تفاعلات الثورات العربية وخاصة الثورة المصرية المباركة أظهرت لنا عيانا بيانا كل المتربصين بنا، وأسقطت عنهم ورق التوت وانكشفت وجوههم السافرة بعد زوال الأقنعة.
المتربصون من الخارج هم أنفسهم ولكن صورتهم أصبحت أوضح وهم الصهاينة ودولة العدو ومبررهم أنهم لا يريدون لأى دولة فى المنطقة، أن تتطور وتنهض للحفاظ على نظرية التفوق الدائم والمستمر، لكى تفعل ماتريد وتعيث فى الأرض فسادا تضرب وقتما تشاء وتقتل من تريد وتبتلع الأرض والقدس شبرا شبرا.
هذا اللوبى الصهيونى استطاع على مدى عقود من الضعف والتخلف والانبطاح العربى والإسلامى، أن يفرض ما يريد على صناع القرار فى الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
أيضًا هذا اللوبى الصهيونى استطاع أن يتغلغل فى الداخل فى بلادنا عن طريق مايسمى بالجمعيات الأهلية أو الحقوقية التى فتحت دكاكين لحقوق الإنسان بتمويل خارجى لأغراض خبيثة لا يمكن أن تكون فى صالح مصر وقضية التمويل الأجنبى فى مصر ليست بعيدة.
أيضًا انتصار الثورة المباركة ورحيل النظام المخلوع أنتج بالطبيعة ما يسمى بالثورة المضادة، وحسب ما يقال من معلومات مئات الملايين من الدولارات يتم صرفها على هذه الثورة المضادة لإحداث الخوف والرعب والفوضى والأزمات والفتن وأقطاب الثورة المضادة معروفون لنا جميعًا، وهدفهم إفشال النظام الجديد الذى أنتجته الثورة سواء فى المرحلة الانتقالية أو الحالية.
الجديد فى الأمر أنه بعد نجاح الرئيس المنتخب لأول مرة ازدادت الحملات المسعورة على هذا الرئيس من الوهلة الأولى لدرجة أن البعض، مما شاركوا فى الثورة نادوا واستغاثوا بالجيش ليقوم بانقلاب عسكرى وحجتهم اجهاض دولة الإخوان أو المرشد.
وتكون ما يسمى بالتيار الثالث الذى اصطف فيه الأكثرية من الليبراليين واليساريين والعلمانيين وهدفهم المعلن البقاء فى صفوف المعارضة للرئيس المنتخب.
هذا التيار الثالث هو بكل أسف التيار المسيطر على وسائل الإعلام، وأيضًا بكل أسف تلاقت أفكارهم وأساليبهم مع أساليب الفلول ويمكن القول أن الهدف عندهم واحد وهو إسقاط حكم الإخوان أو إفشال مرشحى الإخوان أو كما شئت أن تسمى هذا الهدف.. الجميع ضد أن يحكم التيار الإسلامى والجميع يطالبون بحكم العسكر وإقصاء الإسلاميين.
بصراحة هذا الاستقطاب الحاد بين الإسلاميين والعلمانيين وصل إلى درجة تبادل الاتهامات واللجوء للقضاء فى كل كبيرة وصغيرة وصل إلى درجة التهويل والتكبير ومحاولة الإقصاء وتعطيل البرلمان والجمعية التاسيسية.
وبذلك نكون عدنا إلى نفس المربع الذى صنعه لنا الرئيس المخلوع وابنه جمال وساعده اليمنى أحمد عز مربع عدم القبول بالآخر وعدم تقبل نتلئج صناديق الاقتراع مهما كانت حرة ومحاولات مستميته للإقصاء حتى ولو بالاعتقال والتعذيب واستعمال فزاعة الإسلاموفوبيا والإخوانوفوبيا.
الغريب أن الغرب الأوروبى والأمريكى ومعهم إسرائيل تخلص من هذه الفزاعة، وأصبح على استعداد تام للتعامل مع من ستحمله الصناديق والديمقراطية إلى كراسى الحكم.. فهل يمكننا مراجعة أنفسنا ونتقبل نتائج الديمقراطية، وننتهى من فزاعة الإسلاميين ونمتنع عن محاولات أو المطالبات بإقصائهم.. هل هناك أمل أن يتعايش الإسلاميون مع العلمانيين تحت سقف مصر الكبير والواسع أم أننا يجب أن نلقى بأحدهم إلى البحر.
اللهم اهد ساساتنا فى هذه المرحلة الحرجة لحين الانتهاء من وضع الدستور الجديد وبعدها فليتنافس المتنافسون.. أقولها صريحة وبكل ثقة أيها السياسيون أيها المتربصون أيها العلمانيون أيها الإسلاميون مصر كبيرة قوى عليكم ولن تكون إلا لجميع المصريين.. اللهم يا رب احم مصر من شرور فتن السياسة والساسة ماظهر منها ومابطن.
القدس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة