بين الحين والآخر تطل علينا الطائفية بوجه قبيح لتظهر معاناة يعيشها بعض الدول بسبب تطرف سكانها، فما بين مسلمى بورما ومسيحيِّى نيجيريا نجد أرواحًا تُحصد وأسرًا تعانى بسبب العنف الطائفى الذى لا يؤمن بأى دين أو عرف.
ويتعرض المسلمون فى بورما حاليًّا إلى مذبحة من أبشع ما يمكن وسط صمت وتجاهل على كل المستويات العربية والدولية، حيث يتعرض سكان إقليم "أراكان" فى دولة بورما إلى أكبر عملية إبادة جماعية على يد جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة.
ووفقًا للناشط البورمى محمد نصر فإن عدد القتلى لا يمكن إحصاؤه. وشرح نصر بأن الجماعات الراديكالية البوذية المناصرة لـ "الماغ" تنتشر فى أماكن تواجد المسلمين فى بورما بعد إعلان بعض الكهنة البوذيين الحرب المقدسة ضد المسلمين.
وأكد فى تصريحات لـ "العربية نت" أن مسلمى إقليم أراكان يتنقلون فى ساعات الصباح الأولى فقط وبعدها يلجأون إلى مخابئ لا يتوافر فيها أىٌّ من مستلزمات الحماية، خوفًا من الهجمات التى وصفها بأنها الأشد فى تاريخ استهداف المسلمين فى بورما.
وختم نصر قائلاً: إن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة "لن تصلنا قبل أن نموت جميعًا، فالوقت ينفد".
مذبحة بورما الحالية لا تعد الأولى ولن تكون الأخيرة، فدائمًا ما يتعرض المسلمون فيها لأبشع أنواع الظلم والتنكيل، ففى عام 1942 تعرض المسلمون لمذبحة كبرى على يد البوذيين، راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم، وشُرِّد مئات الآلاف. كما تعرض المسلمون للطرد الجماعى المتكرر خارج الوطن خلال أعوام 1962 و1991 حيث طرد قرابة المليون ونصف المليون مسلم إلى بنجلادش.
ووصل الدين الإسلامى إلى إقليم أراكان فى بورما فى القرن التاسع الميلادى، ويذكر أن عدد سكان دولة بورما، التى تحمل رسميًّا اسم "جمهورية اتحاد ميانمار"، أكثر من 50 مليون نسمة، منهم 15% من المسلمين، يتركز نصفهم فى إقليم أراكان ذى الأغلبية المسلمة.
وإذا نظرنا إلى دول أخرى فلن نجد أن المسلمين فقط هم من تعرضوا للاضطهاد فى نيجيريا، فعلى سبيل المثال يعانى المسيحيون من هجمات مستمرة تتبناها جماعة بوكو حرام المتشددة، جاء آخرها الشهر الماضى بعدما أعلنت الجماعة مسئوليتها عن موجة التفجيرات التى استهدفت عددًا من الكنائس فى الدولة الأفريقية، الأحد، وأسفرت عن سقوط نحو 50 قتيلاً وجرح ما يزيد على 175 آخرين.
وتتعرض الكنائس فى شمال نيجيريا لهجمات أسبوعية تتزامن مع مواعيد المراسم الدينية المسيحية كل أحد.
ما بين مسلمى "بورما" ومسيحيى "نيجيريا" العنف الطائفى يحصد أرواح الأبرياء
الإثنين، 02 يوليو 2012 03:56 م
قتلى – صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed el gamil
ايييييييييه
عدد الردود 0
بواسطة:
الطحاوى
أين ؟