وليد السنهورى يكتب: التعليم الفنى المفترى عليه

"سبع صنايع والبخت ضايع" شعار كل من دخل الثانوية الصناعية حتى ترددت الجملة بين الناس كل من سمعها متشائم، الكل ينظر لها بأنها منبع البلطجة والانحراف، ولا أحد يعرف أن من ضمن الطلاب طلبة محترمين ويحبون التعليم الفنى وكان المجموع يدخلهم ثانوية عامة لأكنهم رفضوا، منهم من لم يقدر على مصاريف الدروس، ومنهم من يكره المذاكرة، ومنهم من يريد الحصول على الدبلوم للتعين فى شركة، كل طالب يعمل ما يستفيد منه.

فأنا عموما كان مجموعى يدخلنى الثانوية العامة لكنى فضلت الثانوية الصناعية على العامة لكثرة المذاكرة بها، ودخلت الثانوية الصناعية، يوجد بها الطالب الصالح والطالب والفاسد، والصالح أكثر من الفاسد بنسبه 94% من طلاب المدرسة، تعرفت على أصدقاء كان المجموع يدخلهم الثانوية العامة لكن رفضوا فأخذنا هدفا واحدا هو معهد فنى صناعى ومنه إلى كلية هندسة "إن شاء الله" وأطلقنا على نفسنا (شباب صنايع بس مش ضايع) وعدت السنة الأولى والثانية وجاءت الثالثة الفاصلة ونفاجأ بوجود غش فى امتحانات الدبلوم!

أخذنا دروس وذاكرنا ودخلنا اللجان مرعوبين ويحدث غش ويقول المراقب لك (يلا خلص نفسك بدون صوت عشان نلحق نروح بدرى!)، وفجأة يحدث ارتباك وفجأة تنسى كل شىء ذاكرته، والمصيبة إنى أنا موضوع فى لجنة عمال، وأنا وواحد عام والباقى عمال (العمال هما المنازل اللى بيجوا على الامتحانات وما يعرفوش حاجة فى أى حاجة).

فطبعاً اللى مذاكر ما بيهموش حد زى رئيس اللجان ما قال لى، بس الذى يحدث فى اللجان شىء غير عادى، يبقى اللى ذاكر وأخذ دروس مثله مثل اللى ما يفقهش شىء، وتغير شعار الصنايع (ذاكر تنجح غش تجيب مجموع).

فلابد الاهتمام بالصنايع بل بأشد الاهتمام بالطالب الفنى وتحذير المدرسين مما يحدث فى لجان الدبلوم ويراعوا الله فى كل حرف يشرحه للطالب.

عاشت مصر وعاش شعبها المجيد.