(افتح قلبك مع د. هبة يس)..... يافرحة ما تمت

الأربعاء، 18 يوليو 2012 10:04 ص
(افتح قلبك مع د. هبة يس)..... يافرحة ما تمت د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (م.ن) إلى افتح قلبك تقول:

أنا فتاة جامعية عمرى 24 سنة، من مستوى متوسط، عائلتنا غير اجتماعية، وأنا لا أعمل، وبالطبع ظروفى لا تشجع الكثير من الشباب على التقدم لى، منذ حوالى أسبوع دخل على والدى متهللا وسعيدا، وقال لى أبشرى تقدم لخطبتك عريس (ماتحلميش بيه) على حد قوله، يعمل بالسعودية، من عائلة متوسطة أيضا ولكنها معروفة فى الحى الذى نسكن فيه، ويريد أن يتمم الخطوبة والزواج فى خلال شهر ونصف هى كل مدة إجازته، لأسافر معه بعدها حيث عمله.

أنا لم أكن أعرف هذا الشاب وإن كنت أعرف عائلته جيدا، ففرحت بفرحة أبى، واعتقدت أن مثل هذا العريس لن يكون سوى إجابة لدعوات أمى المستمرة لى، فحددنا موعدا ليزورنا فى بيتنا فى اليوم التالى لأراه ونتحدث سويا، كنت متشوقة وكلى فضول لأراه، وكنت مهيأة تماما لقبوله، بل ولحبه أيضا، ولكنى ما إن رأيته حتى انهارت كل أحلامى، وغمرتنى خيبة الأمل، لدرجة أنها ظهرت على وجهى، فقد انقلبت كل علامات الفرحة والسعادة والأمل إلى حالة من الذهول... فقد كان عكس ما تمنيته تماما.

لا أقول إنه دميم، ولكنه غير وسيم إطلاقا، ولا أقول إنى كنت أحلم بأن أتزوج نجم سينما، لكنى كنت أتمناه شخصا عاديا، أجد منه ما يحببنى فيه، لكنه وللأسف ليس كذلك، فهو أقل من مستوى العادى بكثير، صحيح أنه معقول جدا، بل ومتميز فى بقية مواصفاته، إلا أنى لا أستطيع أن أنكر أن شكله صدمنى، وجعلنى أرفض حتى التفكير فى بقية هذه المواصفات.

والآن أنا على خلاف مع أسرتى بسببه، فأمى وأبى فرحان به وبإمكانياته، وبأنه جاء لينقذهما من فكرة عنوسة ابنتهما التى كانت متوقعة بسبب قلة الإمكانيات وقلة العرسان، وأخى يراه فرصة لأنه يعمل ومستقبله مبشر، ولأن (مفيش بنات بتتجوز اليومين دول) كما يقول الكثيرون، وأنا فى حيرة من أمرى، هل إذا رفضته أكون كمن ترفض النعمة حقا كما يقولون؟، هل أقبله لأنه قد لا يأتى غيره؟، أو من بمثل إمكانياته؟، وهل سأستطيع أن أتجاوب معه وأحبه وأعيش سعيدة معه بعد العشرة فعلا كما يؤكدون؟، لا أعرف ولا أظن، ولكنى فى حاجة إلى طرف ثالث يخبرنى برأيه، فما رأيك يا دكتورة؟.


كما أرسل (س.ب) أيضا يقول:

أنا شاب عمرى 32 سنة، الابن الوحيد لأمى بعد بنتين، لهذا فهى لا تحلم بشئ فى هذه الدنيا سوى أن تزوجنى، وهى لا تتوقف عن المحاولات منذ أن كنت فى الثانية والعشرين من عمرى، لكنى لم يكن لدى إمكانيات وقتها لذلك، أما الآن فقد أصبح لدى والحمد لله ما يمكننى من الزواج، كما أن أمى ترى أنى تأخرت جدا وأنها تتمنى أن ترى أطفالى، لهذا فقد قررت مؤخرا أن تزوجنى إحدى قريباتها التى تقول عنها إنها تربت على يديها، وأنها تعرف أخلاقها وصفاتها تمام المعرفة، وتأكيدا على إصرارها فاتحت والدة الفتاة فى الموضوع دون علمى، فإذا بهم يرحبون بالموضوع ويحددون موعدا لنذهب لزيارتهم لنتحدث فى التفاصيل، كل هذا تم أثناء سفرى فى إحدى مأموريات العمل لمدة أسبوعين.

فوجئت فى البداية، وتضايقت من تصرف أمى التى وضعتنى أمام الأمر الواقع، وتضايقت أكثر عندما رأيت صور الفتاة، لأنى وجدتها بعيدة تماما عن ما كنت أتمناه فى زوجتى، أنا لا أعرفها ولم أقابلها أو أتحدث معها، ولكنى أشعر بأنى لا أريد أن أفعل حقا بعد أن رأيت صورها، لا أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرف، هل ألغى هذا الإحساس بالرفض داخلى وأتمم الخطبة عسى أن أحبها فيما بعد كما تحاول أن تقنعنى أمى، أم أنسحب نهائيا من هذه الزيج العجيبة؟، وهل أكون ظالما للفتاة إذا فعلت؟، فأنا فعلا لا أريد أن أؤذيها أو أن أسبب الحرج لأمى، لكنى أيضا لا أريد أن أضحى بزواجى.... ترى ما هو التصرف الصحيح فى مثل هذا الموقف؟.

وإليكما أقول:

أتفهم جيدا أن أمر الزواج لم يعد بالسهولة واليسر التى تمنح الشباب والشابات بالذات فرصة الاختيار المطلقة، فحقا قلة فرص العمل، وقلة الدخول، وانعدام الإمكانيات جعلت من الزواج أمنية صعبة المنال بالنسبة للكثيرين، وفرضت على الآخرين القبول بأى وضع اعتقادا بأنه أفضل من لا شئ، ولكن...
لماذا نتزوج من الأساس؟، أليس السكن والود والألفة من أهم الأشياء التى نبحث عنها فى الزواج؟، أليس الرضا والسعادة هو ما ننشده؟، ألا يتزوج الشابان ليعف كل منهما الآخر؟ أليس كذلك؟، ولكن كيف لأى من هذا أن يتحقق دون أن يتوفر حتى الشرط المبدئى لأى ارتباط ألا وهو (القبول)؟....لا أقول الحب، ولا الهيام ولا الغرام، وإنما أقول القبول، وهو الحد الأدنى والذى لا يمكن التنازل عنه لاتمام أى زيجة حقيقية تدوم وتؤتى ثمارها.

قد يقول الكثير إن الشكل ليس كل شئ، وأنه ليس عاملا مهما، وأن الأخلاق والطباع والأصل الطيب، هم الأهم، وهذا فعلا صحيح، لكن هذا لا يعنى أيضا أن أقبل على الزواج بمن لا أرضى بشكله _على مضض_ لعل الأيام تقارب بيننا!!!...هذه سذاجة وحسن ظن أكثر من الطبيعى...


الانجذاب الظاهرى وإعجاب الطرفين ببعضهما كشكل عامل مهم، ولا حرج فى مناقشته، وإلا ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام أمر صاحبه أن ينظر إلى من يريد خطبتها جيدا، حتى يتيقن أن بها ما يعجبه فيكون ذلك أدوم لعلاقتهما وارتباطهما فيما بعد، وإلا ما كان من أهم صفات الزوجة الصالحة طبقا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام أيضا (أنها إذا نظر إليها زوجها سرته)، أى أعجبته ورأى منها ما يحب، واعتمادا على قاعدة (ولهن مثل الذى عليهن) فإن للمرأة أيضا أن تبحث عن زوج يرضيها ويعجبها ويساعدها على إعفاف نفسها، لا خطأ ولا عيب ولا حرام فى ذلك.

بل على العكس فإنه ومع كثرة ما أرى من حالات واقعية أكاد أجزم أنه من أهم أسباب الخيانة وتعدد العلاقات بعد الزواج، هو ارتباط أحد الزوجين بالطرف الآخر عن غير اقتناع، أما بسبب الشكل، أو بسبب المستوى الاجتماعى، أو مستوى التعليم، أو حتى بسبب أسلوب الملبس والعناية الشخصية.

لا أقول إن المظهر والشكل هو العامل رقم واحد فى الاختيار، فلا شك أن الأخلاق وتوافق الطباع هما الأساس وبلا منازع، يجب أن نهتم بهما وبالتأكد منهما لكن بعد أن يكون الطرفان قد اجتازا مرحلة القبول المبدئى لبعضهما البعض، وفى حالة أنه لا يوجد أى عوائق تصد أيا من الطرفين عن الآخر، أما فى مثل هاتين الحالتين فأنا أرى أن العكس ما حدث، فقد كان هناك (نفور) من اللحظة الأولى، وعدم قبول صريح وقوى، يعلن عن نفسه، لهذا لا يصح أن نتجاهله أو نحاول التحايل عليه بالنظر إلى بقية صفات الشخص، لأننا حتى وإن نجحنا مؤقتا فى صرف نظرنا عن هذا النفور، إلا أنه وغالبا ما سيعاود لفرض نفسه على تفكيرنا وعلى حياتنا فى وقت من الأوقات، عند أول أزمة أو خلاف، وحينها ربما يكون قد فات الأوان.

أعلم أنه سيختلف معى الكثيرون فى هذا الرأى، لأننا اعتدنا أن نسفه من عامل المظهر فى الزواج، وأصبحنا نرفع شعار (ارضى بقليلك) عند مناقشته، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التى نعيشها، التى أجبرتنا على التركيز على أمور أخرى كالمادة والعمل والمستقبل المهنى، لكن ترى ما نتيجة كل هذا؟...زواج هش، ارتباط سريع ضعيف، عدم رضا وقلة إشباع، وندم يستمر طويلا، يعقبه محاولة لتعويض الناقص والمفقود، فتدخل الخيانة من أوسع الأبواب حينذاك.

نصيحتى لك يا (م) لا تقبلى بهذا العريس إذا كنت حقا لا تستطيعين تقبل شكله، ولا تصدقى من يقول لك إنك ستسعدين معه بعد ذلك لمجرد أنه هو العريس الجاهز الذى يستطيع أن يتزوج الآن، ولا تستسلمى لفكرة أنه إما هو أو لا شئ، فلا أحد يعلم الغيب، ولا أحد يملك لأحد الرزق، فالأفضل لكى أن ترتبطى بمن ترضين بهيئته حتى وإن كان أقل من حيث الإمكانيات والمستوى المادى.

أما أنت يا (س) فأنا أنصحك أن تقابل الفتاة وتراها على الطبيعة، فربما يكون شكلها مختلفا عن الصور فى الحقيقة، وكل ما أرجوه أن تتيقن من أن عدم تقبلك للفتاة نابع فعلا من أنك لا تحب شكلها، وليس كرد فعل للتصرف الذى فرضته عليك أمك، فالأمر لا يحتمل العناد، فإن كنت لا تتقبلها كشكل فعلا، وإن كانت تخالف ماكنت تحلم به من مواصفات لزوجة المستقبل حقا، فاعتذر لأمك واثبت على موقفك، فالإنسان لا يتزوج كل يوم حتى يضحى بأمر كهذا خوفا من الإحراج.


للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: h.yasien@youm7.com






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة