وتدخلها فى الشئون الداخلية للبلاد وتوجيههم للنقد الجارح إلى رئيس الجمهورية، خاصة مع تزامن احتجاز الصحفية بجريدة الوطن شيماء عادل التى قيل عبر قناة إحدى القنوات الفضائية الشهيرة وهى الفراعين أن هناك أوامر مصرية لاحتجازها بالسودان بعلم المسئولين بالجريدة لحين قيام الرئيس مرسى بإحضارها إلى البلاد حتى يكسب حب وتعاطف الشعب المصرى نحوه خاصة بعد تراجع شعبيته التى اكتسبها بعد خطاباته الأولى عقب توليه المنصب والتى غازل فيها فئات الشعب من دون الإخوان المسلمين !

فما فعله ويفعله بعض الإعلاميين مثل توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين ضد الرئيس محمد مرسى أمر طبيعى وعادى فى أى دولة ديمقراطية تتعامل بالقانون والقضاء فلا ننسى صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية التى أودت بالرئيس الامريكى نيكسون فى فضيحة التجسس الشهيرة "ووتر جيت"، ولا يحق لأحد كائن من كان أن يسد أفواه الإعلاميين أو يمنع الصحفيين والسياسيين وأصحاب الرأى من الكلام والتعبير عن أفكارهم فى الجمهورية الثانية، فنحن قمنا بثورة من أجل الحرية والديمقراطية، وهذا ليس دفاعا عن عكاشة، فأنا لا أعرفه على الإطلاق ولم ألتق معه قبل ذلك ولست معه فيما ذهب إليه من توجيه وتحريض إسرائيل للوقوف أمام الرئيس، وهذا لا يجب السكوت عليه، فهناك حدا ما بين الصراحة والتوجيه والنقد والتطاول والتهور على رئيس الجمهورية والدولة، لأنه يمثل رمزا للدولة المصرية وينبغى ألا يهان بل يتم توجيه النقد إليه باحترام، ولكن دفاعى الوحيد هو عن حرية الرأى ودولة القانون التى ننشدها ونبتغيها لبلدنا لتحقيق العدالة الغائبة التى لم نزل نحلم بتحقيقها حتى الآن وفى نفس الوقت نحترم مكانة رمز الدولة أو رئيس الجمهورية، فهناك موجة من التطاولات أصابت الرئيس مرسى وهذا لابد أن نعترف به من قبل البعض، ومن ثم ينبغى أن يكون هناك ميثاق عمل شريف وأسلوب محترم للنقد بشكل يليق. ويجب احترام شخص رئيس الجمهورية فهو احترام وطن، فإذا اختلفت أو اتفقت معه فهو رئيس الجمهورية يمكننا انتقاده ولكن بشكل محترم وبدون إهانة أو تطاول عليه..





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد محمد

ممتاز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة