اعتبرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن التدخل الأمريكى فى الثورات الديمقراطية التى تجتاح العالم العربى من المحيط إلى الخليج، هو أخطر من فكرة الاستعمار أو الغزو العسكرى التى يتحدث عنها أو يتخوف منها بعض الكتاب المنتمين إلى ثقافة القرن التاسع عشر، وهو أعمق أثرا من جميع التجارب الاستعمارية الأوروبية التى عاشها العرب والمسلمون على مدى القرون الماضية، لأنه يخترق الوعى العربى قبل أن ينتهك الأرض العربية، وكلاهما يبدو هذه الأيام من دون حصانة أو مناعة.
وأضافت الصحيفة أن أشكال هذا التدخل الأمريكى تعددت وتنوعت حسب طبيعة أنظمة البلدان والشعوب التى تخرج الآن فى الشوارع مطالبة بالحد الأدنى من حقوقها فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لكنها تمثل القاسم المشترك الوحيد ربما بين تلك الثورات، وتوفر فرصة تاريخية لم يحلم بها الأمريكيون أنفسهم، ولم يتوقعوها أو حتى يريدوها لاسيما فى عهد رئيسهم الحالى باراك أوباما الذى كلفوه تحديدا بأن ينهى حروبهم الخارجية ويقلص أدوارهم الدولية ويهتم بعلاج أزماتهم الاقتصادية، فإذا به يصبح بين ليلة وضحاها مرشدا ينتظر العالم كله فتاواه الموجهة إلى تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن وغيرها، داعيا ذلك الزعيم إلى التنحى أو ناصحا الآخر بالحوار مع شعبه، ومحددا خريطة طريق لعمليات انتقالية للسلطة.
صحيفة لبنانية: التدخل الأمريكى فى الثورات العربية أخطر من الاستعمار
الجمعة، 20 يوليو 2012 10:41 ص