د.محمد ناصر يكتب: علبة الدواء دى فيها فيل.. المشكلة لا تكمن فقط فى الدواء وسعره.. وإنما فى ضرورة الانتهاء من منظومة التأمين الصحى
الجمعة، 20 يوليو 2012 06:45 م
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبعاً مع اعتذارى لتوفيق الدقن وعبد المنعم إبراهيم، إن ما يحدث اليوم من جدال ونقاش ومناظرات حول قرارات تسعير أو تحرير الدواء يشبه إصرار توفيق الدقن على عبد المنعم إبراهيم أن العلبة فيها فيل! أو أنه على أفضل الفروض نقاش بيزنطى بين متخصصين ولا يستفيد منه المريض الاستفادة المفترضة فى النهاية، فرغم أهمية الدواء كعنصر أساسى فى منظومة العلاج، ورغم أهمية صناعة الأدوية كصناعة استراتيجية، إلا أن مجرد اختصار مشكلة المريض المصرى فى سعر الدواء هو محاولة لإثبات وجود الفيل داخل علبة الدواء.
إن الدواء جزء من منظومة الرعاية الصحية وليس العكس، منظومة الرعاية الصحية فى مصر وتحديداً التأمين الصحى منظومة متآكلة ولولا جهود بعض الشرفاء والمخلصين بها لانهارت انهياراً تاماً، تلك المنظومة تحتاج إلى إصلاح جذرى وقرارات فعالة وعاجلة ومتناغمة، بل إن آخر ما تحتاجه هو نوعية تلك القرارات الفرعية والمتجزءة التى لا تصب فى قلب الموضوع، بل تزيدها تعقيداً وتهدر طاقة المتخصصين فى القطاع فى نقاشات وفعاليات ليست ذات فائدة حقيقية أو ذات جدوى ملموسة للمريض، إن أية قرارات تسعير دواء بمعزل عن نظام التأمين الصحى ككل غالباً ما تنتهى بمكسب لطرف وخسارة للآخر دون عدل.
إننا لسنا أول دولة فى العالم تحاول وضع أو تطوير سياساتها الصحية والدوائية وتطمح فى نظام أفضل، وهى عملية ليست سهلة على الإطلاق، ولذلك يجب علينا الاستفادة من خبرات الآخرين وتحويلها إلى نظم تناسب تحديات مجتمعنا، حتى الآن نجد أن الدول التى تركز على تسعير الدواء دون النظر لنظام الرعاية الصحية بشكل شامل، هى تلك الدول البيروقراطية صاحبة الحلول قصيرة المدى والقص واللزق ومنعدمة الرؤية، وغالبا ما تفعل ذلك لأغراض سياسية والفرقعة، أما الدول الطموحة التى ترغب فى تقديم رعاية حقيقية للمريض ورفع مستويات الرعاية وتطوير قدرات العاملين وتنمية الصناعات المتصلة، فهى تلك الدول التى تنظر إلى منظومة الصحة عموماً وليس فقط سعر الدواء.
على سبيل المثال أمريكا اليوم تعيش فى زخم متصل حول الآليات التنفيذية لما يسمى "أوباماكير"، وهو نظام التأمين الصحى الجديد الذى يحاول النهضة بنظام التأمين الصحى الأمريكى العتيق لمستويات أفضل وتغطية أشمل للمواطن الأمريكى، وفى وسط ذلك الزخم والنقاش الشديدين لا تجد هذا اللغط والدوشة على سعر الدواء حتى ينتهى "أوباماكير" من الخطوط الحقيقية والأسئلة الهامة مثل ما هى نوعية الخدمات المقدمة للمريض؟ حساب التكاليف؟ حساب الموارد؟ من الذى سيدفع؟ كيف يمكن تطوير الخدمة للمريض بأقل التكلفة؟ إلخ، هذه هى الأسئلة الأهم، ثم يأتى بعد ذلك كله وضع نظم ومعايير تسعير الدواء وليس العكس.
أما أن يتصور البعض أو يحاولوا أن يصوروا أن المشكلة فقط فى الدواء وسعره، فهو يندرج تحتد ما يتراوح ما بين إهدار طاقات أو أجندة غير مفهومة أو سذاجة مهنية أو عدم القدرة على أحداث تغيير أو استكمالاً لمسيرة توفيق الدقن فى الفيلم، بل ويحاولون فك عقدة ديل الفيل لإخراجه من العلبة، وقد يكون ذلك أى شىء إلا أن يندرج تحت بند (حل لمشكلة المريض).
لو سمحتم خلصوا منظومة التأمين الصحى الأول، وبعدين الدواء هايجى لوحده.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح سليم
الدكتور فى التأمين كتب لى العلاج والمفاجأة ( فى التعليق )